بين الإلغاء والتأجيل.. مهرجانات السينما في الجونة والقاهرة وقرطاج ليست للترفيه

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

 

تواجه مهرجانات السينما التي تقام في الشهور الثلاثة الأخيرة من العام أزمات كارثية مع تصاعد الأحداث في غزة، تجد إدارات تلك المهرجانات حرجا في إقامة فعالياتها، فالقطاع العريض من الشعب يعتبر تلك المهرجانات وغيرها في كافة الفنون نشاطا ترفيهيا، ويتبارون في إلقاء التهم العشوائية على القائمين عليها وروادها بين الفجور وانعدام الإنسانية وربما العمالة أو الخيانة، إلى أبسط التهكمات التي تتهمهم بعدم الاهتمام بمعاناة الشعب الفلسطيني في حربه على الكيان الصهيوني، فهذا القطاع لا يرى من المهرجانات سوى حضور الفنانين والفنانات واستعراض ملابسهم أمام الكاميرات.

تنحصر معلومات المشاهد في حفلات الافتتاح والختام التي يمكن إلغاؤها أو الاكتفاء بتقديم التكريمات والجوائز دون مظاهر احتفالية، إلا أن انسياق منظمي المهرجانات وراء تلك الدعوات بالتأجيل أو الإلغاء يعني ضمنيا اعترافهم بأن ما يقومون به حدثا ترفيهيا، فالجانب الخفي عن هذا القطاع العريض يتطلب عاما كاملا من التحضير والإعداد في انتظار موعد إقامته لجني ثمار جهد فريق كبير، فالسينما هي السلاح الأقوى لمواجهة الأزمات والأفكار الظلامية، والأسرع تأثيرا في حياة الشعوب على مدار مالا يقل عن قرن من الزمان، وهي القادرة على فضح السياسات القمعية وطرح تأثيرها على المجتمع، وغيرها الكثير.

أما المهرجانات فهي التي تهيئ المناخ لعرض تجارب سينمائية يصعب عرضها خارجه، وتمنح السينمائيين الفرصة لانتاجات جديدة، ومجالا خصبا للكتابة الصحفية والنقدية، وأجواء التنافس التي يوفرها المهرجان تحمس صناع الأفلام لإتقان أعمالهم القادمة، وفرصا للتعلم من تجارب الخبراء في عناصر السينما المختلفة كالتصوير والسيناريو والاخراج والديكور والصوت من خلال الورش المتخصصة المكثفة، الأبرز مما سبق أنه الأقوى تأثيرا في دعم القضية الفلسطينية إذا نظمت وقفات احتجاجية أو بيانات تنديد، أو ندوات تثقيفية ضد التضليل الإعلامي للمغتصب، في ظل وجود وسائل إعلام من دول العالم، واستثمارا لوجود نجوم السينما وتأثيرهم الكبير في مجتمعاتهم، إلى جانب تغيير الصورة النمطية التي اعتاد الآخر على رؤيتها.

فكان مهرجان الجونة السينمائي أول من أصدر بيانا لتأجيل فعاليات دورته السادسة التي كان مقررا أن تبدأ  13 أكتوبر لتصبح 27 أكتوبر ، وتبعه مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في نسخته الخامسة والأربعين، والذي كان من المقرر أن يقام في الفترة من ١٥ إلى ٢٤ نوفمبر القادم، فهل ننتظر تأجيلا جديدا من الجونة لموعد غير محدد أم أنه سيلغي المظاهر الاحتفالية ويبدأ بعروض أفلامه وفعالياته المختلفة أسوة بمهرجان أيام قرطاج السينمائي في دورته 34 المقرر إقامته 28 أكتوبر، والذي قررت إدارته إلغاء حفل الافتتاح وكل المظاهر الاحتفالية ووضعت علم فلسطين على اللوجو الخاص بالمهرجان ، وإطلاق الفعاليات بعروض أفلام المسابقة الرسمية مباشرة.

ترشيحاتنا