الذهب من الحلى والعملة الى علاج السرطان .. أين ذهب ؟!

الذهب
الذهب

 

الذهب عنصر كيميائي رمزه Au وعدده الذرّي 79، وهو بذلك أحد العناصر القليلة ذات العدد الذرّي المرتفع والمتوفّرة طبيعياً في نفس الوقت ، يوجد في الطبيعة على شكل فلز، وهو يصنّف أيضاً ضمن الفلزّات النبيلة ، ويوجد الذهب في مكامنه على شكله العنصري الحرُّ، أحياناً على شكل قطع أو حبيبات داخل الصخور، أو على شكل عروق في باطن الأرض، أو في الطمي في قاع الأنهار.

والذهب فلزٌّ نفيس استخدم في سكّ العملات وفي صناعة الحلي، بالإضافة إلى الأعمال الفنّية للعديد من الشعوب والحضارات والدول على مرّ الزمان، و يلعب الذهب دوراً مهمّاً في الأداء الاقتصادي العالمي، وتتصدّر الصين الإنتاج العالمي بحوالي 450 طنٍّ سنوياً ثم أستراليا وروسيا فى المرتبة الرابعة وتعدّ الهند المستهلك الأكبر له ، وللذهب أهمّية صناعية تطبيقية، خاصّة في المجالات الإلكترونية.

ويوجد الذهب بشكل كامل في دم الأنسان بنسبة 0.2  مجم من وزن الجسم، ويؤدي دورًا مهمًّا لحماية صحة الجسم والحفاظ على المفاصل ، ويعمل الذهب بمنزلة عنصر أساسي فيما يتعلق بنقل الإشارات الكهربائية في جميع أنحاء الجسم ومن المعلومات الغريبة هى أن الزرافة هي الكائن الحي الوحيد بعد الأنسان الذي يحتوي جسمه على الذهب حيث يوجد في كل جفن من أجفانها ما يعادل 3 جرام من الذهب.

و استخدام الذهب ومركّباته لأغراض طبّية كان معروفاً منذ آلاف السنين، حيث وصف ديسقوريدوس استخدامه الطبّي في كتبه، أمّا في القرون الوسطى فكان ينظر للذهب أنه مفيد للصحّة، وأثبت ذلك الطب الحديث حيث أعطى الذهب قوّة شفائية، و في القرن التاسع عشر كان الذهب يستخدم لمحاولة معالجة الاضطرابات العصبية، مثل الاكتئاب والصرع والشقيقة، بالإضافة إلى مشاكل الغدد مثل انقطاع الحيض والضعف الجنسي؛ كما جرت المحاولات لاستخدامه في معالجة الكحوليات.

وتستخدم سبائك الذهب في طبّ الأسنان للترميم وبناء الجسور والتيجان، إلّا أنّ شيوع فكرة الأسنان الذهبية آخذة في التضاؤل، ومن المعروف حالياً أنّ أملاح الذهب وكذلك نظائره المشعّة هي التي لديها أهمية علاجية، إذ أنّ الذهب الفلزّي بشكله الحرّ خامل ولا يتفاعل داخل الجسم ، ولبعض أملاح الذهب خواص مضادة للالتهاب، إذ استخدم في السابق أوروثيو الجلوكوز لمعالجة الالتهابات المفصلية، وحتى الوقت الحالي هناك مستحضران دوائيان يستخدمان لمعالجة التهاب المفاصل الروماتويدي وحالات مشابهة في الولايات المتّحدة وهما أوروثيومالات الصوديوم وأورانوفين ، إلّا أنّ التأثيرات الجانبية لأملاح الذهب المنحلّة، إضافةً إلى سعرها المرتفع أدّى إلى الحصول على بدائل لمعالجة تلك الأنواع من الأمراض.

وكان الأستاذ الدكتور مصطفى السيد أستاذ الكيمياء بجامعة جورجيا الأمريكية أجرى العديد من الدراسات والأبحاث العلمية الساعية لاكتشاف إمكانية علاج السرطان بالذهب.

وتعتمد فكرة العلاج بجزيئات الذهب على أن "المواد الصغرية nanotechnology " التي تُشكِّل واحداً على ألف من المللي، وتتميز بقدرتها على دخول الخلايا بشكل يكون عكس اتجاه الضوء، مع تحويل جزء منه (الضوء) إلى حرارة قادرة على تدمير الخلية السرطانية إذا تعرضت لشعاع ليزر منخفض الطاقة، وفي هذه الحالة تقفد مادة الذهب خواضها التفاعلية حين يتم تفتيتها إلى رقائق الصغرية وتتحول إلى مادة تفاعلية مع جسم الخلية السرطانية بينما لا تتفاعل مع الخلية السليمة والتي تبدو داكنة اللون تحت المجهر.

ترشيحاتنا