مخاطر «التكنولوجيا الرقمية» تشعل الحوار الاقتصادي الأوروبي الصيني

0
0

عقد مسؤولون من الصين والاتحاد الأوروبي، أمس، حوارًا اقتصاديًا وتجاريًا رفيع المستوى وجهًا لوجه في بكين للمرة الأولى منذ تفشي وباء فيروس كورونا (كوفيد-19)، قائلين إنهم أجروا محادثات "متعمقة وصريحة ومثمرة" وتوصلوا إلى سلسلة من المحادثات. 

ويأتي الاجتماع، وسط مجموعة من التحديات، التي تواجه الاقتصادات، ويشير الخبراء،  إلى أن الاتحاد الأوروبي والصين ، يحاولان إدارة الخلافات لتعزيز التعاون، حيث اتخذ الجانب الأوروبي سلسلة من التدابير السياسية في يونيو الماضي في إطار ما يسمى بحملة "إزالة المخاطر"، والتي يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها تستهدف الشركات الصينية.

وفي الأسبوع الماضي، دخل قانون الرقائق الأوروبي التابع للاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ رسميًا، والذي يستلزم تقديم إعانات مالية ضخمة لدعم صناعة الرقائق الإلكترونية في الاتحاد الأوروبي، وذلك علي غرار قانون أشباه الموصلات بالولايات المتحدة. 

الليثيوم أيون وخلايا الوقود 

وبحسب وكالة رويترز ، حيث نشرت  تفاصيل وثيقة ستناقش في الخامس من أكتوبر القادم ، بإجتماع زعماء الاتحاد الأوروبي في غرناطة بإسبانيا،  لتقليل اعتمادهم علي واردات الصين من بطاريات الليثيوم أيون،  والبحث عن أسواق بديلة ، وذكرت الوثيقة التي أعدتها الرئاسة الإسبانية للاتحاد حاليا، بأنه قد تصبح البلدان الأوروبية معتمدة على الصين في البطاريات وخلايا الوقود،  المستخدمة في الطاقة النظيفة وذلك بحلول عام 2030.

وقالت الورقة إنه بسبب الطبيعة المتقطعة لمصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ستحتاج أوروبا إلى طرق لتخزين الطاقة للوصول إلى هدفها المتمثل في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى الصفر بحلول عام 2050، ما يضاعف الطلب علي بطاريات الليثيوم أيون والمحللات الكهربائية بنحو 10 إلي30 مرة في السنوات المقبلة.

التكنولوجيا الرقمية وزيادة الطلب

ووفقا للوثيقة إن بطاريات الليثيوم أيون وخلايا الوقود لم تكن المنطقة الوحيدة المعرضة للخطر في الاتحاد بل مجال التكنولوجيا الرقمية أيضا.

وتشير التوقعات إلى أن الطلب على الأجهزة الرقمية مثل أجهزة الاستشعار والطائرات بدون طيار وخوادم البيانات ومعدات التخزين وشبكات نقل البيانات سيرتفع بشكل حاد في هذا العقد.

لذلك قد يظهر أن الاتحاد الأوروبي لديه موقف قوي نسبيا في الأخير، لكن هناك نقاط ضعف كبيرة في المجالات الأخرى تطفو علي السطح، لاسيما وهو يهدف إلي الحياد الكربوني باستخدام الطاقة النظيفة. 

-النمو الاقتصادي والغاز الروسي

وسيناقش الزعماء مقترحات المفوضية الأوروبية إلي الحاجة للبحث عن أسواق بديلة نحو أفريقيا وأمريكا اللاتينية ، لاسيما بعد فك الاعتماد علي الغاز والوقود الروسي بعد الحرب علي أوكرانيا. 

ووفقا للمفوضية الأوروبية، في عام 2021، أي قبل عام من الغزو الروسي لأوكرانيا، حصل الاتحاد الأوروبي على أكثر من 40% من إجمالي استهلاكه من الغاز، و27% من واردات النفط، و46% من واردات الفحم من روسيا. وتسبب إنهاء معظم مشتريات الطاقة من روسيا في حدوث صدمة في أسعار الطاقة في الاتحاد الأوروبي وارتفاع في تضخم أسعار المستهلكين، ما أجبر البنك المركزي الأوروبي على رفع أسعار الفائدة بشكل حاد في خطوة أدت إلى كبح النمو الاقتصادي.

-الأسواق البديلة

تستحوذ ما يطلق عليهم "مثلث الليثيوم" بوليفيا والارجنتين وتشيلي دول أمريكا اللاتينية،  علي نصف المخزون العالمي من الليثيوم، بنحو 61% من موارد المعدن بالعالم، الامر الذي دعا الاتحاد الأوروبي إلي عقد اتفاقات مع تشيلي وبوليفيا للحصول عليه ، ولكن علي صعيد اخر تستثمر الصين مبالغ ضخمة في" مثلث الليثيوم " بمشاريع طموحة وذلك في مطلع العام الحالي ، ما يتيح لدول أمريكا اللاتينية الاستفادة من عوائداها لتحقيق تقدم في مجال التصنيع المحلى، بالإضافة إلى العلاقة التجارية المتميزة بين الأرجنتين والصين والتي توطدت بشكل متزايد في مجال تعدين الليثيوم، من خلال تسعة مشاريع في عام 2022 فحسب.

- الخبرة بالتعدين 

وتعرف الصين بخبرتها الطويلة في مجال التعدين سواءا بامتلاكها  نسبة كبيرة من  المعادن الأرضية النادرة كموارد طبيعية أو في مجال التكرير ، وتعتبر المعادن النادرة بترول العصر الجديد لما لها من استخدامات في مجال تكنولوجيا أشباه الموصلات،  والبطاريات الكهربائية ومجالات الطاقة النظيفة والاستغناء عن الوقود الأحفوري.

-الرقائق الإلكترونية و الحرب الباردة 

وتواجه الصين حربا باردة من الولايات المتحدة وحلفائها من منع وصول بكين إلي تكنولوجيا الرقائق الإلكترونية المكونة من المعادن النادرة ، الأمر الذي دفع الصين إلي فرض قيود علي معدني الغاليوم والجرمانيوم المكونان لتلك الصناعة مطلع شهر أغسطس الماضي. 

 - تأمين مصادر الطاقة

وتسعى كلا من الولايات المتحدة والصين بجانب دول الاتحاد الأوروبي وغيرها لتأمين استقلالها فى مجال الطاقة، ولذلك فإن الليثيوم يعتبر محور اهتمام الطرفين حيث أنه أكثر المعادن المرغوبة من قبل التجارة العالمية.

ترشيحاتنا