الجارديان البريطانية: لم نعد نرغب في سماع الديمقراطيات الغربية وهي تُحاضرعن حقوق الإنسان.

صورة من الحدث
صورة من الحدث

 


 نشرت صحيفة الجارديان البريطانية مقالا للكاتبة أروى المهداوي بعنوان "هل من المبالغة أن نطلب من الناس أن ينظروا إلى الفلسطينيين كبشر؟ يبدو ذلك".

تفتتح الكاتبة مقالها بالقول إنها لم تعد ترغب في سماع الديمقراطيات الغربية وهي تُحاضر بقية العالم عن حقوق الإنسان.

وتقول الكاتبة إنه، وحتى كتابة مقالها، قُتل ما يزيد عن 10 آلاف فلسطيني في القصف الإسرائيلي لغزة ـ نصفهم تقريبا من الأطفال، حيث يُقتل طفل كل 10 دقائق هناك.

وتشير الكاتبة إلى أن هذه الأرقام لا تشمل إلا الأطفال الذين يموتون كنتيجة مباشرة للقصف الإسرائيلي.

وترى المهداوي أن الأطفال "المحظوظين" بما يكفي هم من ماتوا على الفور في غارة جوية، أما "غير المحظوظين" فهم الأطفال الأبرياء الذين دُفنوا تحت ركام الأنقاض، ويموتون وهم يختنقون.

وتتابع المهداوي بالقول إن هذه الأرقام لا تشمل الأطفال الذين يموتون ببطء بسبب الجوع والعطش، أو أولئك الذين يمرضون بسبب شرب مياه الصرف الصحي ومياه البحر، ولا تشمل أيضا مرضى السرطان الذين لن يتمكنوا من الحصول على أي رعاية طبية؛ بعد أن أجبر الحصار الإسرائيلي مستشفى السرطان الوحيد في غزة على تعليق خدماته.
ومن وجهة نظر الكاتبة فإن الأسابيع القليلة الماضية أظهرت "بشكل واضح للغاية أن حياة الفلسطينيين لا أهمية لها". وتستعرض المهداوي بعض الأمثلة على ذلك وتقول "حياة الفلسطينيين لا تُهم الكثيرين في وسائل الإعلام، الذين يرفضون بحزم التعاطف معهم، ولا تُهم أولئلك الحريصين بشدة على تطبيق القانون الدولي عندما تنتهكه دول مثل روسيا".

وتنقل الكاتبة عن الرئيس الأمريكي جو بايدن قوله إنه "لا يثق في صحة عدد القتلى الذي يعلنه الفلسطينيون" في القطاع.

وتطرح المهداوي عدة أسئلة من بينها: ماذا يعتقد بايدن بشأن ما يحدث بالضبط؟ هل يعتقد أن الناس في غزة يقومون بالتمثيل؟ أم هل يعتقد أن صور الأحياء المدمرة هي نوع من التزييف العميق بالذكاء الاصطناعي؟ وتُجيب المهداوي بالنفي، وتقول إن الرئيس الأمريكي "يعلم جيدا أن الأرقام الواردة من وزارة الصحة في غزة أثبتت دقتها مرارا وتكرارا".

وتعلق الكاتبة بالقول "لا يكفي أن يموت الفلسطينيون ويهجرون، بل يجب أن نجرد أنفسنا من إنسانيتنا ونفقد مصداقيتنا أيضا".

أما عن موقفها من حماس، تقول الكاتبة إنها تُدين بشدة قيام حماس بذبح المدنيين الإسرائيليين الأبرياء، واحتجازهم للرهائن في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

وتستطرد المهداوي بالقول إن أفعال حماس "لم تأت من فراغ"، فهذا الصراع لم يبدأ في 7 أكتوبر/تشرين الأول، "فلقد تعرض الفلسطينيون للقتل والتهجير والإذلال والاعتقال بشكل غير قانوني لعقود من الزمن".

وتتابع بالقول "سأدين حماس بشكل مطلق ولكني أطلب أن تكون الإدانة المطلقة لكلا الجانبين. وهذا لن يحدث، أليس كذلك؟ فالمجتمع الدولي يطلب من الفلسطينيين إدانة العنف بينما يصرخ بأعلى صوته بأن إسرائيل تمتلك الحق في الدفاع عن نفسها. كل ما يقوم به الجيش الإسرائيلي له نوع من التبرير والتفسير؛ أما العنف الذي يرتكبه الفلسطيني ليس له مبرر على الإطلاق".

وتختم الكاتبة مقالها بتوجيه الحديث للصحافة الأمريكية التي وصفتها بـ "الجبانة والمنافقة"، وتقول: "بعد عشرين عاما من الآن، وعندما يفوت الأوان للصحافة لإحداث أي فرق، سيفوز شخص ما بجائزة بوليتزر لقوله الحقيقة عن هذه المرحلة، سيتم الاحتفاء به لقوله بشكل لا لبس فيه وبدون اعتذار الكلمات التي يخشى الناس قولها الآن: احتلال، إبادة جماعية، تطهير عرقي".

ترشيحاتنا