بعد جرى الوحوش

«عزازيل» و«النبطى» رهان المخرج عبدالعزيز حشاد مع الكاتب يوسف زيدان

عبدالعزيز حشاد والكاتب يوسف زيدان
عبدالعزيز حشاد والكاتب يوسف زيدان

فى تجربة جديدة ومغامرة مثيرة قرر المخرج عبدالعزيز حشاد اقتحام عالم الروايات وتحويلها من عمل ادبى روائى مقروء الى عمل فنى مرئى وذلك من خلال اتفاقه مع الكاتب والروائى يوسف زيدان على تحويل روايتيه عزازيل والنبطى الى عمل فنى درامى.

حيث قال حشاد فى البداية انا سعيد جدا بلقائى للكاتب والروائى الكبير يوسف زيدان على المستوى الانسانى فهو قيمة وقامة نستفاد منها الكثير والكثير..اما على المستوى الفنى فوجدت ان هذا الرجل المثقف بمعنى الكلمة لابد ان نستفاد منه ومن ثقافته وارثه الثقافى والاجتماعى اكثر ممن نحن عليه الان..لذلك وجدت التعاون الفنى معه سيكون فرصة رائعة للأجيال الحالية لقراءة فكر هذا الرجل الذى يملك من الوعى والثقافة مايثرى الحركة الفنية والفكرية والثقافية لهذه الاجيال الجديدة..فإتفقنا على تحويل روايته الشهيرة (عزازيل) الحاصلة على جائزة البوكر العالمية الى فيلم سينمائى ..مما سيتيح لنا فرصة ترجمة العمل الى عدة لغات عالمية.

كما تم الاتفاق مع الكاتب الكبير على تحويل رواية (النبطى) والتى صدرت لأول مرة عام 2010 الى مسلسل درامى تدور احداثه فى 30 حلقة وسيتم التحضير للعمل على ان يكون ضمن اعمال رمضان لعام 2025 بإذن الله..اما عن رواية عزازيل سيتم التحضير لها من الان كفيلم سينمائى حيث نبدأ فى تصويره بعد شهر رمضان القادم بإذن الله..

وعن سبب تحديد بدء تصوير الفيلم بعد رمضان القادم يقول حشاد بسبب انشغاله فى الفترة الحالية بتحضير وتجهيز مسلسل (جرى الوحوش) الذى يخوض به ماراثون رمضان القادم حيث يستعد للتصوير خلال ايام للحاق بالعرض خلال شهر رمضان 2024 وهو مأخوذ عن قصة فيلم جرى الوحوش للكاتب الكبير الراحل محمود ابو زيد الذى الذى عرض فى عام 1987 وقام ببطولة الفيلم النجوم الكبار نور الشريف ومحمود عبد العزيز وحسين فهمى وحسين الشربينى واخراج على عبد الخالق.

وعن اختياره لرواية عزازيل وتحويلها الى فيلم سينمائى يقول المخرج عبد العزيز حشاد انها رواية متكاملة فنيا ودراميا من وجهة نظرى..جريئة مليئة بالاحداث المثيرة والحبكة والنقلات الفنية التى تزيد الاحداث تصاعدا وتشويقا من خلال تشابك العلاقات الدرامية والصراع الفكرى والثقافى بين اطراف متعددة ومختلفة الافكار والثقافات والقناعات الاجتماعية والايدلوجية والدينية مما يثرى العمل ويزيده امتاعا واستمتاعا لصناعه ومشاهديه معا.

وتدور احداث الرواية التى نشرت فى عام  2008..حول السيرة الذاتية للراهب المسيحى المصرى هيبا والذى كتبها بطلب من عزازيل نفسه (وكلمة عزازيل تعنى الشيطان) وكان هيبا يعيش فى فترة اضطرابات كبيرة من تاريخ المسيحية وتلا هذه الفترة انقسامات ضخمة بين الكنائس الكبرى بسبب الخلاف على طبيعة المسيح نفسه وهنا تكمن اهمية الرواية كما قال واكد المحللين والكتاب الكبار فهى تتطرق الى فترة زمنية تاريخية لم يتناولها الادب العربى من قبل ..فالرواية بما تحمله من جرأة فى التناول وابداع فى الكتابة كيف سيتناولها العمل الفنى الدرامى بما تحتويه من خطورة فى شكل الطرح.

وكذلك رواية النبطى التى اتفق المخرج عبد العزيز حشاد كما صرح لنا على تحويلها الى عمل درامى فى 30 حلقة والتى تدور احداثها فى الفترة الزمنية قبل 20 عاما من الفتح الاسلامى لمصر وقد ظهر فى بعض أجزاء الرواية بعض الصحابة والاشخاص الحقيقين كما انه ابتكر شخصيات خيالية من صنعه ليكشف من خلالها طبيعة الحياة والانسان، فهى رواية حقيقية بأشخاص حقيقين اضاف لها الكاتب نقوش خيالية من ابداعاته ليوضح من خلال هذا الدمج بين الحقيقة والخيال حقيقة الحياة من وجهة نظره ككاتب ومبدع له افكاره واطروحاته الثقافية الت يقدمها من خلال عمل ادبى روائى يسرد ويحكى من خلاله فترة زمنية لها شكل ومضمون خاص بها ولها تأثيرها على فيما هو أتى بعدها.

وتدور الاحداث حول ماريا المصرية المسيحية الديانة والتى تدور معظم احداث الرواية على لسانها فتحكى كيف تزوجت من سلومى القبيح وليس اخيه النبطى الذى احبته كثيرا..وكيف عاشت فى ارض الانباط العرب وحياتهم ومعتقداتهم وهويتهم التى بها المسيحى والهودى نصف اليهودى..وتتحدث الرواية فى بدايتها عن المسيحية وتحكم الكنيسة فى منطقة كفر النملة التى تعيش فيها بطلة الرواية ماريا مع اخيها وامها فى مصر..ثم تذهب بنا الرواية بعد زواج ماريا بسلومى الى منطقة الجزيرة والشام التى هى ارض الزوج وتتحدث الرواية عن رجل قرشى يدعو الى دين جديد وهو دين الاسلام ثم تنتقل الرواية الى فتح مصر على يد عمرو بن العاص ورجوع ماريا مع زوجها الى ارض مصر تاركة ورائها حبها الذى تجسد فى اخو زوجها النبطى.

لنشعر ان هناك تشابه فى بعض خطوط الروايتين بتناول الفترة التى كانت تتحكم فيها الكنيسة مما يزيد من فكرة تناولهما دراميا اثارة وجرئة فنية وابداع يحتاج الى ميزانية انتاج ضخمة لظهور هذه الاعمال بالشكل المبهر الذى يتمناه المبدع وهذا ما أكدة المخرج عبد العزيز حشاد بأنه فى الفترة مابعد رمضان القاد سيتفرغ تماما لهذين العملين الاكثر ابداعا والأكثر جهدا ليقدم اعمالا إن لم تحظ بالعمل والتعامل الصحيح ستظهر بشكل كارثى فنا وفكرا لذا سيحتاج كل التركيز والاهتمام فى تحضيرهما.

 

ترشيحاتنا