“دانيال” ليس الأخير .. زيادة أعاصير المتوسط بنسبة 66% ونصائح لتقلييل الخسائر

الأعصار دانيال
الأعصار دانيال

 

وفقاً لمسئول ليبى أكد أن منطقة الوردية نُسفت من فوق الأرض والآن لا توجد منطقة على الإطلاق، ومدينة درنة أصبحت مدينتين بسبب السيول لكن ليبيا أصبحت واحدة، حسب وصفه ، وقال: “عدد سكان المناطق المتضررة بالسيول في الجبل الأخضر يبلغ نحو 900 ألف شخص” بالأضافة الى آلاف القتلى والمفقودون حيث أن ليبيا لم تتعرض لكوارث طبيعية بعد زلزال المرج عام 1963 ، و الإعصار المتوسطي ظاهرة مناخية مدمرة ويُعتقد أنها ستتفاقم في عالم تزداد درجة.

وأكد المختصون فى علوم المناخ والأرصاد الجوية أن أعاصير المتوسط كغيرها من الأعاصير والعواصف، لكنها يمكن أن تتشكل فوق المياه الأقل سخونة، ويمكن أن تبدو كأنها كتلة دوامة من السحب العاصفة تحيط بنقطة مركزية هي عين الإعصار، لكنها أصغر وأضعف من نظيراتها الاستوائية ولديها مساحة أضيق لتنمو وتكبر ، كما أن رياحها عنيفة، وتصاحب الأعاصيرَ المتوسطية أمطارٌ غزيرة، فقد أسقطت العاصفة “دانيال” ما يصل إلى 170 ملم من الأمطار في أقل من يومين على برقة شمالي ليبيا.

و ظاهرة الاحتباس الحراري تهدد بكوراث طبيعية في منطقة حوض البحر المتوسط وقد تضطر دول متوسطية مستقبلا إلى الاستعداد لعواصف متزايدة القوة من هذا النوع، الذي يوازي ما يُعرف بإعصار البحر المتوسط "ميديكين" وفق ما أكدته فرانس 24.

و قالت سوزان جراي أستاذة الأرصاد الجوية في جامعة “ريدينغ”: إن الأعاصير المتوسطية تتشكل عادة في الخريف عندما تلتلقى طبقة من الهواء البارد القادمة من الارتفاعات الأعلى مع الهواء الدافئ الصاعد من البحر، ويحدث هذا اللقاء حول مركز الضغط المنخفض ، وتتشكل الأعاصير المتوسطية مرة أو مرتين في السنة، وفقاً للإدارة الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي، وفيما تتحرك الأعاصير من الشرق إلى الغرب، تميل الأعاصير المتوسطية إلى الانتقال من الغرب إلى الشرق، وقد عبرت العاصفة “دانيال” بلغاريا واليونان وتركيا الأسبوع الماضي، قبل أن تصل إلى ليبيا.

وقال الخبراء: إن ارتفاع درجات حرارة سطح البحر الناجم عن تغير المناخ الذي يسببه النشاط البشري، سيجعل الأحداث المتطرفة مثل الأعاصير أو الأعاصير المتوسطية أكثر شدّة ، كما أن تغير المناخ يزيد من شدة الأعاصير المتوسطية القوية وبالتالى يزيد من هطول الأمطار المصاحبة لمثل هذه العواصف.

وسُجلت في البحر الأبيض المتوسط أعلى درجة حرارة في يوليو، عندما واجهت أوروبا سلسلة من موجات الحر الاستثنائية ، وأصبحت المياه السطحية شرقي البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي أكثر دفئاً بمقدار 2 إلى 3 درجات مئوية عن المعتاد في بداية سبتمبر، وهو ما جعل العاصفة “دانيال” أشد.

وفقاً لفريق من الباحثين بقيادة علماء جامعة ولاية أيوا الأمريكية، فإن نشاط الأعاصير المدارية يرتفع وينشط عاماً بعد عام، ما يعني أن المناطق الساحلية في العقود القادمة قد تتعرض لأعاصير مدارية هائلة لم يشهدها التاريخ ، وخاصة الأعاصير المدارية في شمال المحيط الأطلسي وشواطئ البحر الأبيض المتوسط التى من الممكن أن تزيد بنسبة 66% وذلك خلال فترة النشاط القوية في نهاية هذا القرن.

