«انستجرام» و«تيك توك» غيروا معايير الجمال بإستخدام الفلاتر فى التصوير

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

عندما أطلق أبو الطيب المتنبي بيت الشعر الشهير عن جمال المرأة الممتلئة لم يكن يعرف أن الممتلئة ستصبح مادة للتنمر والتريند، والنحيفة ستكون مقياسا وحيدا للجمال عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبالأخص إنستجرام وتيك توك..


يستهدف كل من إنستجرام وتيك توك، والشباب كفئة أولى، لذا ستجد المحتوى الذي يتحدث عن الجمال والأزياء والمكياج، هو السائد والأكثر رواجا، ومن خلاله بنى الشباب معايير محددة جدا للجمال، حيث ينظر الصبية فقط للفتيات اللاتي يشبهن نجمات الإعلانات، والفتيات يجدن أن الشاب لابد أن يكون رياضي وصاحب عضلات مفتولة، ما جعل فرص الجميع في اختيار شريك حياة ضئيلة، وإن وجد لن تكون المعايير مرضية.

 

ممتلئة يعني «كيرفي»
التباهي بالجسد الممشوق ومظاهره التي تغرق إنستغرام وتيك توك، ربما دفع واحد من أهم أيقونات الموضة العالمية لتصحيح مفاهيم الجمال بل والمغالاة في القول أن السيدة الممتلئة أجمل كثيرا من النحيلة؛ إذ كان هذا فحوى تصريح مصممة الأزياء العالمية الشهيرة فيكتوريا بيكهام.


وقالت فيكتوريا صاحبة العلامة التجارية الشهير الخاصة بملابس السيدات «فيكتوريا سيكريت»، إن الجسم النحيف بات موضة قديمة، الآن "الكيرفي" أي الممتلئات أجمل.

 

بدون فلتر
تقول شهد محمد، 30 عاما: «أقوم بالتصوير عبر الفلتر من الانستجرام بالفلتر زي كل البنات لأسباب كثيرة، مثل تغيير الشكل كما تستطيع وضع ميكب كامل وتغير لون العين، وتركيب رموش وتصغير حجم الأنف وغيرها».


وأضافت: «أنا لا استطيع التصوير بدون فلتر لأسباب عديدة مثل الهالات السوداء تحت العين، فالصورة الصريحة بدون فلتر تشعرني بعدم الارتياح وظهوري بالصورة بالفلتر  تظهر جمالي كما أتمني بدون عيوب».


ورغم كلام شهد إلا أن هناك عيوبا للفلتر، إذ يقوم بتغيير كبير في الشكل الحقيقي، ونلاحظ كثيرا أن الشباب يظهرون بشكل مثالي على شبكات التواصل الاجتماعي، ولكن في الحقيقة تكون الملامح متغيرة تماما.


تشويه نفسي
وفي دراسة نشرتها صحيفة ديلي ميل، يشير باحثون أن فلاتر إنستجرام، تجعل مستخدميها ينسون شكلهم الحقيقي.

 

وتقول الدراسة، الذي أجراها فريق uvence للجراحات التجميلية، والتي أجريت على 2069 مستخدما، إن ربع مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي تقريبًا، يعترفون بأنه يصدمون عندنا يرون وجوههم بدون فلاتر، فيما قال 23٪ من الحالات أن استخدام الفلاتر قد شوه تصورهم لشكلهم.


للتكبير والنفخ
أما إسراء شعبان (21 عاما)، قالت إن الصور بالفلتر أصبح هوسا عند البنات والشباب أيضا، وأصبح منتشرا في سبيل تغير الصورة، حيث يكون الفلتر فيه جزء من نحت الوجه وإضافة الفلاتر جزء كبير من تكبير الشفاه وتصغير الأنف ووضع مكياج كامل للوجه وهذا بعيد كل البعد من الصورة الحقيقية، للباحثين عن التغيير ومواكبة الجمال والتغير على وسائل التواصل الاجتماعي. 


