التحوُّل الرقمي، مصطلح يتكرر كثيرا على مسامعنا خلال هذه الفترة، وهو العملية التي تطبقها المؤسسة لدمج التكنولوجيا الرقمية في جميع مجالات الأعمال، ويكون الاعتماد على تقنيات رقمية مبتكرة لإجراء تحوُّلات ثقافية وتشغيلية تتوافق بشكل أفضل مع متطلبات العملاء المتغيرة، ولأهمية التحول الرقمى فى الحياة اليومية، التراث العلمى والجانب الأكاديمى أولى اهتمام به من خلال اصدار أبحاث وكتب علمية تتحدث عن التحول الرقمى..
كان من التراث العلمى الموثق فى احدى الكتب العلمية، كتاب "مستقبل التحول الرقمي وآلياته"، والذى تطرق لواقع التراث العلمي في مجال التحوُّل الرقمي وروافده، وتحدث عن الاقتصاد الرقمي وتطبيقاته، وتم تقديم عرض لأهم التجارب العربية في المنحى الجديد.
الكتاب تأليف مشترك بين كل من، الدكتورة آية طارق عبــدالهادي، مٌدرس بقسم الإعلام المرئي والمسموع، كلية الإعلام بأكاديمية CIC بالجامعة الكندية، الدكتورة رضا فولي عثمان ثابت مٌدرس بقسم العلاقات العامة والإعلان، كلية الإعلام أكاديمية الجزيرة، والدكتورة هناء حسين مٌدرس بشعبة الإعلام قسم الاجتماع كلية البنات جامعة عين شمس، تطرقت مؤلفات الكتاب إلى الحديث عن التطور التكنولوجى، حيث ذكروا فى مقدمته، أن التطور التكنولوجي في كافة المجالات، وكذلك خطة الحكومة للتحول الرقمى وميكنة الخدمات الحكومية وترسيخ الاقتصاد الرقمى وإعداد الكوادر البشرية اللازمة أدى لاستخدام أفضل وسائل التكنولوجيا، وتقديم مختلف الخدمات الحكومية إلكترونيا والإسهام فى عملية التحوُّل الرقمى وميكنة الخدمات الحكومية، تفعيل خدمة التحوُّل الالكترونى بجميع الوحدات الحكومية.
قدمت الدكتورة آيه طارق فكرة عن ملخص الكتاب، حيث أكدت قائلة: التطور السريع وازدياد حجم المعلومات أدى إلى تعقيد عملية التحكم والإفادة من التطبيقات التى انتشرت فى شتى مجالات العمل، وبالتوازن مع التوسع والانتشار الواسع للتقنية ظهرت أهميَّة الترابط بين التقنية والحوكمة رغم تعريف العديد من المفاهيم والمصطلحات التى تهدف إلى تطوير بيئة الأعمال وتحسينها وتكاملها، ومن أهم هذه المفاهيم الحوكمة والتحوُّل الرقمى وإدارة المخاطر، وهيكلة العمليات والإجراءات.
وأضافت الدكتورة رضا فولى أن هناك مفاهيم محددة ظهرت مثل الحوكمة التقنية وحوكمة التحوُّل الرقمى، وظهرت هذه المصطلحات بصورة مهمة وحيوية متزامنة مع استراتيجيات المؤسسات للتطوير.
وغالبا ما يشمل إطار الحوكمة العلاقات التنظيمية فى المؤسسة أو الوحدة الإدارية، وبهذا تشكل حوكمة التحوُّل الرقمى طريقا واضحا لتسهيل الأعمال بشكل يواكب التطور ويضمن توازنا مناسبا بين أصحاب المصالح.
وتحدثت الدكتور هناء حسين عن التحوُّل الرقمى، وعرفته على أنه عملية انتقال القطاعات الحكومية أو الشركات إلى نموذج عمل يعتمد على التقنيات الرقمية، قائلة: "لقد أصبح من الضرورات بالنسبة لكل المؤسسات والهيئات التى تسعى إلى التطوير والتحسين لخدماتها وتسهيل وصولها إلى المستهدفين.
والتحوُّل الرقمى لا يعنى فقط تطبيق التكنولوجيا داخل المؤسسة، بل هو برنامج شامل يمس المؤسسة ويمس طريقة وأسلوب عملها داخليا بشكل رئيسى، وأيضا من خلال تقديم الخدمة للجمهور المستهدف لجعل الخدمات تتم بشكل أسهل وأسرع، وقد أصبحت الضرورة ملحة للتعرف على ما معنى تحول المؤسسة رقميا، ويعود ذلك إلى التطور المتسارع فى استخدام وسائل وأدوات تكنولوجيا المعلومات فى كل مناحى الحياة، سواء كانت متعلقة بالمعاملات فى القطاع الحكومى أو القطاع الخاص، وبذلك أصبح التحوُّل الرقمى من الضروريات بالنسبة لكل المؤسسات والهيئات التى تسعى إلى التطوير وتحسين خدماتها وتسهيل وصولها إلى المستفيدين.
وأشارت إلى أن التحوُّل الرقمى له فوائد عديدة ومتنوعة ليس فقط للعملاء والجمهور، ولكن للمؤسسات الحكومية وشركات قطاع الأعمال العام، كما أنه يوفر التكلفة والجهد بشكل كبير، ويحسن الكفاءة التشغيلية وينظمها، ويعمل على تحسين الجودة ويبسط الإجراءات للحصول على الخدمات المقدمة إلى المواطنين، كما أنه يخلق فرصا لتقديم خدمات مبتكرة وابداعية بعيدا عن الطرق التقليدية فى تقديم الخدمات، ويساعد التحوُّل الرقمى فى المؤسسات الحكومية والشركات على التوسع والانتشار فى نطاق أوسع والوصول إلى شريحة أكبر من الجمهور.
ويعتبر نجاح تطبيق مفهوم التحوُّل الرقمى ودوره فى تحسين أداء الخدمات الحكومية المقدمة للمواطنين، إنما يتوقف أولا وأخيرا على الممارسة الفعلية للكفاءات الإدارية فى كل مواقع الخدمات، حيث إنها تملك السلطة الممنوحة لها فى القوانين، وكذا القدرة على تطبيق تلك السياسات، ومتابعة تنفيذها، والتأكد من جودة الخدمة ومدى تقديم خدمة أفضل للمواطنين.
اقرأ أيضا: مشاكل السيستم «واقع» يواجه التحول الرقمى
