من هو «جولينيشيف».. صاحب التمثال النصفي في حديقة المتحف المصري

جولينيشيف رائد علم المصريات
جولينيشيف رائد علم المصريات

في كتابها البديع المُعنون بـ «معك» تقول سوزان طه حسين : وفى ربيع عام 1951 كان طه حسين فى مدينة نيس يفتتح مشاركة مصر في الندوة التى أقامها مركز البحر المتوسط.

كانت رحلة قصيرة، مريحة وسريعة فقدالتقينا فيها وذكرى عزيزة هى ذكرى آل جلينشيف وهو نبيل روسي ،وزوجته فرنسية كان جلينشيف يتكلم أربع عشرة لغة وكان عالما مختصا بالآثار المصرية وكان غالبا ما يأتى إلى مصر عندما كان أرستقراطيا غنيا، كما قضى فيها كأستاذ وكمنفى معظم السنوات الأخيرة من حياته.

يقول الباحث في الآثار د. رضا عبد الرحيم كان هو جولينيشيف وزوجته كما تسرد سوزان طه حسين لا يستقبلان الكثير من الناس ، متمسكين بشىء من العزلة بيد أن ودهما نحونا كان مخلصا وقريبا ويعرف والدى ذلك جيدا، وهما اللذان لم يريانهما قادمين إلى بيتنا دون أن يحملا علبا ضخمة من الشوكولا والألعاب الجميلة.

كان جلينشيف يقول للسفرجى الذى يفتح له الباب عند قدومه:(أعلن عن الموسكوفى) ولعل التهذيب الكامل لزمن مضى كان يزيد من متعة اللقاءات. لقد مات (1947) فى نيس التى كان اعتزل فيها وكان عمره 90 عاما. أما زوجته فقد لحقت به بعد عدة سنوات.

فمن هو جولينيشيف رائد علم المصريات؟

شد فلاديمير سيميونوفيتش جولينيشيف رحاله إلى مصر لأول مرة فى 1879،بعد أن كان قد بدأ العمل أمينا للمجموعة التى تم انتقاؤها من آثار مصر فى متحف "الإرميتاج" الشهير. وكانت الكشوفات التى اكتشفها أكثر من مبهرة.. فقد عثر على بردية الرياضيات الشهيرة، والتى اقتناها من أحد باعة الآثار فى الأقصر- ولم يكن بيع الآثار أو تداولها مجرما آنذالك-،وكذا اقتنى مجموعة بورتريهات الفيوم الشهيرة والتى ما زالت تحظى باهتمام الزائرين لمتحف بوشكين للفنون الجميلة بالعاصمة الروسية موسكو.

مارس جولينيشيف عمله على مدى ما يزيد عن الثلاثين عاما-منذ أن أنهى دراسته الجامعية - منفقا جل دخله من ميراث أبيه على رحلاته ومقتنياته من آثار مصر ،التى بلغ عددها ما يزيد عن 6 آلاف قطعة.

وشكلت الظروف الاقتصادية القاسية التى مر بها بعد عام 1907 –ولسنا بصدد طرحها هنا - عاملا مؤثرا فى طرح مقتنياته من آثارنا القديمة للبيع- وهذه قصة آخرى غير مطروحه هنا أيضا - هاجر جولينيشيف مهجرة في "نيس" - حيث قام بتأسيس معهدا علميا للآثار المصرية هناك - إلى القاهرة عام 1924، وقد كان عمره آنذاك فى نهايات العقد السابع من عمره(من مواليد 1856) وقم بتأسيس قسم علم المصريات ،وليشغل منصب أستاذ فى المعهد الفرنسى للآثار الشرقية.

كما شهد نفس العام 1924 تأسيسه أيضا لقسم المصريات بجامعة فؤاد الأول ، ورأس هذا القسم طوال الفترة من 1924 وحتى 1929.وتفرغ بعد ذلك لإنجاز موسوعة ضخمة لعلم النحو فى اللغة المصرية القديمة فى خمسة مجلدات.

وفى عام 1930 اصدر أول مجلد"كتالوج مُجمل للمتحف المصرى" عن البرديات الهيراطيقية .

وقد تم تدشين تمثال نصفى له فى حديقة المتحف المصرى بالقاهرة عام 2006 احتفالا بمرور 150 عاما على ميلاده بمبادرة من الأكاديمية الروسية للعلوم ، بجانب 22 تمثال نصفى لعلماء مصريات عظماء آخرين.

ترشيحاتنا