بعطره الذي تفوح رائحته لأمتار، وأناقته الملفتة، وابتسامته المعتدلة، يقود عزيز سيارته الأنيقة، ويستضيف زبائنه من مستخدمي إحدى تطبيقات نقل الركاب المعروفة.
تحكي سلمى - اسم مستعار - قصتها، بأنها تعرفت على عزيز، عند طلبها سيارة، ليحضر هو وتتفاجأ به حيث كان مختلفًا عن قائدي السيارة الآخرين الذين صادفوها، قائلة: "شعرت وأنها خدمة فندقية، فسيارته بها كل ما تشتهي الأنفس، مناديل، مكسرات، شيكولاتة، بعض أنواع البسكويت، كما أن هيئته تبدو كهيئة أمير وليس سائق سيارة تقليدي".
هنا بدأ الحديث بين عزيز وسلمى، ليخبرها بأنه يذهب إلى عمله يوميًا في هذا التوقيت، وأنها لحقته قبل أن يغلق التطبيق، ليذهب إلى عمله في إحدى شركات السياحة والتي يعمل مديرًا بها.
بالطبع استغربت عن سر عمل مدير شركة في عمل إضافي، إلا أن الإجابة على سؤالها، جاءتها بعد ساعات فقط من إيصالها لوجهتها، لتتفاجأ برسالة من قائد السيارة عزيز، ليخبرها بأنها لفتت نظره و"غرضه شريف" حيث يبحث عن عروسة منذ حوالي 5 سنوات دون جدوى، فاقترحت عليه والدته العمل كسائق لإحدى شركات التوصيل في وقت فراغه، ربما يجد نصفه الثاني.
واستكمل رسالته، بأنه وجد ارتياحا أثناء الحديث الذي دار بينهما خلال فترة إيصالها، ولديه رغبة في التعرف عليها سواء بإحضار والدته لمنزلها بشكل رسمي، أو بمقابلتها مرة أخرى لتناول القهوة سويًا وإعطاء فرصة لبعضهما للتعارف بشكل جدي، وعن هذا تقول سلمى: "كان أغرب طلب زواج حدث معي".
أما المهندس صدقي، فهو في الخمسينات من العمر، من الطبقة الراقية، يعمل أيضًا في مجال توصيل العملاء من خلال التعامل إحدى التطبيقات الشهيرة، والتعرف عليهم بشكل مهذب.
والذي يفتح مجالًا للحديث من كل من يركب معه، هو أن هيئته تشير إلى أنه يحتاج لعمل إضافي، وهو ما يؤكده بنفسه، موضحًا أنه وحيد ويبحث عن الونس وهذا هو دافعه.
المهندس صدقي رجل أرمل، ليس لديه أبناء، وأهله فارقوا الحياة، فليس له أحد، فقط بضع ساعات في عمله الروتيني، مما دفعه لهذا العمل بهدف وجود من يشاركه الحديث والحكايات ولو لفترة قصيرة خلال مدة التوصيل.
العديد من القصص الإنسانية، يرويها قائدو وعملاء تطبيقات نقل الركاب الخاصة، والتي أصبحت وسيلة نقل أساسية منذ سنوات في مصر وعدد كبير من الدول، لتشير إلى أنه لا شيء كما يبدو فبداخل كل إنسان مالا يعرفه غيره.
اقرأ أيضا : الأوقاف تحدد ضوابط إقامة صلاة عيد الفطر المبارك
