أخر الأخبار

محمود الخولي يكتب.. أسوأ وطن!!

الكاتب الصحفى محمود الخولى
الكاتب الصحفى محمود الخولى

واجه الشعب السوداني ورغم بقاء الرئيس المعزول عمر البشيرلنحو ثلاثة عقود علي سدة الحكم، ضغوطات ومرارات عديدة، وغير  مسبوقة في كل شيء، غلاء فاحش، و ارتفاع جنوني في اسعار السلع و رسوم الخدمات المقدمة للمواطنين، صحية كانت أوتعليمية أو غذائية..جعلت من هم  تحت خط الفقر، ووفقا  للاحصاءات الدولية المعنية، يناطحون  نسبة 95%، فيما بلغت النسبة في ولاية دارفور وحدها 64% ، و 23% بالعاصمة الخرطوم، ما جعل منظمة  الامم  المتحدة لرعاية الطفولة – اليونيسيف-  تطلق تحذيرا عام 2000 عن مصير ينتظر الآلاف من اطفال السودان، وصفته وقتها بــ المظلم، مرجعة اسبابه الي الحروب، وانعدام السلام في الكثير من الولايات، وحاجته الي الغذاء والصحة والتعليم.
 
أعادني الوضع الآني في السودان الي كتابه "زوال ارض السودان.. الخطر القادم"  والذي يشير الكاتب الصحفي  محمد النعيم أبو زيد بين دفتيه، الي شيء من هذا الخطر، الذي كان  قد تفاجأ به سكان حي النزهة بجنوبي الخرطوم، إثر خروج خمسة معلمات ومعلم وأكثر من 50 طفلا، يتبعون احدي رياض الأطفال، في تظاهرة، احتجاجا علي الغلاء وارتفاع الإسعار، يرددون في براءة هتافات من شاكلة " الجوع الجوع يابابا ".. " الغذاء الغلاء يالبشير"، تدخلت لفضها االشرطة السودانية بسياطها وهرواتها الكهربائية، وسياراتها المصفحة، فيما ألقت القبض علي معلمات الروضة قبل أن تجري تحقيقا قانونيا معهن.
 
لعلك تعجب حين تعلم أن مجلة "التايمز" الأمريكية، اختارت البشير ضمن قائمة ضمت مائة شخصية مؤثرة فى العالم، ولعل عجبك يتعاظم،  حين تقرأ ان حيثيات الاختيار، خلت من سبب انساني واحد، فيما حاصرته السلبيات، منها مثلا إنه قاد نظاماً سياسياً مرفوضاً من الدول العظمى، وبصفة خاصة أمريكا والاتحاد الاوروبي، رغم بذلهما مجهودات عدة لإسقاطه باعتباره  حكما غير انساني.
الاسبوع الماضي، وفي وقت لا يزال فيه نحو 19 مليون طفل، لا يزالون خارج أسوار المدارس،  عاودت المنظمة المعنية بالطفولة دق ناقوس الخطر، بعد ان اعلنت مانديب أوبراين، ممثلة المنظمة في السودان، أن الأخيرة تشعر بقلق بالغ تجاه تصاعد الاشتباكات في الخرطوم ودارفور وكردفان.
قبل ان تضيف على حسابها الرسمي على منصة إكس، أن ملايين الأطفال والأسر يعيشون كابوسا لا ينتهي يوما بعد يوم في القطر الشقيق، مؤكدة أن السودان، على وشك أن يصبح موطنا لأسوأ أزمة تعليمية في العالم، بسبب تزايد العنف وانعدام الأمن في مناطقهم علي حد تعبيرها.
 أظن الرسالة وصلت.
 
 
 
 
 

ترشيحاتنا