الاستراتيجية الجديدة لموسكو سلاح بوتين لكبح "هيمنة الغرب"

بوتين
بوتين

 

 

 

وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وثيقة تضع الاستراتيجية الجديدة للسياسة الخارجية للبلاد، تهدف إلى كبح "الهيمنة" الغربية وتحديد الصين والهند كشريكين رئيسيين في المستقبل. 

 

كما اعتبرت الولايات المتحدة، التهديد الأكبر الذي يواجه البلاد، وتصفها بأنها "المحرض الرئيسي والمنظم والمنفذ للسياسة العدوانية المعادية لروسيا في الغرب، كما ستعطي الأولوية لإزالة بقايا الهيمنة الأمريكيةعلي العالم"، وذلك في تصعيد سياسي واستراتيجي جديد، حيث تعد المرة الأولى منذ انهيار الاتحاد السوفيتي أن يعلن رئيس روسي صراحة بأن واشنطن المصدر الرئيسي لتهديد أمنها.

 

وتقول الوثيقة إن روسيا ستهدف إلى "تهيئة الظروف لأية دولة لرفض أهداف الاستعمار الجديد والهيمنة"، كما أنها لا تعتبر نفسها عدوا للغرب ، وليس لديها نوايا معادية.

 

ويري خبراء ، بأن روسيا باتت معزولة عن العالم بشكل متزايد ، بعد العقوبات الغربية الموقعة عليها ردا علي العملية العسكرية لها في أوكرانيا، حيث سعت إلي تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية مع دول في إفريقيا وآسيا مثل الصين والهند ، وتكون سوق بديل للمنتجات النفطية لها عن السوق الأوروبي. 

 

ويقول الدكتور نبيل رشوان ، المحلل السياسي، أن الاستراتيجية الجديدة لها عدد من المزايا ، حيث تصنف الصين والهند ب40 % من حجم سكان العالم ، وهي قوة بشرية هائلة ، هذا غير باكستان المعروف عنها استهلاكها الكبير للغاز ، والتي تصدره لها روسيا ما يعتبر سوقا مربحا للنفط الروسي.

 

واستطرد، أن المشكلات الحدودية بين الهند والصين، والهند وباكستان ، تستطيع أن تلعب موسكو دور الوسيط فيها لحلها وبالتالي تكتسب ثقلا سياسيا تحدث فيه تنوعا في ميزان القوي بالعالم.

 

كما تهتم روسيا بشكل كبير بدول إفريقيا ، لاسيما وأن دول مثل، بوركينا فاسو ومالي ، بدأت تلفظ التواجد الفرنسي في بلادهم ، لتحل مكانها ، لاسيما وأن روسيا تأتي من باب تبادل المنفعة، حيث أعلن تنازله عن 60 مليار دولار كديون بالقارة ، وذلك لكسب الثقة.

 

ولكنه شدد علي أهمية استفادة الروس من دروس انهيار الاتحاد السوفيتي، حيث حذر من دفعهم الكثير من الأموال فتؤدي إلي نتيجة عكسية.

 

وفي تحالف يضاهي تحالف أوكوس، يري رشوان أن التحالف لن يتعدي كونه تحالف سياسي ، واقتصادي، للتنسيق بين المواقف لاسيما وأن الصين ترفض التلويح بالانضمام إلي أي تحالف عسكري، وحتي الرئيس بوتين في الاستراتيجية الجديدة، تحدث عن الدفاع عن البلاد في حالة الاعتداء فقط.

 

وتهدف موسكو ، إلي إنشاء خط غاز سيبيريا باور وان ، تبلغ طاقته 15 مليار متر مكعب ، وتمت الموافقة عليه في الزيارة الأخيرة للرئيس الصيني للبلاد ، كما تتجه الاستراتيجية الجديدة إلي الشرق والجنوب ، والتي ظهرت في الأزمة الأوكرانية.

 

وحذر رشوان ، من المشكلة الديموغرافية التي تعاني منها روسيا ، حيث يقال أن 40 مليون صيني يعيشون في سيبيريا والشرق الأقصى، الأمر الذي يمكن أن يؤثر عليها بالمدي البعيد.