وأمام تلك الكوارث الطبيعية والتى هى بطبيعة الحال جديدة على مناطقنا ، وبما أننا لا نستطيع إيقاف العاصفة الاستوائية أو الإعصار، فبالتالى يمكن اتخاذ خطوات أستباقية للحماية وتجنب الكوارث في حال حدوثها وفق نصائح مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC) مجموعة نصائح للبقاء بأمان خلال العواصف والأعاصير،  بما في ذلك وضع خطة شخصية طارئة، للتعامل مع الكارثة المحتملة ، مطالبة الناس جميعا على ضرورة اتباعها قبل وفي أثناء وبعد الكوارث.

و في حديث لقناة “سي بي إس”، شدد خبير الأرصاد الجوية والمتحدث باسم هيئة الأرصاد الأمريكية جون مور، على ضرورة أن تكون مستعداً بخطة لكيفية التعامل مع موسم الأعاصير موضحا إن إنشاء خطة اتصال هو شيء يمكنك القيام به بشكل جيد قبل أن تتأثر بالعاصفة، أي بمَن ستتصل إذا كان عليك الإخلاء؟ مَن الذي ستمرر المعلومات إليه؟ هل ستتواصل جميع أفراد عائلتك بنفس الطريقة إذا انفصلتم يا رفاق في أثناء الإخلاء؟

كما أنه من الضروري تخزين المواد الغذائية الأساسية في المنزل والسيارة وهى أشياء غير قابلة للتلف، بالإضافة إلى الإمدادات الطبية، وفهم المخاوف الصحية والطبية لكبار السن ، مع أهمية متابعة واتباع التعليمات الصادرة عن سلطات الأرصاد الجوية، وعدم تجاهل أوامر الإخلاء، إن لزم ذلك.

و عند وقوع الإعصارفتوصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، بالابتعاد عن مياه الفيضانات، واتباع التحذيرات بشأن الطرق التي غمرتها المياه ، وعدم قيادة السيارة في المناطق التي غمرتها الفيضانات، حتى لا تنجرف أو تتوقف في المياه المتحركة ، كما يُنصح أيضاً بإزالة الأشياء التي يمكن أن تُقذف من أماكنها بفعل الرياح الشديدة، وأيضا إبقاء النوافذ في المنازل مغلقة، كما يُنصح بتغطية زجاج النوافذ بورق مقوَّى أو كرتون أو وضع شريط لمنعها من التناثر.

كما حذرت “سي دي سي” من استخدام الأجهزة الكهربائية المبللة، لافتة إلى ضرورة الابتعاد عن المباني المتضررة، وقالت: “لا تدخل المبنى المتضرر حتى تحدد السلطات المحلية أنه آمن، يمكن للأعاصير أن تُلحق الضرر بالمباني وتجعلها غير آمنة”.

بالإضافة إلى الاستعداد للإعصار، من المهم اتخاذ خطوات للبقاء آمناً بعد انتهاء الإعصار، حسب “سي دي سي”، التي أوصت بتجنب المناطق التي غمرتها الفيضانات، مشددةً على ضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة قبل وفي أثناء وبعدها.

وتعتبر الأعاصير في حوض البحر الأبيض المتوسط ظاهرة نادرة، خاصة الأعاصير الخطيرة ، تُعرف هذه الأعاصير علميًا باسم هوريكان أو العواصف شبه الاستوائية، وتتشابه بشكل كبير في تكوينها مع العواصف شبه الاستوائية التي تحدث فوق المحيط الأطلسي ، وقد ضربت سواحل المتوسط عبر التاريخ عدة أعاصير وكان أهمها :

- إعصار ماكسيمو في صقلية ففي يناير 1982، شهد البحر الأبيض المتوسط عاصفةً قويةً جدًا ووصلت سُرعة الرياح إلى 100 كيلومتر في الساعة.

- إعصار شمال ليبيا ففي يناير أيضا عام 1995، شهد البحر المتوسط عاصفةً استوائيةً تم تصنيفها كإعصار من الدرجة الأولى ، وقد تسبب هذا الإعصار في خسائر كبيرة ودمارًا شديدًا في المناطق السكنية والمنشآت النفطية في ليبيا.

- وفي سبتمبر 2020، ضرب إعصار يانوس، المعروف أيضًا باسم ميديكان يانوس، اليونان خلال يومي 17 و18 سبتمبر، ووصل إلى ذروته عند سرعة 120 كيلومترًا في الساعة وأسفر هذا الإعصار عن أضرار كبيرة في اليونان تقدر بمئات الملايين من الدولارات.

- وفي 10 سبتمبر 2023، شهدت بعض المدن الساحلية في ليبيا إعصارًا مدمرًا ( دانيال ) حيث يُعتبر الأقوى في المنطقة خلال القرن 21.

ترشيحاتنا