محمود الخولي يكتب: مسيحي يقدمه مسلم

محمود الخولي
محمود الخولي

 

                                     
        لم يداخلني شك خلال الشهور الستة الاخيرة في أن المؤسسات الدينية في مصر ستنتصر لـ مسيحية الطفل شنوده، وحق ابويه بالتبني في عودته لحضنهما، بعد تفصيلة شرعية، هي اقرب في تقديري الي تاصيل شرعي مفاده اجمالا : "الطفل لمن وجده"، خلاصته ان الطفل المصري المسيحي الذي كان  مؤخرا حديث منظمات المجتمع المدني وغمز ولمز جلسات الكونجرس الامريكي والاتحاد الاوروبي ومجلس العموم البريطاني، انتظارا لرأي الأزهر الشريف ودار الافتاء المصرية، بات بحكم قضائي نهائي يتبع ديانة الأسرة المسيحية التي وجدته كـ "عائل مؤتمن" علي تربيته و حسن رعايته والمحافظة عليه، وعدم تعريضه للخطرمن ناحية، ثم ومن ناحية اخري، قطع الطريق علي مدمني التربص بالاستقرار المجتمعي المصري، في مثل هذه الازمات  داخليا وخارجيا، بعد ان فوت القضاء المصري عليهم فرصة اطلاق مدافع الفتن الطائفية في دلالة لا تقبل الشك انهم لم يقروا تاريخ الحركة الوطنية في مصر جيدا وعلي مر العصور!!
في نوفمبر من عام 1998 كنت قد شرفت بزيارة جمعية الكرمة للمكفوفين بشبرا، تلبية لدعوة مقدرة  ومحببة لشخصي الضعيف، من مؤسسها ورئيسها - آنذاك- القمص بولس باسيلي عضو مجلس الشعب - الأمين المساعدلأمانة الدعوة والفكر باللجنة المركزية وقتها-  وقد فاجأني قداسته بترشيح فضيلة الشيخ احمد حسن الباقوري وزير الاوقاف في حكومة ثورة يوليو(1952-1959)،له  لعضوية مجلس الشوري، بخطاب قال لي ان فضيلته سلمه للنائب محمد حسني مبارك وقت ان كان نائبا للرئيس انور السادات.
 لم ينس باسيلي مفردات خطاب الباقوري الذي قدمه للنائب مبارك وقتها، ومضي يسرد علي مسامعي بعضا منه مبتهجا، وفيه:
" من واجبي كمواطن مسئول عن هذا الوطن المفدي رأيت ان أتوجه لسيادتكم باقتراح..مجرد اقتراح لدعم الوحدة الوطنية..وللقضاء نهائيا عل الفتنة الطائفية. وهو ان يعود الي مكتب الدعوة والفكر للشئون المسيحية..ذلك الرجل الحر الوطني القمص بولس باسيلي عضو مجلس الشعب السابق والأمين المساعد لامانةالدعوة والفكر باللجنة المركزية..فطوال فترة خدماته بهذا الموقع- 4 سنوات كاملة- لم نسمع خلالها بأية محاولة لفتنة طائفية.. لقد كان يعمل جنبا الي جنب الرجل الفاضل الدكتور زكريا البري وزير الاوقاف الحالي –وقتها-، وكان كلاهما يمثلان جناحي الدعوة والفكر- كل في ميدانه- في اعتدال وحكمة ووطنية.. لذلك اعتقد انه الرجل المناسب.. وما المكان المناسب الذي أعنيه الآن.. سوي مجلس الشوري الذي يحتاج أكثر ما يحتاج الي رجاحة الفكر واتساع الافق والخلق الكريم".
هذه مصر باسيلي وشنوده والباقوري والطيبـ، رغم أنف الطائفيين.
 

ترشيحاتنا