هل نستطيع أن نعيش بدون «فيس بوك»؟

مواقع التواصل الاجتماعي
مواقع التواصل الاجتماعي

الكاتبة «سيرين كال» نشرت اليوم مقالا في موقع صحيفة «الجارديان» البريطانية كان محتواه صادمًا للعالم كله، الذي يبدو أنه لا يستطيع الآن العيش من دون مواقع تواصل اجتماعي وخصوصًا «فيس بوك»، حيث دعت كال إلى إلغاء مواقع السوشيال ميديا من شبكة الإنترنت، وعدم استخدامها مجددًا، باعتبارها باعثة لكل المشاعر السلبية التي يعيشها أهل الأرض حالياً.

كال في مقالها تخيلت أن يفوز حزب سياسي ما في بلد ما، ثم يستيقظ الجميع في هذا البلد في اليوم التالي على خبر قرار حكومي بإلغاء مواقع التواصل الاجتماعي، وتزيد كال بأن يكون هذا اليوم هو يوم عيد، حيث تهتف الحشود في يوم ذكراه السنوية، والذي أصبح عطلة رسمية بالطبع، حيث يحرق الأطفال تماثيل مارك زوكربيرج، ويتأنقون كطائر «تويتر».

وتقول «سيرين كال»: «أنا شخص مدين بحياتي المهنية لوسائل التواصل الاجتماعي. لم يكن لدي أي مؤهلات أو اتصالات أو خبرة في الصحافة عندما بدأت التدوين في منتصف عام 2010، ومن خلال تويتر تمكنت من الحصول على تدريب مدفوع الأجر أعطاني تمهيدًا للعمل في الصحافة. لقد تواصلت أنا وصديقي عبر إنستجرام بعد سنوات من الإعجاب بصور بعضنا. لقد أصبحت سعيدة في حياتي الشخصية والمهنية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي». وعلى الرغم من هذا تعتقد الكاتبة أنه ومع مرور الوقت باتت تؤمن بأن الحل الوحيد للعديد من أكثر القضايا إلحاحًا في عصرنا هو ببساطة إيقاف تشغيل السوشيال ميديا.

عام كورونا كان قاسيا على الجميع. الكاتبة «سيرين كال» تذكر أنها قرأت مئات التقارير والبوستات والتغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي حول الجائحة، وكان بعضها يتبنى نظرية المؤامرة، وأنه لا وجود لوباء، وقد تزعموا حملات من أجل رفض التطعيم ضد كورونا، ولم تتخيل أن يدفع الكثيرون حياتهم ثمنًا لهذه الادعاءات الخاطئة والشائعات التي أفقدت البعض حياة الأصدقاء والأحباء والأقارب.

في أكتوبر 2021 أدلت «فرانسيس هوجان» العاملة في «فيس بوك» بشهادتها أمام الكونجرس، وقالت إنها شعرت بأن الموقع الكبير تسبب في نوبات اكتئاب ومشاعر قلق للملايين من مستخدميه وصلت أحياناً إلى حد الانتحار، وكذلك كان الموقع الأزرق سببًا لأزمات عرقية كبيرة في بعض البلدان الفقيرة، لأنه - وبشهادتها - يضع الأرباح المادية في مقدمة الأولويات حتى على حساب حياة الناس واستقرار المجتمعات.  

وتؤكد الكاتبة أن الدجل انتشر جدًا على تلك المواقع، وأن وصفات الطعام والتربية والتعامل مع المرض، التي تحتوي على كم هائل من الخرافات، آمن بها ملايين المستخدمين، ومنهم على سبيل المثال «الشخص الذي أعلن للعالم في وقت سابق من هذا العام أنه رفض إطعام طفله الجائع لمدة ست ساعات، حتى يتعلم كيفية فتح علبة فاصوليا».

وفي الوقت الذي يموت فيه الآلاف، وتتصارع فيه العرقيات، وتتزلزل فيه الأسر والمجتمعات بفعل السوشيال ميديا، فإن أصحابها صاروا أثرياء بقدر هائل، وفي الوقت الذي يستعدون فيه لإطلاق موقع «إنستجرام» للأطفال، يمنعون أطفالهم من استخدامه.

وتشير «سيرين كال» أنها بالتأكيد واحدة ممن استفادوا من مواقع التواصل الاجتماعي، ولكنها تريد بالفعل إغلاقها، رغم ما قد يتسبب فيه ذلك من فقدانها أحد المصادر المهمة في عملها الصحفي. وتمزج سيرين قائلة: «أثناء كتابتي هذا المقال راجعت تويتر ثمانية مرات». وتختم كاتبة الجارديان مقالها بالقول: «لقد سئمت من آلة المشاعر السيئة. أرجوكم توقفوا عن تشغيل مواقع التواصل الاجتماعي؟ ولكن، هل يمكننا ذلك؟».  

ترشيحاتنا