ترافيس سكوت.. هل ينتصر على السوشيال ميديا المصرية؟ وهل يدعو إلى الماسونية حقاً؟  

ترافيس سكوت
ترافيس سكوت

 

هل سيقام حفل مغني الراب الأمريكي ترافيس سكوت في موعده يوم 28 يوليو الجاري أمام الأهرامات؟

الغريب أن لا أحداً حتى كتابة هذه السطور لديه إجابة نهائية وشافية حول الأمر، فنقابة المهن الموسيقية أعلنت إلغاء ترخيص الحفل، بينما يؤكد مدير أعمال النجم الأمريكي إقامة الحفل، بل أن هدد منذ أيام بأن عدم دخول آلات العرض الغنائي سيعني أزمات كبيرة، دون أن يوضح ما هي تلك الأزمات.

الإعلان عن الحفل.. والهجوم عليه

الحكاية بدأت منذ فترة، وتحديداً مع إعلان إحدى شركات تنظيم الفعاليات الكبرى عن إقامة حفل مغني الراب الأمريكي ترافيس سكوت، عند الأهرامات 28 يوليو 2023، احتفالا بإطلاق ألبومه الغنائي المرتقب «يوتوبيا» في بث مباشر حول العالم.

الخبر تم استقباله بطريقين: طريق يرى أنها فرصة مناسبة للغاية للترويج للسياحة في مصر، لاسيما هذا الموسم تحديداً الذي شهد وجود المدرب الإسباني بيب جوارديولا وكذلك روبنسون اليوتيوبر الألماني الشهير، وظهورهم في أكثر من مناسبة وصورة إلى جوار المزارات السياحية المصرية.

هذا الطريق يؤكد أن إقامة حفل كهذا يضاف إلى سابقيه ويشير إلى أن مصر فعلاً صارت قبلة مهمة لنجوم الصف الأول في كل المجالات.

أما الطريق الآخر الذي استقبل به الخبر فهو طريق النبش حول سكوت ذاته، وعلاقته بدعوات الماسونية وعبادة الشيطان، حيث اتهمه الكثيرون بهذه الاتهامات، التي زادت حدتها للغاية عبر منصات «السوشيال ميديا»، حيث شعر الجميع بأن كرة الثلج التي بدأت صغيرة على تلك المنصات تدحرجت إلى ملاعب أكبر، حيث انبرت نقابة المهن الموسيقية لتمنع إصدار تصريح له، باعتبار أن ما يدعو له سكوت ينافي القيم الوطنية.

كرة الثلج تكبر.. وتتدحرج

الغريب أن كرة الثلج صارت كرة نارية، وتدحرجت إلى جهات أخرى، حيث تقدم النائب الدكتور فريدي البياضي، عضو مجلس النواب عن الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، بسؤال برلماني إلى رئيس مجلس النواب، موجهًا لكل من وزراء الداخلية، السياحة، والتنمية المحلية، حول موقف حفل المغني العالمي ترافيس سكوت: «هل تم إلغاؤه أم سيقام في موعده؟».

إلا أن البياضي وغيره من المتابعين لم يرد عليهم أحد حتى الآن رغم أن الحفل من المفترض أن يكون الجمعة المقبلة.

ليس البرلمان فقط من تلقف كرة الثلج، بل محكمة القضاء الإداري كذلك، والتي استقبلت دعوة مقامة ضد كلا من وزير السياحة والآثار بصفته، وزير الثقافة بصفته، وزير الداخلية بصفته، مدير أمن الجيزة بصفته، مأمور قسم شرطة الأهرام بصفته، محافظ الجيزة بصفته، نقيب المهن الموسيقية بصفته، بوقف تنفيذ فاعليات حفل مطرب الراب الأمريكي ترافيس سكوت المقرر إقامته يوم ٢٨ من الشهر الجاري بمنطقة أهرامات الجيزة، وإلغاء كافة الآثار المترتبة على ذلك، والتي من اتخصاصها اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير الأمنية لمنع إقامة فاعليات هذا الحفل.

