خبير آثار: السياح يتجولون آمنين بمنطقة عامود السواري في الإسكندرية

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

تعد حادثة الإسكندرية مجرد تصرف فردى وسيخضع المتهم للمحاكمة العادلة وفقًا للقانون المصرى، وقد راح ضحية هذا الحادث أيضًا مرشد سياحى مصرى.

ومن هذا المنطلق يؤكد خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية أن هذا الحادث لن يكون له تأثير على السياحة المصرية حيث يعلم الجميع حقيقة ما حدث وتطورات الصراع الفلسطينى- الإسرائيلى وانعكاساته على السياحة الإسرائيلية نفسها والسياح الإسرائيليون.

وعقب الحادث، دعا مجلس الأمن القومي الإسرائيلي المواطنين الإسرائيليين إلى مغادرة مصر في أسرع وقت ممكن، بسبب ما وصفه بـ"مخاوف من هجمات انتقامية"، كما حذر المجلس الإسرائيليين من السفر إلى دول الشرق الأوسط عمومًا. 

كذلك دعت السفارة الأمريكية في مصر مواطنيها لتوخي الحذر، وقالت في بيان إنها "أحيطت علمًا بالتقارير التي تفيد بمقتل سياح أجانب بهجوم في الإسكندرية"، لافتة إلى أن "هذا الحادث قد يكون مرتبطًا بالأعمال العدائية المستمرة في غزة وإسرائيل".

ويشير خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان  إلى أن الصور تؤكد استمرار السياحة طبيعية فى مصر وخاصة منطقة عامود السوارى موقع الحدث موضحًا أن مصر آمنة بنص القرآن الكريم فى الآية 99 من سورة يوسف  "ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ" وهى البلد الذى كرّمها المولى عز وجل بذكرها فى القرآن الكريم 37 مرة، 4 مرات صراحة باسمها مصر و33 مرة ضمنًا، وباركها 8 أنبياء هم  نبى الله إدريس وأنبياء الله إبراهيم ولوط ويوسف وأبيه يعقوب وموسى وهارون وعيسى "عليهم السلام"، وبارك سبحانه وتعالى أرضها ببركة خاصة وهى بركة الإنسان والمكان بوجود الوادى المقدس طوى بسيناء، حيث بورك من في النار وهو نبى الله موسى وبورك من حولها من البشر في هذه البقعة، كما بورك الوادى الذي تجلى فيه المولى عز وجل بوصفه الوادى المقدس طوى، فانعكست البركة على كل إنسان تلمس قدميه هذه البقعة، ومن أجل هذا أمر المولى عز وجل نبيه موسى بأن يخلع نعليه وانعكست البركة على كل أرض مصر، وحديثًا أصبحت مصر البلد الوحيد فى العالم المخصص لها علم باسمها وهو علم المصريات.

وينوه الدكتور ريحان إلى أن مصر البلد الوحيد فى العالم الذى يتجول فيه ضيوفها من كافة الجنسيات فى حرية وأمان تام مساءً وصباحًا فى أى وقت دون تهديد على حياتهم وأمتعتهم، فى حين فى أعظم البلاد السياحية فى العالم لا يأمن الضيف على حياته لو تحرك مساءً أو فى أماكن غير مأهولة بالسكان فى أى وقت.

ويشير إلى أنه لاحظ ذلك بنفسه أثناء زيارته لدولة سياحية كبرى شهيرة أن خطفت أمتعة أحد السائحات ولم يتحرك أحد لنجدتها حتى جاءها اللص بنفسه وطلب منها مبلغ نظير عودة الأمتعة ودفعت، وحين سأل قيل له هذا متعارف عليه.

وعن أهمية وقيمة الإسكندرية ومكانتها فى السياحة المحلية والدولية يوضح الدكتور ريحان أن الإسكندرية هى مصيف المصريين الرئيسى، ودوليًا حظيت الإسكندرية على تقدير دولى لما تم بها من تطوير خلال الثمانية سنوات الماضية من حكم الرئيس عبد الفتاح السيسى حيث تم اختيارها من موقع "تريب أدفايزر" أكبر منصة للسفر في العالم كأحد أفضل الوجهات السياحية الرائجة على مستوى العالم لعام 2021.

وتنتظر الإسكندرية حدثًا ثقافيًا وسياحيًا كبير سيكون محط أنظار العالم وهو افتتاح المتحف اليونانى الرومانى فى ضوء أعمال التطوير الجارية التى تقوم بها محافظة الإسكندرية للحفاظ على الهوية التراثية والبصرية وأعمال التطوير والترميم التى تقوم بها وزارة السياحة والآثار والذى سيساهم فى تنشيط الحركة السياحية المحلية والدولية بالإسكندرية.

