روحانيات رمضان تحيط بالمساجد..والفوانيس تزين الشوارع

صورة موضوعية
صورة موضوعية

طبيعة المكان الشعبي يجعل الأسر والمنطقة عائلة واحدة خلال شهر رمضان

اقبال جماهيري لا نظير له في الأيام فى العادية

ساعات تفصلنا عن شهر رمضان الكريم، ومع اقتراب بداية الشهر الكريم، تستمر المظاهر فى الشوارع المصرية احتفالا بقدوم شهر الخير والبركة، فنجد الشوارع مزدحمة لإقبال المواطنين على شراء مستلزماتهم من زينة رمضان والفوانيس، فهناك مظاهر عديدة وأماكن مختلفة يتردد عليها المصريون لشعورهم بروحانيات رمضان، فنجد أن مساجد آل البيت يظهر حولها مظاهر روحانية قبل بداية شهر رمضان وأثنائه..

رصدت «الأخبار المسائى» مظاهر رمضان من أمام المساجد، واقبال المواطنين على التواجد بالساحات من أمامها، واستعدادهم لصلاة التراويح بها..

 

أمام مسجد الأزهر الشريف، توجد الفوانيس أشكال وألوان وأحجام مختلفة، ليس فقط، بل تجد أيضا أشكال جديدة من "سجاد الصلاة"، و"بوكسات رمضان"، كل ذلك ينتشر على الأرصفة المجاورة للمسجد وسط زحام من المواطنين، والمحلات المنتشرة حول مسجد الأزهر تزينت بالأنوار ذات الألوان المبهجة، وهناك بائعين آخرين يفترشوا قماش الخيامية، والتى يوجد أشكال مختلفة مصنوعة من قماش الخيامية، من بوكسات، ومخدات ومفارش، فضلا عن السبح والبخور، وغيرها فكل هذه المظاهر ترتبط بروحانيات الشهر الكريم.


من المظاهر المبهجة لشهر رمضان، انتشار الفوانيس بأشكالها المختلفة، وبالرغم من ظهور أشكال جديدة من الفوانيس، إلا أن الفوانيس القديمة لها رونقها ولا تنتهى موضتها عبر سنوات طويلة، فالفانوس الصاج من الفوانيس الأساسية التى تجدها فى كل مكان، ولا تغيب عن المشهد الرمضانى، بالرغم من ظهور الأحدث، "فوانيس زمان لها زبونها اللي بيدور عليها وسط ملايين الفوانيس المستوردة والجديدة".

 

الفوانيس الصاج، لا تنتهى موضتها فهى فالزبون يحتفظ بها لفترات طويلة، بسبب صناعتها اليدوية من الصفيح والزجاج الملون والذي يتم "نقشه" بأشكال مختلفة حتى يناسب جميع الأذواق، ويناسب جميع طبقات المجتمع، ونجد منها المقاس الكبير الذى يوضح فى المولات التجارية، والمحلات وغيرها من الأماكن التى تناسب وضع الفوانيس الكبيرة، والفوانيس الصغيرة التى يفرح بها الكبير والصغير.

تنتشر أيضا مجسمات مصغرة لـ "عربات الفول والقطايف والكنافة"، والتى يكون عليها اقبال من المواطنين لشرائها، وهناك من يقوم بشراء مستلزماتها وعملها فى المنزل للتوفير فى الميزاينة، وهى عبارة عن عربات خشبية الصنع يدوياً "هاند ميد"، من قماش الخيامية الملون، ويوجد على كل عربة ما يخصها من أكلات على هيئة مجسمات صغيرة، منها الذي يصدر صوتاً ومنها الذي يضئ.

وأمام مسجد السيدة عائشة رضى الله عنها، الساحة المحيطة بالمسجد مليئة بالمواطنين، تشعر بروحانيات الشهر الكريم، الأنوار تحيط بساحة المسجد من كل مكان، أصوات الابتهالات والأذكار لا تتوقف، الكل فى انتظار صلاة التراوريح، وأداء الفرائض فى المسجد، تفيض من هذا المكان روحانيات لا تخفى على أعين الناظرين، فنفحات الشهر الكريم تسير جنبًا إلى جنب مع روحانيات المسجد ومقامه الكريم الذي يحوي جسد السيدة "عائشة" بنت جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام على زين العابدين ابن الإمام الحسين بن الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه وهى أخت الإمام موسى الكاظم.

 

يتوافد الزائرين على المسجد للصلاة والتصدق وتوزيع الشنط الرمضانية والشعور بالأجواء الرمضانية، وفروع الأنوار المبهجة تزين مأذنته وكأنه عروس، ويلتف حول ساحته بائعي السبح  والبخور والمسك الذي يفوح رائحته لقاصدي قبة الجامع على بعد أمتار.


كان بائع السبح الشيخ محمود يجلس بجانب فرشته التي تكتظ بجميع أنواع السبح الطويل منها والقصير، بأسعار رمزية، فهو يبع السبح في منطقة السيدة عائشة منذ أكثر من 30 عاماً مر عليه جميع المصلين، والذي أصبح يعرف جزء منهم ويعرفوا.


وطبيعة المكان الشعبي للمسجد يجعل الأسر والمنطقة عائلة واحدة خلال شهر رمضان، مضيفاً أن شباب المنطقة اعتادوا على تقديم مشروبات الرمضانية خلال فترة الفطار.

 

وعند دخولك المسجد ستجد ضريح " السيدة عائشة" يتزين بالتُل الأبيض والورود كعروسة ليلة زفافها وبجانبها مصحف كبير الحجم مفتوح على " سورة يس"، يلتف حول ضريحها النساء، والأطفال والرجال، جميعهم يقفون في خشوع تام، لكل منهم دعوته وحاجته الخاص يدعى بها الله من مكان طاهر، حيث اعتادت  السيدة عائشة على الزهد والاعتكاف فكانت دائما تترك الحياة، وتعتكف بعيداً عن ملاذ الدنيا مُكرسة نفسها فقط للدعاء، ومن هنا جاء تاريخ الضريح فى الزهد والاعتكاف.


وينقسم الساحة الداخلية للمسجد إلي نصفين للنساء والرجال ويفصل بينهما لوائح خشبية، ولكل جزء مدخل خاص به، بينما تجهزت المكتبة الخاصة بالمسجد بجميع أنواع الكتب فاتحة أبوابها للمعتكفين والمصلين، بها مئات الكتب وموثقة من وزارة الأوقاف.


 اقرأ أيضا: «البحوث الإسلامية» يطلق المسابقة الرمضانية لمجلة الأزهر


 

احمد جلال

محمد البهنساوي

ترشيحاتنا