فيصل مصطفى يكتب : السيسى .. الرئيس الإنسان

الكاتب الصحفى فيصل مصطفى
الكاتب الصحفى فيصل مصطفى

الحمد لله تمت الانتخابات الرئاسية بنجاح وأسفرت ، كما هو متوقع ، عن فوز الرئيس عبد الفتاح السيسي بفترة ولاية جديدة .

والحديث عن الرئيس السيسي والانتخابات حديث متعدد الجوانب ، يشمل كثير من الأمور والقضايا ، وهو أمر طبيعي لأنه حديث يتصل بأهم موقع سياسي .

ومن هنا تأتي الأهمية القصوى لأي حدث خاص بهذا الموقع رفيع المستوى ذات المقام العالي .

 ولكنني اليوم وعلى غير العادة ، أو المتوقع ، سوف أتناول الرئيس السيسي وفترة ولايته الجديدة ، والتي تبدأ رسميا من إبريل المقبل من زاوية جديدة ومختلفة تماما .

زاوية أبعد ما تكون عن السياسة بتقلباتها وجمودها وأحداثها الدرامية ومتغيراتها العديدة .

سوف أتكلم عن جانب ليس خفيا ، بل على العكس هو واضح في سلوك وتصرفات وأفعال وممارسة الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ اليوم الأول لتوليه الرئاسة وحتى الآن ، سلوك يشكل سمة أساسية ورئيسية في شخصيته ، ألا وهو الجانب الإنساني . 

فبصرف النظر ، وكما قلت عن الجوانب السياسية ، وقد سبق أن تناولتها في العديد من المقالات السابقة ، فإنني أركز على جانب ، قد لا يبدو ظاهرا لدى العديد من الحكام في العالم ، وهو الجانب الإنساني ، 

ولكنه ظاهر وواضح وضوح الشمس بالنسبة للرئيس  السيسى ، والذي بدأ فترة رئاسته الأولى في سنة 2014 بتصرف غاية وقمة في الإنسانية والرقي والتحضر عندما قام بنفسه بمواساة فتاة التحرير الشهيرة التي تعرضت لحادث قذر حقير ، تمثل في تحرش جنسي من بعض الأوغاد .

وقد قام الرئيس السيسي بترضيتها ومواساتها بشكل أعاد إليها إنسانيتها وأعادها إلى الحالة الطبيعية .

وقد كان يمكن للرئيس أن يتجاهل الحدث ، وقد كان يمكن ألا يعيره انتباها في حدث يحدث مثله يوميا مئات المرات ، وربما آلاف المرات في جميع دول العالم ، ولكنه ، الرئيس الإنسان ، الذي كان تصرفه لفتة ، تؤكد إنه ، رئيسا يختلف كليا عن الآخرين ، هو إنسان يتسم بقدر هائل من الإنسانية ، وهو ما وضح جليا في عشرات ، وربما مئات من المواقف المختلفة .

 وأود أن أقول أن هذا السلوك الإنساني الرفيع كان سمة رئيسية في كل ممارسات وقرارات الرئيس ، حتى التي اتسمت بطابع سياسي على مدار السنوات العشر الماضية ، وهو ما يجعلنا نتفاءل  ، بأننا ندخل على مرحلة رئاسية جديدة ، و 6 سنوات جديدة من العطاء الإنساني ، ومن التركيز على الجانب الأخلاقي كأساس للحكم ، وكأساس للتعامل مع الشعب ، وكأساس لما يجب أن يكون عليه التعامل بين البشر وبين أفراد مجتمعنا . 

و ليس صدفة أن الرئيس السيسي بدأ ولايته الأولى بهذا التصرف الإنساني الذي أشرنا إليه ، وأنهى ولايته الثانية بتصرف إنساني مماثل ، وربما أعمق وأهم وأشمل ، وهو قراره باستقبال مصر لأطفال غزة "الخدج" ، الذين ولدوا قبل الأسبوع 37 من تمام الحمل ، وذلك بأن يتم علاجهم فورا في المستشفيات المصرية على نفقة الدولة المصرية ، في لفتة إنسانية افتقدناها من جميع حكام العالم بلا استثناء ، و أفتقدناها من جميع الدول بلا استثناء . 

موقف أخلاقي رفيع المستوى ، وإنساني متميز، قبل أن يكون موقفا سياسيا أو وطنيا ، لأن هذا التصرف يؤكد أن هذه هي المدرسة السياسية للرئيس السيسي ، وهي أن السياسة تدار بالإنسانية ، بالأخلاق، بالقيم الرفيعة.

 ربما هذا الجانب الهام الذى لم يتنبه له الكثيرون من المحللين سواء في الداخل أو في الخارج ، يعبر ويعكس الطبيعة المصرية الأصيلة ، وأخلاقيات إبن البلد ، الشهم ، وأخلاقيات الرجولة الحقة .

فهذا الرجل الذي يحنو على كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة ، والأطفال والأيتام وأطفال غزة المصابين .. يقدم مدرسة جديدة في العمل السياسي ، وفي فن قيادة وإدارة الدول وهى ، أن السياسة لا يجب أن تنفصل عن الإنسانيات وعن الأخلاقيات ، بل إنها يجب أن تكون في خدمتها . 

إنها مدرسة جديدة في العمل السياسي ، تتسم مع قيمنا الأخلاقية ومع واقعنا ، ومع الأديان السماوية ، ومع تراثنا ، ومع أصالتنا . 

وبالتالي أهنئ شعبنا ، وأهنئ الأمة العربية ، وأهنئ كل المواطنين  ب 6 سنوات أخرى جديدة من الرقي والتصرفات الإنسانية التي تشكل قدوة ونموذجا يحتذى به ، ونبراسا لمن يريد أن يستفيد منه ، ويعمل على دربه ، سواء من الحكام أو المحكومين .

[email protected]

إقرأ أيضا : فيصل مصطفى يكتب بدون روتوش .. العطاء الوطنى

إقرأ أيضا : لماذا .. نعم (6)

ترشيحاتنا