وأردف الدكتور ريحان بأن الإسكندرية تمتلك كل مقومات السياحة الثقافية الآثارية علاوة على شهرتها بالسياحة الترفيهية وقد اكتسبت شهرتها كأحد الثغور الواقعة على ساحل البحر المتوسط واستمدت اسمها من مؤسسها الإسكندر المقدونى أو الإسكندر الأكبر الذي اتجه صوب مصر عام 332 قبل الميلاد لفتحها ودخل عاصمتها ممفيس وزار معبد المعبود بتاح، حيث توج ملكًا على البلاد ثم زار معبد المعبود آمون بواحة سيوة، وفى أثناء عودته مر على قرية صغيرة للصيادين كانت تعرف باسم راقودة أو راكوتيس حيث فكر الإسكندر أن يجعل هذه القرية مقرًا لحكمه يبنى بها مدينة جديدة.

وتابع بأن الإسكندرية تضم مجموعة متنوعة من الآثار تعد متحفًا مفتوحًا للآثار المصرية القديمة واليونانية والرومانية والمسيحية والإسلامية ومتاحف متنوعة أشهرها عمود السوارى والكاتاكومب وآثار منطقة أبومينا 75كم غرب الإسكندرية.
ويعتبر دير أبومينا من أشهر الأديرة بجانب دير سانت كاترين حيث أصبح مركزًا لاستقبال الحجاج المسيحيون القادمون إلى أوروبا قاصدين جبل موسى ودير سانت كاترين ثم تحول إلى مقصدًا للحجاج المسيحيين للتبرك بماء البئر المقدّس والدير مسجل تراث عالمى باليونسكو منذ عام 1979.

وتعد قلعة قايتباى من أشهر معالم الإسكندرية وتقع عند مدخل الميناء الشرقى من ناحية الغرب على نهاية الطرف الشمالى الشرقى من شبه جزيرة رأس التين بحى الجمرك أنشأها السلطان الملك الأشرف أبو النصر قايتباى عام (882هـ /1477م) وذلك فى موقع  فنار الإسكندرية الذى تهدم وذلك أثناء زيارته الأولى للإسكندرية، وقد أقيمت على مساحة 17550متر مربع تقريبا أى ما يزيد على أربعة أفدنة  وقد بنيت على هذه المساحة أسوار القلعة الخارجية واستحكاماتها الحربية وكذلك البرج الرئيسى والذى بنى على أنقاض الفنار القديم.

وعلاوة على طوابى الإسكندرية وتضم طابيتين وهما الطابية الحمراء وطابية كوسا باشا وثلاثة أبراج ساحلية وطاحونتان وهما طاحونة هواء المندرة وطاحونة هواء المنتزه وكشك الشاى، بينما يشمل وسط الإسكندرية مسجدين وهما مسجد أنجا هانم ومسجد العطارين وطابيتين هما طابية باب رشيد (طابية محمد على) وطابية النحاسين وبرجين هما البرج الشرقى والبرج الغربى وصهريجين هما صهريج إبن النبيه وصهريج المباهاما ومسرح هو مسرح سيد درويش ومبنى أتيليه ومبنى المتحف اليونانى الرومانى
ويشير الدكتور ريحان إلى مجمع الأديان بالإسكندرية الذى يعد المجمع الخامس للأديان في مصر بعد مصر القديمة وسانت كاترين وطور سيناء والبهنسا حيث يقع بوسط الإسكندرية معبد إلياهو حنابى بشارع النبى دانيال بمحطة الرمل ويرجع تاريخ إنشاؤه إلى عام 1881م والذى قامت وزارة السياحة والآثار بترميمه وافتتاحه رسميًا وكنيسة القديس سابا المعروفة بكنيسة الجرس وهى من الكنائس التابعة للروم الأرثوذكس ومسجد أنجى هانم التى أنشأته السيدة أنجا هانم حرم الخديوى سعيد باشا وأوقفت عليه الأوقاف ثم جددته جشم آفت هانم وهى زوجة الخديوى إسماعيل وقد حكم الخديوى إسماعيل من 1863 إلى 1879م، ومسجد العطارين وهو من أقدم المساجد حيث أنشئ بعد الفتح الإسلامى للإسكندرية وقد عرف بهذا الاسم لوقوعه بالقرب من سوق العطارين أحد أشهر أسواق الإسكندرية قديمًا.

ترشيحاتنا