من بين الركام .. شعب غزة يرفض الاستسلام

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

كتب: مؤمن جمال

يعد الصراع القائم في فلسطين من أكثر الحروب "دموية ودمارًا" في تاريخ قطاع غزة، ورغم الدمار الذي لحق به والبنية التحتية التي تم تدميرها، إلا أن صمود هذا الشعب وتمسكه بأرضه أذهل ومازال يذهل العالم كل يوم، وظهر ذلك جليًا من خلال الفيديوهات التي يتم نشرها بكثافة على السوشيال ميديا، وكان آخرهم شاب أعلن وسط الركام أنه لن يترك أرضه رغم الدمار، وسيعيش بين كل ذلك الخراب، بل وتعهد بأنه سيعيد المكان إلى أفضل مما كان.

 

هنبنيها تاني


من داخل منزل مهدم عن بكرة أبيه، يجلس شاب فلسطيني على ما يشبه الفراش، ومن حوله تظهر العقارات المدمرة التي كما قال كانت تذخر بالحياة، حيث بدأ الشاب حديثه خلال مقطع الفيديو، الذي انتشر بكثافة عبر منصة "إكس"، قائلًا: "المحلات راحت، لكن هترجع مرة تانية وهنبنيها".

 

يأتي ذلك في الوقت الذي استشهد ما يزيد عن 36 ألف فلسطينيًا، ويعتقد أن هذا الرقم أقل من الواقع بكثير، حيث لا يُحسب الجثث المدفونة تحت أنقاض المباني المدمرة أو التي لم تُنقل إلى المستشفيات، وتعرضت أحياء كاملة في غزة للدمار، مثل حي الكرامة ومخيم جباليا للاجئين.


باقيين في بلادنا


وبتفاؤل كبير ينم عن عظمة وصبر وصلابة الفلسطينيين استكمل الشاب الفلسطيني في الفيديو "حتى لو كان كله ركام مش هنترك بلادنا، وهنمكث في بلادنا، وباقيين في بلادنا"، وذلك بسبب ما فعله الاحتلال الإسرائيلي في القطاع حيث تحولت الطرق إلى أنقاض، ودمرت البنية التحتية للكهرباء والمياه والصرف الصحي، وفقد أكثر من مليون شخص منازلهم، وتعرضت حوالي 90% من المرافق الصحية للأضرار والتدمير، كما دمرت المدارس وتحولت إلى ملاجئ للنازحين، التي بدورها تم قصفها ولم يعد هناك مكان آمن في غزة.

 

هترجع أحسن


وتسببت إسرائيل في دمار هائل داخل قطاع غزة، حيث كشفت صور الأقمار الصناعية، عن وجود 31,198 مبنى مدمرًا، و16,908 مبنى متضررًا بشدة و40,762 مبنى متضررًا بشكل متوسط، ليصبح الإجمالي  88868 مبنى مدمرًا، يمثلون ذلك حوالي 35% من إجمالي المباني في قطاع غزة وما يقدر بنحو 121,400 وحدة سكنية.

 

وبحماس شديد، استكمل الشاب الفلسطيني حديثه بأن مهما قام الاحتلال بتدمير القطاع، سنعيد بلدنا ونبنيها مرة أخرى، بل وأفضل مما كانت عليه، ومضى يقول، " تروح المحلات يروح كل شيء مش مشكلة، هنرجع من أول وجديد، ونبنيها ونرجع بلدنا مرة تانية، وكل مكان كان فيه حاجة خربت راح يرجع، حتى صالون الحلاقة، وهترجع البلد مرة تانية أحسن من مما كانت عليه".

 

اقرأ ايضا : إسرائيل عالقة في «وحل غزة».. واستراتيجية «الضاحية» خاسرة رغم الدمار 

 

ترشيحاتنا