الدمج الرسمي بين التعليم و الرياضه اساس تفرد السويد بالنماذج الفريده للموهوبين

تفرد السويد بالموهوبين رياضيا
تفرد السويد بالموهوبين رياضيا


 

 
يُعد تعليم الرياضة نظامًا شائعًا في جميع أنحاء العالم؛ حيث تضم المدارس والأكاديميات الحكومية والخاصة نوادي للرياضيين الموهوبين، والتي تهدف إلى توفير ظروف مُحسَّنة لتدريب وتطوير المواهب الرياضية التي يتم اكتشافها. ولكن، رغم أن العديد من الدول أنشأت معاهد للتربية البدنية، فإن الدمج الرسمي بين التعليم والرياضة حديث إلى حد ما.
 
وفي هذا الصدد، شهدت تسعينيات القرن الماضي وأوائل العقد الأول من القرن الحالي ظهور مدارس النخبة الرياضية في العديد من دول العالم، أبرزها السويد؛ حيث تبنى المجتمع السويدي أفكارًا حول المساواة في التعليم، وكان شعار "الرياضة للجميع" هو القاعدة الأساسية التي تسير عليها البلاد، وعليه، بذلت جهودًا حثيثة لتحقيق التوازن بين الرياضة والتعليم.
 و يشير موقع معلومات الوزراء  أن السويد لم تكن الدولة الأولى التي تدمج بين الرياضة والتعليم، فإن تأثير الدول الأخرى كان محدودًا؛ حيث كان النموذج الأمريكي للربط بين التعليم والرياضة يقوم على أساس تميزي، إلا أن الدول الإسكندنافية، بنموذجها الاجتماعي الديمقراطي وتركيزها على تكافؤ الفرص للجميع، دافعت عن الرياضة للجميع، سواء من خلال الأفراد الأعضاء في الاتحادات والأندية الرياضية، أو في جميع الأنظمة المدرسية.
 
أما عن المزايا التي تمنحها مدارس النخبة الرياضية للموهوبين فقد بدأت المدارس الثانوية السويدية للنخبة الرياضية في عام 1972؛ من خلال جهد مشترك من قِبل "الوكالة الوطنية السويدية للتعليم" (Swedish National Agency for Education) و"الاتحاد الرياضي السويدي" (Swedish Sports Confederation)؛ وتهدف هذه المدارس الرياضية إلى اكتشاف وتجنيد أكثر الرياضيين الشباب موهبة في العديد من الألعاب الرياضية. 
 
هذا، وقد سبقت مناقشة مشروع إطلاق تلك النوعية من المدارس لمدة عقد من الزمان، مع تزايد أهمية الرياضة بالتوازي مع الأهمية المتزايدة للتعليم الثانوي، وكان انطلاق هذه المدارس بمثابة مبادرة أسهم في إطلاقها مختلف الاتحادات والجمعيات الرياضية السويدية، بدعم من مختلف التيارات السياسية، والتي لديها علاقات مباشرة مع الاتحادات الرياضية، أو لديها خلفية رياضية.
 
جدير بالذكر، أن فكرة المدارس تقوم على جمع الرياضيين الموهوبين في بيئة جيدة، وتزويدهم بمرافق تدريب مُحسَّنة، ومدربين على أعلى مستوى، واختبارات علمية، وفرصة للتدريب خلال ساعات الدراسة، مع الاستمرار بالتوازي في تلقيهم التعليم الثانوي مع الطلاب العاديين.
 
اتصالًا، توسع نظام المدارس الرياضية السويدية بشكل مستمر خلال العقود التالية؛ حيث بدأ في أوائل السبعينيات بمدرستين و80 طالبًا، ووصل حتى الآن إلى أكثر من 50 مدرسة و1200 طالب، ومنذ البداية، كانت لهذه المدارس مهمتان أساسيتان، تتمثلان في: إبراز نخبة من أفضل الرياضيين، بالإضافة إلى تزويد المواهب الرياضية بالتعليم الكامل حتى يمكن تأمين مستقبلهم إذا لم يصبحوا رياضيين محترفين، وبهذه الطريقة تُحقق هذه المدارس التوازن بين أهداف الرياضة والتعليم.
 
في السياق ذاته، أصبحت مدارس الرياضة السويدية جزءًا مهمًا من حياة العديد من الرياضيين المحترفين؛ حيث كشفت دراسة أصدرها "الاتحاد الرياضي السويدي" عام 2015، حول المسارات المهنية للرياضيين في مدارس النخبة في العديد من الألعاب الرياضية، أن المدارس الرياضية تلعب دورًا مهمًا في مسيرة اللاعبين المهنية، وفي بعض الرياضات مثل، كرة الريشة والسلة والجمباز والتزلج، يكون من الصعب الاستمرار بها دون الالتحاق بمدرسة رياضية.
 
ختامًا، إن بعض الألعاب الرياضية، مثل، "التزلج الريفي على الثلج" (cross-country skiing) -التزلج لمسافات طويلة-، يكاد يكون من المستحيل على اللاعبين بها الالتحاق بالمنتخب الوطني دون الانضمام إلى مدارس النخبة الرياضية السويدية، فجميع المتزلجين في المنتخب الوطني السويدي انضموا إلى تلك المدارس الرياضية.

ترشيحاتنا