جوهر الصقلى .. بنى الجامع الأزهروكفنة العزيز فى سبعين ثوبا منهم مطرز بالذهب 

جوهر الصقلى
جوهر الصقلى

فى مثل هذا اليوم بدأ جوهر الصقلى في إنشاء الجامع الأزهر، وأبو الحسين جوهر بن عبد الله الشهير بجوهر الصقلي ، من مواليد صقلية الواقعة في البحر المتوسط عام 928 ، وكانت صقلية في تلك الفترة إمارة فاطمية ، وتوفى بالقاهرة فى 28 ينايرعام 992، ويعرف أيضاً باسم جوهر الرومي وكان أهم وأشهر قائد في التاريخ الفاطمي، فقد تربى تربية عسكرية وانتظم في سلك الجيش وترقى فيه حتى أصبح بعد ذلك قائد القوات الفاطمية في عهد المعز لدين الله ، وسرعان ما أثبت جوهر كفاءته بأن ضم مصر التي كانت تحت حكم الإخشيديين وسلطان العباسيين إلى سلطان الفاطميين.

أرسل المعز لدين الله قائد جيشه جوهر الصقلي للاستيلاء على مصر من العباسيين فدخلها ، وعندما استقر جوهر بمصر أنشأ مدينة القاهرة عام 969 بأمر من الخليفة المعز لدين الله بهدف جعلها عاصمة للدولة الفاطمية ، شرع الصقلي في نشر المذهب الشيعي في مصر، فألغى الخطبة للخليفة العباسي، وألغى لباس السواد شعار العباسيين، وزاد في الأذان عبارة “حي على خير العمل”، وأمر بالجهر بالبسملة في قراءة القرآن في الصلاة، وزيادة القنوت في الركعة الثانية من صلاة الجمعة، وأن يقال في خطبة الجمعة: “اللهم صل على محمد المصطفى، وعلى علي المرتضى، وفاطمة البتول، وعلى الحسن والحسين سبطي الرسول، الذين أذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيرا”، وكان هذا إيذانا بترك المذهب السني في مصر. وتأكيدًا لهذا قام جوهر بإنشاء الجامع الأزهر الذي بدأ العمل فيه في 24 من جمادى الأولى 359هـ الموافق 4 من إبريل 970م.

حكم جوهر الصقلي مصر أربع سنوات نيابة عن الخليفة الفاطمي، وهي تعد من أهم فترات التاريخ الفاطمي في مصر، حيث نجح بسياسته الهادئة وحسن إدارته من إحداث التغييرات المذهبية والإدارية التي هيأت الاستقرار للدولة الجديدة، وعقب وصول الخليفة الفاطمي عزل جوهر الصقلي عن دواوين مصر، واختفى جوهر عن الحياة ، ولم يعهد إليه بمهمة جديدة حتى ظهور خطر القرامطة في بلاد الشام ، فاستعان المعز لدين الله به سنة 974م لقتالهم.

 وعندما توفي المعزعام 365 هجرية، تولى الخلافة من بعده العزيز، قرر الخليفة العزيز أن يستعين بجوهر لاستعادة ملكه في الشام، ويستعيد دمشق وسار بجيشه إلي دمشق ، ولما وجد جوهر نفسه أمام جيشين، جيش أفتكين وجيش القرامطة ، ولاحقوه حتى مدينة الرملة في فلسطين، فأرسل جوهر إلى الخليفة العزيز يطلب منه دعماً عسكرياً، فخرج الخليفة العزيز بالله بنفسه في جيش عظيم استطاع به أن يهزم أفتكين والقرامطة ويشتت شملهم ويستعيد دمشق سنة 368 هجرية.

في شهر ذي القعدة من سنة 381 هجرية ، مرض جوهر، فعاده العزيز، وأرسل إليه خمسة آلاف دينار، ثم بعث له أيضا الأمير منصور بن عبد العزيز ومعه خمسة آلاف دينار أخرى، وتوفي جوهر الصقلي  في 28 يناير 992 م ، و قام العزيز بإرسال الحنوط والكفن ، وتم تكفين جوهر الصقلى في سبعين ثوباً، ما بين مثقل وموشى بالذهب، و صلى عليه العزيز، ودفن بالقرافة الكبرى وفق ما أكده ابن إلياس ، "والقرافة الكبرى هي المنطقة التي تقع في الأماكن التي تعرف الآن باسم بطن البقرة والبساتين وعقبة بن عامر، والتونسى" ، وأمر العزيز بترقية الحسين بن جوهر الصقلي، وجعله في رتبة أبيه، ولقبه بالقائد ابن القائد، ومكّنه من جميع ما خلّفه أبوه.

ترشيحاتنا