من وردة الجزائرية الى نور الهدى .. كيف تحافظ على الوقت من المرور سريعا؟

تعبيرية
تعبيرية

 

كانت المطربة وردة الجزائرية سابقة لعصرها حينما قررت أن تتمسك بالوقت لتظل محتفظة باللحظات الجميلة التى تعيشها لأطول فترة ممكنة ووقتها غنت "أحضنوا الأيام لتجرى من أيدينا" ، وقبلها ارادت المطربة نور الهدى أن يجرى الوقت لتذهب سريعا للقاء حبيبها وتهنئ بأوقات جميلة بصحبة الحبيب ووقتها أمرت الساعة أن تجرى فغنت أغنيتها الشهيرة " يا ساعة بالوقت أجرى خلى الحبيب يجى بدرى" ، وما بين الأغنيتن جرى الوقت مسرعا وتخطاهما ، وحتى الان لا يزال الوقت يمضى سريعا ، خصوصا في خضم الحياة العصرية ، والشعوربأن الوقت فعلا يفلت من بين أيدنا ، ويزداد هذا الإحساس غالبا مع التقدم فى السن ، ويبقى السؤال لدى الكثير من الناس وهو: أين ذهبت السنون؟ ، و لماذا يبدو أن الوقت يمر سريعا مع تقدمنا في السن؟.

و التحرر من خرافة عدم وجود الوقت الكافي هي أولى المحطات التي ننطلق منها إلى حياة منظمة واستغلال أمثل للوقت والحياة بشكل عام ، والوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك ، ولأمور مرهونة بأوقاتها ، والوقت معلم من لا معلم له، والوقت من ذهب ، وقيمة الوقت كقيمة المال كلها أمثلة وعبارات تدل على قيمة الوقت بالنسبة للأنسان.

موقع "HuffPost" ، نشر تقريرلمجموعة من الخبراء قالوا فيه أن هناك العديد من العوامل النفسية التي تلعب دورًا كبيرا فى ذلك ، وأكدت أليسيا أرديتو، معالجة ومتخصصة في العمل مع كبار السن في شمال ولاية فيرجينيا الأمريكية، أنها كثيرًا ما تواجه عملاء يعانون من الإحساس بأن الحياة تتسارع، و أنّ جميعهم يعانى من مضى الحياة في غمضة عين.

وتوصل العلماء في جامعة ليفربول إلى أن ارتفاع نشاط "الجهاز العصبي" ، من خلال زيادة معدل ضربات القلب وزيادة توصيل الكهرباء، كان له تأثير على الشعور بمرور الوقت بسرعة أكبر، بحسب ما نشرته "ديلي ميل" البريطانية ، وفيما يتعلق بالمرضى وكبار السن فإن مشكلات الشعور بمضي الوقت ببطء ترتبط بتفاقم أعراض المرض أوضعف التفاعل الاجتماعي.

روث أوغدن، أستاذة علم النفس في جامعة ليفربول البريطانية، فسرت بأن ذلك الأحساس يرجع الى تصورنا المتغير للوحدات الزمنية مثل السنوات ، وأوضحت قائلة : "عندما يكون عمرك 8 سنوات، على سبيل المثال، فإن سنة واحدة هي ثُمن حياتك كلها، بينما عندما تبلغ 80 عامًا، فهي مجرد سنة من 80 عامًا، مما يساهم في الشعور بأن الوقت ينفد بشكل أسرع" ، وأضافت أن ذكرياتنا تلعب دورًا حاسمًا في تشكيل إدراكنا للوقت، لأن الأدمغة تقيس مرور الوقت بناءً على عدد وقوة الذكريات التي تكونت خلال فترات محددة ، ومع التقدم في السن، تصبح لدينا الرغبة إلى تكوين ذكريات جديدة أقل مقارنة بفترة الشباب، مما يؤدي إلى الشعور بمرور الوقت بسرعة أكبر.

و يقترح الخبراء مجموعة من الأفكار لمواجهة هذا الشعور، والأمساك بالوقت "اللى بيجرى من ايدينا" ، ويطالب الخبراء بضرورة تبني تجارب جديدة، و الانخراط في أنشطة جديدة ومختلفة ، لأن ذلك لا يخلق ذكريات نابضة بالحياة فحسب، بل يجدّد الروتين أيضًا، مما يجعل الوقت يبدو أكثر اتساعًا ، وسواء كان ذلك السفر إلى أماكن غريبة، أو تعلم مهارة جديدة، أو حتى تجرب أن تصل الى منزلك خلال عودتك من العمل بأن تسلك طريق مختلف ، فإن إدخال الحداثة في حياتنا يمكن أن يطيل من إدراكنا للوقت.

وينصح الخبراء بتحقيق التوازن بين احتضان الجديد والاعتزاز بالقديم، لأن السعادة تكمن في قضاء الوقت في الأشياء التي نحبها ، وبالتالى يمكننا استعادة الشعور بالسيطرة على مرور الوقت وإثراء حياتنا ، كما أن ترتب الوقت والحصول على القسط الكافي من الراحة وممارسة الرياضة وأن يكون الشحص أكثر تفاؤلاً حيال المستقبل كلها عوامل مهمة للأستفادة بالوقت وعدم الأحساس بتسرب الوقت.

ترشيحاتنا