وأضافت: «أضطر أحيانا للتصوير بالفلتر البسيط لتعديل مظهر الإجهاد والتعب حيث أنه من الضروري أن بعض اللقطات الصور يجب أن تكون بشكل جيد لتحسين الصورة الجمالية بشكل عام» .


وتابعت: «أستغرب كثيرا عندما أرى شبابا يستخدمون الفلتر لتوريد الخدود ونفخ الشفاه وتحديد الحواجب لا أعلم لماذا يستخدمون ومن الممكن أن كل من الولاد والبنات الذين يلجأون للتصوير بواسطة الفلتر هو مرض نفسي وعدم الثقة بالنفس وهوس الموضة».


ويقول منذر محمد، 33 عاما، أن استخدام الفلاتر أصبح مبالغ فيه والتعديل بالصور أصبح أمرا مرعبا، ويقع العديد من الشباب في فخ الصورة المزيفة على الانستجرام أو الفلاتر على التوك توك للبنات»، إضافة إلى أن ما يدفع البنات والشباب للتقليد الفنانين والعارضات الموضة، لافتا أن الفنانين يلجأون إلى تعديل الصور لإبراز الصورة الجمالية للإعلان عن المنتج أو الصور الخاصة بهم للترويج عنهم لمجال التمثيل والإعلانات وغيرهم.

 

أجسام «مفبركة»
وأكد "محمد" أن ما يلفت نظر الشاب إلى البنت البسيطة التي تظهر على طبيعتها بدون مبالغة وإضافة تلك صور النجمات والفتيات التك توك والانستجرام ليس حقيقية .


وفي نفس السياق أحمد عصام في 3 ثانوي عام، قال إن «كل صور البنات ومشاهدة الفيديوهات على منصة التيك توك لكل من البنات والشاب هي مفبركة ومش حقيقية ابدا».


وأكمل: «أنا أقوم أنا وزملائي بالمدرسة بتصوير فيديوهات على منصة التيك توك ونستخدم بعض الفلاتر لاظهار شكل أفضل من الحقيقي»، لافتا كل المؤثرين على "التيك توك" أو الفنانين كلهم يستخدمون الفلاتر.

 

واستمعنا لرأي استشاري التحليل النفسي والشخصية  بجامعة عين شمس، الدكتور إبراهيم عبد الرشيد، والذي قال إن كل من يستخدم فلتر سواء فتيات أو شباب يكون على هيئية المرض النفسي.


وأضاف: «هذا الأمر عقدة نفسية في الحقيقة وقد يكون السبب الأساسي في حدوثها الأم والأب أو الإخوة أو من المدرسة أو الاقارب».


وضرب مثالا: «ممكن أن تكون البنت الوحيدة بالعائلة بشرتها سمراء وأيضا يوجد مقارنة بغيرها ببنات العائلة الحلوين وأنت أوحش بنت أنت مش شبهها»، ويكمل: «كل هذه الأسباب تتسبب في عقدة نفسية ومشكلة كبيرة وتستمر معها طول العمر» .


دكتور عبد الرشيد، أكد أن تلك المشلكة لا تتمحور حول الفتيات فقط، إذ يعاني منها أيضا بعض الشباب، وضرب مثالا بولدين  توأم  أحدهما عينيه ملونتين وشعره أصفر أما شقيقه أسمر وشعره أسود، وهنا تعطي بعض الأمهات النصيب الاكبر من الاهتمام والتدليل للطفل الأشقر، وتهمل شقيقه ومن هنا بداية المشكلة بالمقارنة والتنمر، ويبحث الأخ الضحية عن التعويض من خلال التصوير بالفلتر على منصات السوشيال ميديا.


وأضاف: «يكمن الحل في الرضا فالجمال له عدة أوجه وليس واحد فقط، ومش مقياس وغيرها لأن نلاحظ  أن من اسباب ارتفاع نسبة الطلاق هي أن البنت أو الشباب يهتم بالمظهر الخارجي فقط ولا يهتم بأي شيء آخر أهم بكثير من المنظر الخارجي».


اقرأ أيضا: هل الشبكة إلزامية ولايمكن الاستغناء عنها؟ .. الفتيات يجبن!

 

ترشيحاتنا