محمد طاهر يكتب: «الآثار» بوابة المفلسين للتآمر على مصر

الكاتب الصحفي محمد طاهر
الكاتب الصحفي محمد طاهر

لم يمر شهرا واحدا على الاحتفال بيوم الأثريين المصريين الذي تم بشكل عائلي بمقر وزارة السياحة والآثار بالعاصمة الإدارية الجديدة على غير العادة فكل عام تقام احتفالية كبيرة بدار الأوبرا المصرية وتوجه فيها الدعوة للمشاهير ورواد العمل الأثري وقد يكون الإحتفال «على الضيق» هذا العام هدفه مراعاة الأحداث القاسية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.. لم يمر شهر واحد إلا وتلاه عدد من المفاجآت التي هزت الوسط الأثري ووصلت لليونسكو وأحدثت حالة من الجدل والغضب في الشارع المصري.

بداية من الموضوع الشهير بتبليط هرم منكاورع والذي خرج فيه الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار ليعلن بحماس شديد عن مشروع في باطنه البحث عن مراكب منكاورع وفي ظاهره كساء الهرم الثالث ببلاطات الجرانيت التي كانت في الأصل موجودة وتبلغ 16 صفا تبقى منها 6 أو 7 صفوف بينما سقطت الأخرى في عصور قديمة وبفعل الزمن والعوامل الطبيعية والزلازل واصفا هذا المشروع بمشروع القرن من فرط حماسه وحلمه مع فريق العمل بالعثور على مراكب منكاورع إن وجدت للإعلان عن هذا الكشف الضخم للعالم والذي سيكون من أهم وسائل الترويج الطبيعية للسياحة المصرية.. ربما خانه التعبير من فرط حماسته بما سيؤول إليه الكشف «الحلم».

ورغم صدور بيان من وزارة السياحة والآثار يؤكد أن الوزير أحمد عيسى قرر تشكيل لجنة علمية برئاسة د. زاهي حواس وزير الآثار الأسبق لمراجعة المشروع والنظر في استكماله من عدمه.. إلا أن هذا الأمر لم يمر حتى اللحظة بينما راح أعداء الوطن والمتآمرون يطرقون على الحديد وهو ساخن ظنا منهم أن المشروع أرضا خصبة ينفذون عليها مؤامراتهم وذلك من خلال استدعاء فيديوهات قديمة بعضها مفبرك لتفصيل حلقاتهم على قنواتهم الرديئة على اليوتيوب واستغلال نسيان الشعب وانهماكه في الحصول على لقمة العيش في ظل ظروف اقتصادية صعبة وراحوا ينبشون في الماضي ويبثون السم لتأجيج الرأي العام المصري ضد كل ما هو جميل.

وعلى رأي المثل القائل «إذا أفلس التاجر فتش في دفاتره القديمة».. فلم يجد الحاقدين أمامهم إلا الانجازات التي تجاهلوها وراحوا يفتشون في دفاترهم القديمة حتى أن أحد هذه القنوات اليوتيوبية ذات الفكر غير الحر قامت منذ أيام باستدعاء فيديو قديم يصور عملية وهمية لبيع أحجار الأهرامات لتعيد إلى الأذهان فكرة بيع مصر للخارج وبيع مقدراتها في حملة ممنهجة واضحة لتأجيج مشاعر المصريين ضد قياداتهم المخلصة.. وحكومتهم الوطنية في ظل ظروف عالمية اقتصادية رديئة وسياسة عالمية تستهدف حصار أم الدنيا من جميع الاتجاهات وبجميع السبل وكل الأسلحة.

هذه القناة استدعت هذا الفيديو لتأليب الرأي العام واستمرار حالة الغضب التي حدثت منذ أيام بسبب المشروع الشهير بتبليط «هرم منكاورع» كوقود لاستمرار النار التي تستهدف التهام الأخضر واليابس في مصر.

..ولم تمر أيام إلا وظهر فيديو آخر قديم تم التقاطه خلسة أثناء التحضير لفيديو دعائي عن منطقة آثار البوباسطيون بسقارة بالتزامن مع الإعلان عن تفاصيل كشف أثري كبير ضمن الاحتفالات بيوم التراث العالمي وذلك بحضور وزير السياحة والآثار السابق د. خالد العناني يوم 19 أبريل عام 2020 في ظل أزمة كورونا وبعد مرور نحو 4 سنوات يتم استدعاء هذا الفيديو والتحدث عن طريقة الإمساك بالتماثيل الأوشابتي «الصغيرة» المصنوعة من الفيانس وطريقة رصها بواسطة مدير منطقة آثار سقارة بحضور عناصر جديرة بالإحترام من مكتب الأمين العام للآثار الهدف منها الترويج للسياحة والهدف من استدعائها حاليا هو تأليب الرأي العام وزيادة نيران الغضب بواسطة نوافذ إعلامية رديئة وشبابيك يوتيوبية تطل من الخارج لتنفث سمومها في سماء الوطن وكل هدفها تلويت وتأليب الرأي العام ظنا منها أن إشعال مصر سيحولها إلى رماد وهذا لن يحدث أبدا فمصر محفوظة بأمر الله ومصر كالذهب لن تزيدها النيران إلا لمعانا ولكن على كل وطني وكل مخلص في مجال عمله أن يكون يقظا بحجم المؤامرة وكم الشائعات وأنواع الأسلحة التي تستهدف مصر عن طريق أبنائها.. استفيقوا يرحمكم الله.

ترشيحاتنا