صفعة عمرو دياب.. والانشغال في الـ«ولا حاجة»

عمرو دياب
عمرو دياب

لماذا تسببت صفعة عمرو دياب لأحد محبيه فى (قلب) الدنيا، وتحويل السوشيال ميديا إلى ساحة من الرغى والهبد والهرى غير المنطقى؟!!

الإجابة طبعا هو الفراغ، والانشغال بالـ«ولا حاجة» للأسف، فالسوشيال ميديا تحولت فجأة من عالم افتراضى إلى عالم حقيقي يعيش فيه أغلب الناس، الذين أصبحوا يتعاملون مع هذا العالم الخيالى وكأنه واقع نعيش ونتعايش ونتعاطى من خلاله مفردات الحياة التى هي فى الأساس لا حياة لمن تنادى.

ولأن أغلب هؤلاء الناس يعيشون خلف هواتفهم فى دور الأبطال أو الوعاظ أو أي كان الدور الذى يتلبسوه أو يلبسهم فتجد تركيزهم وكل بطولاتهم تتحول إلى نقد يصل فى كثير من الأحيان إلى هجوم وتهكم شخصى خاصة لو كان المعنى بالهجوم شخصية عامة.

وهنا لا ندافع عما اقترفه عمرو دياب..ولكن فى نفس الوقت لا نبرئ مافعله من اراد التقاط الصورة معه، ففى النهاية عمرو دياب أو غيره من المشاهير هم بشر عادى فيه حاجات بتفرحهم كإلتفاف الجمهور حولهم لأن فى الأول والاخر فنه الذى يقدمه هو للجمهور الذى يصنع نجوميته.

وفى نفس الوقت فيه حاجات بتضايقهم لو حدث تطاول او (تلزيق) غير مبرر من احد من جمهوره..فهم اولا واخيرا ناس مثل كل الناس بنفس مشاعرهم واحتياجاتهم ورد فعلهم الذى قد يكون زيادة عند البعض وعادى عند البعض الاخر..لذلك فما حدث بين عمرو دياب واحد من جمهوره كان لابد ألا يأخذ كل هذا الحجم من الضجة والرغى الغير مبرر.

وهنا نحن لسنا مع الفنان ضد الشاب ملتقط الصورة، وكذلك لسنا مع الشاب ضد الفنان فكلاهما اخطأ..الشاب اخطأ فى الفعل والفنان اخطأ فى رد الفعل ولكن فى النهاية هذا انسان وذاك انسان..ولكل منهما خصوصيته التى لايحب احدا ان يتخطاها..فعمرو دياب عادى يتصور مع جمهوره ولكنه رأى ان فى هذه المرة حدث تطاول وشد فأستفز لدرجة انه خرج عن شكل وإطار التحمل الذى يجب على الفنان ان يتحمله كضريبة للشهرة وحب الجمهور له الذى يبحث عنه ولا يستطع العيش بدونه فهو كالماء والهواء لحياة اى فنان..وكذلك على الجمهور ان يحترم خصوصية الفنان كما يريد ان يحترم الفنان نفسه خصوصيته كجمهور فلا يجب ان نتعامل مع المشاهير على انهم دمية العب بها واستمتع بها وقت مااريد ولا يهمنى مشاعره فى هذه اللحظة.

كما أن رد فعل الفنان مهما كان لايجب بأن يكون بهذا التطاول..إذن فالمسألة واضحة ان الكل اخطأ..والكفة هنا ممكن ان تكون متعادلة..ولا يجب ان نفرد عضلاتنا على السوشيال ميديا ونتحول الى خصم وحكم فى نفس الوقت ضد الفنان لمجرد انه فنان..وننسى انه اولا واخيرا انسان..ولا يجب ان نضعه فى كفة أعلى من كافة البشر فهم بشر وليسوا ملائكة او حتى جان..يفعلوا مثل البشر ورد افعالهم ككل البشر لافرق بينهم سوى انهم مشاهير..وقد تصيب الشهرة بعضهم بالغرور وقد تزيدهم تواضعا..شرط  ألا يتطاول احدا عليهم او يقتحم خصوصيتهم.

فعمرو دياب بالأخص ياما شوفناه مع جمهوره كيف يعاملهم بحب وترحاب، ولا يجب خلط الحابل بالنابل، ونقول شوف عمل إيه مع مهندس الصوت وللا قال إيه على سائقه، فكل من هو قريب من عمرو دياب يؤكد أنه إنسان عفوى، وهذه طبيعته التى لم تكن واضحة للجميع بسبب قلة ظهوره إعلامياً، ولكن مع انتشاره الفترة الأخيرة على مواقع السوشيال ميديا جعل حياته وشكله وأسلوبه وخصوصيته التى كان فارضها حوله أصبحت مشاع أمام الجميع كإنسان عادى مثل كل الناس فيه الحلو وفيه ما دون ذلك.

فهو إنسان يعمل بالفن ليستمتع ويمتع جمهوره أى أنها وظيفته التى لا يجب أن تجعلنا نضعه فى مصاف الملائكة التى لاتخطئ، وبالتالى فحدوتة صفعة عمرو دياب ما هى إلا تريند سيأخذ وقته وينتهى فى زمن البحث عن التريندات من باب الرغى والإنشغال بالـ«ولا حاجة».

 

ترشيحاتنا