فى كتاب «الحجاب فى الأديان والعقائد» .. الحجاب ليس غطاء للرأس لكنه آداب وسلوكيات

أرشيفية
أرشيفية

كشف كتاب "الحجاب في الأديان والعقائد اشكاليات الجدل المعاصر"، للدكتورة هدى درويش عضو المجلس القومى للمرأة وأستاذ الأديان المقارنة بكلية الدراسات الآسيوية العليا بجامعة الزقازيق في طبعته الثالثة 2024 التي نالت شرف تقديم فضيلة الإمام الأكبر دكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، أن الحجاب ليس كما هو شائع يمثل غطاء الرأس فقط، وإنما يشمل الآداب والسلوكيات التي تحقق للمرأة الحشمة والوقار، وأن الأديان الوضعية والسماوية اتفقت على وجوب تستر المرأة؛ الأمر الذى يبين أن ما تواجهه المرأة المحجبة من هجوم موجه ضدها ما هو إلا قمع لحريتها الدينية أيا كانت ديانتها.

ويوضح الكتاب الذى حصل موقع «الأخبار المسائى»، على نسخة منه، أن الحجاب في مصر الفرعونية ظهر فى عهد الأسرة الـ١٨، حيث كانت ترتدى المرأة رداء يغطى الكتفين والصدر والجزء الأعلى من الذراعين، بالإضافة لوضعها الباروكة لحماية رأسها من أشعة الشمس.

وتناولت الدراسة التي أعدتها د. هدى درويش، أن العلماء والكتاب اختلفوا فى مسألة تحريم النقاب، فبعض العلماء شددوا على الالتزام به والبعض أيد عدم ارتداء النقاب لأن الوجه والكفين ليسا بعورة وكشفهما جائز شرعا.

وفى حديث الشيخ محمد الغزالي حول الحجاب جاء فيه أن الأوروبيين يعرفون ملابس الفضيلة في أزياء الراهبات، وهى أقرب ما تكون للحجاب الشرعي بالإسلام وأن النقاب في الإسلام ليس ملزما للنساء.

المرأة .. خطر 
وأوضحت الدراسة، أن المرأة الهندية في العصر البوذي القديم كانت تعتبر خطرا على المجتمع؛ ولذا كانت تصنف في المرتبة الثانية من أفراد المجتمع ؛ وفي عصر" ماني " كان يُنظر للمرأة على أنها مخلوق" نجس " يجب الحذر منه ، وإذا خاطبت المرأة زوجها فلابد أن تتصف بال VGخشوع، وإذا سارت معه فلابد أن تسير خلفه بمسافة، وقليلا ما يكلمها زوجها، ولا يأكل معها، وتأكل مما تبقى منه.

ربط فم المرأة بعصا 

وذكرت د. هدى، أن الزرادشتيين (ديانة فارس القديمة) كانوا يعتقدون أن المرأة كائن غير طاهر، ولابد أن تربط فمها وأنفها بعصابة كى لا تدنس بأنفاسها الأشياء المقدسة ، كما أدخل زرادشت تغييرات هامة على المجتمع الفارسي، من أهمها ضرورة احتجاب المرأة حتى فى حضور محارمها مثل الأب والأخ والعم، ولا يحق لها رؤية أحد من الرجال، وليس لها الحق فى التكلم، وكان يوضع على فمها قفل، ولا يسمح للنساء من الطبقة الغنية الخروج من بيوتهن إلا في هوادج مستورة، ولا يسمح برسمهن على تماثيل أو جدران أو نقوش.

منع المرأة من الضحك

أما الرومان فكانوا ينظرون للمرأة على أنها أداة الشيطان لإفساد القلوب، وكانوا يعتبرونها رجسا، ولا يحق لها أن تأكل اللحم أو تضحك، وتمنع من الكلام ، ولا تخرج من بيتها إلا ووجهها ملثم وعليها رداء طويل يلامس الكفين، بعد ذلك طرأت مظاهر المدنية والتحضر على المجتمع الروماني بل اندفع التيار الغربي والروماني بعنف نحو التحرر لدرجة أن راجت عندهم مهنة الداعرات .

