في موسم حصاده.. أطلق عليه الفراعنة «قمحو» واستخدموه في تحديد نوع الجنين

أرشيفية
أرشيفية

 

مع بداية موسم حصاد القمح ، تتشر البهجة داخل البيوت المصرية فرحا وأبتهاجا بقدوم الخير وعمران المنازل ، فكثير من الأحلام مؤجلة لحين حصاد القمح وبيعة وبالتالى يتزوج الشباب ، ويتم شراء الكسوة للأبناء وقضاء الكثير من الحاجات ، ولذلك تنتشر الكثير من الأمثال والأقوال الخاصة بموسم الحصاد لدى الأسرة المصرية فى الريف فقالو عن وقت حصاده «برمودة دقّ العامودة»، أى دق سنابل القمح بعد ضمّها لفصل الحبوب عن قشورها ، فضلا عن أن المزراع يبيع “التبن” الذي يباع هو الآخر لمزراع الدواجن، ومعالف تسمين العجول ، وقبل نضج سنابل القمح تماما يتم حصاد بعضها وهى لا زالت لينة ثم يتم شعوطتها وأستخراج حبوب القمح وطحنها لعمل الفريك ، وفي ثقافتنا، صارت مصادر العيش تختصر كلها بالخبز، فعندما يتضرر المرء ماديا يوصف بأن (الخبز قد انقطع عنه) ، أى أنقطع عيشه.

وتحتل مصر المركز السابع عشر بين دول العالم في مستوى إنتاجية الوحدة المنزرعة من القمح ولا يسبقها في هذا المجال سوى الدول التي يطول فيها موسم زراعة القمح مثل ألمانيا، فرنسا، هولندا، إنجلترا، حيث يقرب العشرة شهور كما تتميز بالمناخ البارد والذي يعطى الحبة الفرصة كاملة للتكوين وجودة الامتلاء.

والقمح من أقدم النباتات التي زُرعت في دول الشرق الأوسط، وقد عُثر على القمح في بادئ الأمر في سوريا ثم انتقل لجميع البلاد، وقد انتقل القمح من مصر لتتم زراعته في عموم إفريقيا، وكان ذلك في العصر الحجري الحديث، وقد أعطت مصر لمسماه المعروف به حتى الآن في العالم وهو "القمح"، حيث كان اسمه في اللغة الهيروغليفية "قمحو"، وقد ذُكرت "قمحو" في قوائم القرابين في عصر الدولة القديمة.

كما أن كلمة قمح ذكرت في المتون القديمة الفرعونية، وقد زرعت مصر أربعة أجناس من القمح في العهود القديمة، وقد ظل نوع قمح " تريتكم ديكو كم" أشهر الأنواع، وقد ظل المصدر الأول لصناعة الخبز من العصر الحجري الحديث حتى العصر الروماني وبدايات العصر المسيحي، وكان يمتاز بسنابله الثنائية الصفوف وحبوبه الكبيرة المستطيلة وأغلفته المتلاصقة ، وكان القمح يوضع في المومياوات كطقس من الطقوس الأصيلة للمصريين الذين احتفوا احتفاءً كبيرًا بالقمح وبزراعته حتى أن مصر كانت سلة غذاء العالم، بسبب زراعة القمح.

وكانت نساء الفراعنة المتزوجات حديثا، يخضعن لاختبار حمل مبكر لمعرفة نوع الجنين، أهو ذكر أم اثنى، حيث كن يسكبن بول المرأة على حبات من نباتي القمح والشعير، فإن نبتت حبات الشعير أولا فذلك علامة على أن المرأة حامل في طفل ذكر، وإن نبتت حبات القمح أولا فتكون حاملا في طفلة أثنى.

ويحتوي القمح على العديد من الفوائد الصحية ، وخاصةً عند تناول منتجات القمح المصنوعة من الحبوب الكاملة، ومنها زيادة طاقة وحيوية الجسم ، وتحسين وظائف الدماغ ، كما يعمل على تحسين عمليات الهضم والحرق ، و تناول القمح الكامل بانتظام يساعد على منع الإصابة بالسمنة، ومنع تراكم الدهون الثلاثية، وخفض مستويات الكولسترول الضار في الجسم ، ومن فوائده أنه يساهم في حماية المرارة من الحصى.

كما أن تناوله يعمل على حماية القلب من الأمراض، وخاصةً النوبة القلبية، وخفض ضغط الدم المرتفع، وتخفيف تصلب الشرايين ، ويساهم في خفض احتمالية الإصابة بمرض السكري ، لأنه غني بالمغنيسيوم الذي يدخل في تكوين عدد كبير من الأنزيمات في الجسم، والتي تساعد على التحكم بعمليات إنتاج الجلوكوز والأنسولين.

ومن أشهر الأغانى عن القمح هى " القمح الليلة ليلة عيده يا رب تبارك و تزيده " وهى غناء وألحان محمد عبد الوهاب وكلمات حسين السيد ، كما أن هناك العديد من أغانى الفلكلور الشعبى القديم وكانت تسمى بأغانى الحصاد وهى منتشرة فى تراث العديد من الدول.

ترشيحاتنا