دراسة تحذر : القلق المرضي يتسبب فى الوفاة مبكرا والأخبار السارة هى العلاج

القلق المرضي
القلق المرضي

لماذا أعاني القلق؟ ولماذا أشعر بهذا الضغط في صدري الذي يمنعني من التنفس، ويسبب آلامًا في المعدة ويسارع نبض القلوب ويتركنا محاصرين في دوامة لا تنتهى ، من الأفكار المحمَّلة بالخوف والأرق؟ ، فلا يزال القلق المفرط، الذي يُضعف من جودة الحياة، يمثل لغزًا لكثير من الناس ، فهو يظهر بدون محرك محدد ، ويشوش كل شيء ويشوه كل شيء ويحيط كل شيء بظله الغامض.

نشرت صحيفة "جارديان" البريطانية دراسة سويدية حديثة، تقول  أن المصابين باضطراب القلق المرضي قد يموتون قبل غيرهم ، الدراسة أجراها ماتايكس كولز من معهد كارولينسكا السويدي، على حوالي 45 ألف شخص، وقارنت معدلات الوفيات بين الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالقلق المرضي والأشخاص الذين ليس لديهم هذا المرض.

وتكشف الدراسة أن الأفراد المصابين بالقلق المرضي يموتون بمعدلات أعلى من أولئك الذين يموتون لأسباب طبيعية، حيث إن معظم الوفيات بالقلق المرضي تكون ناجمة عن الانتحار، لكن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق المرضي قد يعانون من الألم واليأس ، حيث يجب معالجة اضطراب القلق باعتباره اضطراباً عقلياً خطيراً ، والقلق المرضي قد تكون له أسباب طبيعية ، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، والإجهاد المزمن، والمخدرات، والكحول.

الباحثون أكدوا أن الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب والواقعين تحت الدراسة  ، ماتوا في المتوسط أصغر بخمس سنوات من أولئك الذين لا يوجد تشخيص لهم، وتؤكد الدراسة الحاجة إلى التشخيص والعلاج، مشيرة إلى أن الخبر السارهوعلاج فعال للغاية ، وتسلط النتائج الضوء على أهمية أخذ اضطراب القلق على محمل الجد ومعالجته باعتباره اضطرابًا عقليًا خطيرًا.

ويتطلب تشخيص مرض اضطراب القلق الدقة، لأن الأمراض الجسدية يمكن أن تشخص خطأً ، وينبغي للأطباء أن يعترفوا بتحديات الصحة العقلية كجزء من الصورة العامة للصحة الجسدية وأن يحيلوا المرضى إلى المعالجين النفسيين في حال وجود أعراض مزمنة.

وبالتالي فإن اضطراب القلق هو اضطراب شائع يؤثر على ملايين الناس حول العالم، حيث إنه يتطلب مزيجا من العلاج السلوكي المعرفي والأدوية والرعاية الجسدية، بحسب الدراسة.

ويتمثل أحد التهديدات الرئيسية للأشخاص الذين يعانون من القلق المرضي في الإنفاق لساعات على الإنترنت، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى البحث عن الطمأنينة الإلكترونية، وهو مصطلح يستخدمه طلاب الطب في تشخيص بعض حالات القلق المرضي، وأوصت الدراسة بأن التشخيص المبكر والتنسيق بين الأطباء والمعالجين النفسيين يمكن أن يساعد المزيد من المرضى للعلاج من القلق المرضي.

قال الفيلسوف الأمريكى بنيامين فرانكلين إنه لردع هذا الشعور المرهق لا شيء أفضل من عدم توقع المشاكل أو التفكير في تلك العواصف المحتملة التي لا تحدث أبدًا ، وعلينا ان نقرّ أنه عندما تشعر بالقلق فإن النصائح لا طائل منها، تمامًا مثل التأمل الذي لا يجدي نفعًا، ولا حتى بضعة أيام من الإجازة أو رسم بعض الرموز ذات الدلالة ، فهذه كلها مسكنات، واستراتيجيات احتياطية مؤقتة لا تحل أي شيء على المدى الطويل.

ووفقًا للتقرير الذي نشره موقع nospensees ، فإنّ الأمر الأكثر تعقيدًا هو أن القلق لم يعد بالنسبة لكثير من الناس الشعور الطبيعي وحتى الضروري الذي يسيطر علينا عند إجراء اختبار ما، أو عند مقابلة عمل أو غيره ، بل أصبح الشعور بالقلق وعدم اليقين ثابتًا. فلم يعد حالة تكيفية عادية بل يصبح في كثير من الحالات ظاهرة مَرضية.

هناك متغيرات تهيئنا لأن نعاني من القلق أكثر من الآخرين، مثل العوامل الوراثية والعائلية ، وهناك أيضًا من لديهم نظام تنبيه أكثر حساسية، ويعيشون دائمًا في حالة تنبيه مسبق، معتقدين أنّ شيئًا سيئًا أو خطيرًا قد يحدث، كما كشفت إحدى الدراسات، أنه ربما يحدث شذوذ في بعض البروتينات المسؤولة عن تنظيم إنتاج السيروتونين ، والخلل في هذه البروتينات يؤدي إلى فرط نشاط اللوزة ومعها الشعور بالخوف والانزعاج المستمر والقلق والأرق الذي لا يمكن ردعه والذي يغذي القلق باستمرار

ترشيحاتنا