وأد البنات

وذكرت، أن النساء في العصر الجاهلي كن يلبسن البراقع، وأن العرب كانوا ينظرون للمرأة نظرة متشددة وقاسية، فكانوا يئدون البنات باعتبارها عارا عليهم، والبعض الآخر كان يعاملها بازدراء، ويتم تكليفهن بالأعمال الشاقة.

وأضاف الكتاب، أن الحجاب في الديانة اليهودية كان إلزاميا، حيث أجمع فقهاء اليهود على حرمة كشف المرأة اليهودية لشعرها بالكامل خارج بيتها ، وكان النقاب من عادات النساء اليهوديات حيث كانت المرأة تغطي وجهها بالكامل وتترك عينا واحدة للرؤية .

قواعد الاحتشام

وتلزم الشريعة اليهودية المرأة المتزوجة بوضع غطاء على رأسها حتى يبتعد عنها الأجنبي، كما ورد أنه ليس من السلوك القويم لبنات إسرائيل أن يمشين وهن مكشوفات الرأس، وأن كشف المرأة رأسها هو بمثابة تحقير لها. وتشدد اليهودية في الزام المرأة المتزوجة بتغطية رأسها تعبيرا عن العفة والشرف ولتصبح علامة مميزة لغير المتزوجة، كما ذكرت قواعد الاحتشام في التلمود أن النساء اليهوديات تستخدمن غطاء الرأس لتظهر أكثر احتراما وتوقيرا ، وأن السيدة اليهودية المتزوجة الكاشفة لشعرها يجب أن يتم تطليقها ، وتلزم الديانة اليهودية المرأة بالحجاب حتى داخل بيتها. وتتساءل النساء اليهوديات عن أسباب تشدد شرائع الاحتشام في اليهودية والتي تفرض عليهن ارتداء أكمام طويلة، وتنورات واسعة، وكان رد الحاخامات "أنه يحرم على الرجل النظر إلى النساء غير المحتشمات".

وطبقاً لقواعد الاحتشام أيضًا ظهرت في مايو 2004م لافتات في حى "بنى باراك" مكتوب عليها "إصلاح" وتعنى إصلاح مخالفات الشريعة، تقضى بتنظيم سير الرجال والنساء في الشارع، حيث تحدد سير الرجال على رصيف، والنساء على الرصيف الآخر، خوفاً من ارتكاب المحرمات في الشارع الضيق المزدحم بالناس، وخاصة أيام السبت والأعياد المقدسة لديهم، وقد تم تنفيذ هذا الإعلان بناء على قرار محكمة الطائفة بهدف الحفاظ على قواعد الاحتشام والقداسة طبقًا للشريعة اليهودية. حيث قضت بأن يسير الرجال على الرصيف الغربي على طول الشارع، أما النساء فخُصص لهن الرصيف الشرقي الذي بمحاذاة المحلات . وطبقًا لما ورد في التلمود فإنه يجب على النساء الاحتشام في الملابس والجوارب والشعر، وارتداء الجوارب عند نساء طائفة الحريديم المتدينة يمثل أهمية كبيرة باعتبارها من وسائل التحشم، حتى وصل بهم الأمر إلى حد تحديد لون الجوارب وهل ترتدي الجوارب السوداء أم الرمادية الغامقة؟ وطبقًا لمعتقداتهم فإن الجوارب الملونة تثير الغرائز.

ولقد وضعت طائفة "الحريديم" ( طائفة المتدينين اليهود ) قوانين صارمة على النساء، فمنذ الصغر يفصلون بين الجنسين حتى في دور الحضانة، كما يجب على النساء أن يغطين شعورهن بوشاح أو قبعة. ومن قواعد الحشمة لديهم أيضًا تحذير الزوجين من التعبير عن عاطفتهما أمام المجتمع، وحظر الإمساك بالأيدي بين الزوجين أمام الغرباء. وحديثا منع الأصوليون السياحة المشتركة بين الرجال والنساء، وفي احتفالات الزواج يُفصل بين المدعوين الرجال والنساء، وأثناء مراسم الزواج يبقى العريس والعروس كلٌّ مع جنس.

 

ترشيحاتنا