صاحب الحنجرة الذهبية .. «الشيخ عبدالباسط عبدالصمد» علامة بارزة فى دول العالم

الشيخ عبدالباسط عبدالصمد
الشيخ عبدالباسط عبدالصمد

نظم الدكتور سيمور نصيروف، رئيس الجالية الأذربيجانية في مصر وعضو هيئة التدريس بجامعة القاهرة، زيارة لمنزل القارئ الراحل الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، بدعوة من نجله اللواء القارئ طارق عبدالباسط، بحضور بعض أفراد العائلة الكريمة.

ورحّب «اللواء طارق» نجل الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، ترحيب برئيس الجالية، وتحدث معه عن بعض القصص والذكريات، ورحلات الشيخ التي جابت العالم شرقا وغربا شمالا وجنوبا.

وأكد الدكتور سيمور نصيروف، رئيس الجالية الأذربيجانية في مصر وعضو هيئة التدريس بجامعة القاهرة، أن السعادة ألقت ردائها على الجلسة الطيبة، وعم السرورُ اللقاءَ وسعد الجميع بالحديث عن الشيخ العلامة الذي قلما يجود الزمان بمثله.

وكشف الدكتور «سيمور»، عن حبه الشديد وتعلقه المتين بالشيخ عبدالباسط  عبدالصمد، منذ صغره وسرد حكايته مع الشيخ وتعلقه به.

كان الدكتور سيمور صغيرا، وذهب ذات يوم إلى مركز مدينة أسطرا الأذربيجانية، وعند وقت الظهر سمع صوتا يقرأ القرآن فجذبه الصوت، ووقف مكانه ولم يتحرك إلى أن انتهى القارئ من القراءة، ولم يكن سمع للقارئ من قبل، وكان الزمان زمان الاتحاد السوفيتي الذي كان يحكم بالأيديولوجية السوفيتية الشيوعية والتي كانت تمنع أي ممارسة للشعائر الدينية وبعد التدقيق وجد أن هذا الصوت يأتي من مدينة أسطرا الإيرانية – والتى تنقسم لجزأين أحدهما أذربيجاني والثانى إيراني- وفي هذه المرة التي توقف فيها نصيروف لم يعرف اسم القارئ.

ولدى ذهاب «الدكتور سيمور» لمدينة أسطرا كان يتمنى أن يسمع الصوت مرة أخرى، وبالفعل تارة يسمع الصوت فيعود منتشيا سعيدا، وتارة لا يسمعه فيعود حزينا بائسا، وبعد حصوله على جهاز الراديو أخذ يبحث عن الأوقات والمحطات التي تذاع فيها التلاوات القرآنية وبعد صعوبة بالغة توصل إلى أن الذي يقرأ هو الشيخ عبدالباسط الذي كان يراقبه آنفا.

وبعد ذلك بدأ «نصيروف» بالاستماع الجيد ومن ثم تقليد الشيخ عبد الباسط، وفي تلك الأوقات، استقلت أذربيجان عن الاتحاد السوفيتي وفُتحت الأبواب لمن يريد قراءة القرآن، وسافر «نصيروف» إلى إيران خصيصا لشراء شرائط للشيخ عبدالباسط، وظل يستمع كثيرا إليها حتى صار مقلدا جيدا للشيخ عبدالباسط.

وبعد التقليد المتقن والاستماع الجيد انتشر اسم «سيمور نصيروف» في محافظته كلها وأطلقوا عليه اسم عبد الباسط الصغير وكانوا يدعونه إلى حفلاتهم وأمسياتهم كي يفتتح الحفلات بتلاوة قرآنية مقلدا فيها الشيخ عبدالباسط.

وبعد فترة افتُتحتْ جامعة باكو الإسلامية في العاصمة الأذربيجانية، واشترطوا للدخول في الجامعة أن يمتحن المتقدم في القرآن الكريم.

ولما جلس نصيروف أمام لجنة الامتحان وبدأ يقرأ مقلدا صوت العالمي المصري عبدالباسط عبدالصمد انبهرت لجنة التحكيم والامتحان وحصل على الامتياز بجدارة  واستحقاق.

وكان سيمور يقرأ كثيرا في الجامعة حتى وصل الخبر إلى مفتي أذربيجان الشيخ سلمان موساييف الذي كان يخطب الجمعة في المسجد العريق الذي يسمى المسجد الأزرق، وبناء طلب المفتي كان سيمور يرفع الأذان في يوم الجمعة.

وبعد نهاية الفرقة الجامعية الأولى جاءت دعوات كثيرة من بلاد مختلفة لاستكمال الدراسة فيها فلم يتردد سيمور في اختيار مصر بلد عبد الباسط عبدالصمد الذي دائما ما كان يحلم بالاستماع إليه وتقليده، وعند وصوله إلى مصر صُدم بأن الشيخ قد توفي في 30/11/1988 وكان هذا خبرا صادما له.

ومما لاشك فيه أن الشيخ عبد الباسط  كان من أفضل قراء العالم ومن أشهرهم، رحم الله الشيخ وأسكنه فسيح الجنان مع النبيين والصديقين والصالحين والشهداء.

ترشيحاتنا