وبالفعل المحكمة حددت يوم الإثنين المقبل لنظر الشق المستعجل في الدعوى القضائية رقم ٦٣٤٠٥ لسنة ٧٧ قضائية، لوقف تنفيذ وإلغاء أمر فعاليات حفل مطرب الراب الأمريكي المقرر إقامته يوم ٢٨.

وأمام كل ذلك خرج المدير الإقليمي للشركة المنظمة للحفل بالأمس بتصريح يوحي بالارتباك الكبير الحادث حول هذا الحفل، وهو أن الشركة لم تحصل على «ورقة صريحة» بإلغاء الحفل، وأنه لا يعلم أسباب الجدل المثار حوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأن الشركة بحوزتها كافة التصاريح اللازمة لإقامة الحفل، وبناء على كل هذا تم فتح باب شراء التذاكر، والتي تم بيعها بالكامل لمصريين وعرب وأجانب خلال 11 دقيقة فقط!

هل سكوت يدعو لعبادة الشيطان حقاً؟

ترافيس سكوت، اسمه الأصلي جاك بيرمون، صعد بقوة على سلم غناء الراب في العالم بداية من العام 2012، أي منذ أكثر من 11 سنة، وفي العام 2014 ترشح لـ 8 جوائز جرامي، وفاز بجائزة البيلبورد الموسيقية العالمية التي عادة ما يفوز بها النجوم الكبار للغاية ذوي الإسهام الكبير في عالم الموسيقى.

منذ عامين أحيا سكوت حفلاً في هيوستن، ومات فيه نحو 10 أشخاص بسبب التزاحم الشديد، وأقام أهالي الضحايا الكثير من الدعوات القضائية ضد سكوت بسبب استمراره في الغناء رغم معرفته بأن بعضا من الجمهور قد وقع صريعاً، فيما أصيب المئات.

ومن بين الدعاوى القانونية التي أقيمت على سكوت، أقاويل بأن سبب التدافع هو أنه يردد عبارات في حفلاته تدفع الجمهور للإتيان بأفعال خطيرة قد تودي بحياتهم، ومن بين تلك العبارات عبارات تتناول «النار والرياح والأرض» وهي الرموز التي تمثل تكوين الشيطان (في أدبيات عبدة الشيطان)، وهذه الرموز هي التي يمنح الشيطان قدرات خارقة لأنه يتحكم فيهم، حسب تلك الأدبيات كذلك.

هذه واحدة، أما الأمر الثاني فإن غلاف معظم ألبومات ترافيس سكوت يظهر فيها مخلوق غريب، فسره البعض بأنه الشيطان، بينما في الملصق الدعائي لحفلة «آستروورلد» يظهر العديد من الرموز، مثل عين الشيطان الشاملة على كف اليد.

هذا ما اعتمد عليه النابشون في اتهاماتهم لسكوت بدعايته لعبادة الشيطان، ولكن سكوت نفسه خرج موجهاً رسالة إلى المصريين، داعياً إياهم إلى عدم تصديق الشائعات المتداولة بشأنه، وقال في بيان نشره عبر حساه على «تويتر»: «ليست لدي أي طقوس غريبة غير لائقة، إنما هي مجرد احتفالات أقدمها برفقة جمهوري».

كما نفى سكوت تماما فكرة عبادته للشيطان التي تم تداولها عبر السوشيال ميديا المصرية، وقال: «أنا من ولاية هيوستن، وهي ولاية لها عادات وتقاليد في احترام فكرة الأسرة، وأنا من أسرة متدينة، وتواظب على حضور الصلوات في الكنيسة. كما لم أقدم طيلة مسيرتي الفنية أي أغنية تحمل إهانة لأي شعب في العالم».

الآثار السلبية على إلغاء الحفل

من جديد نؤكد أن لا قراراً نهائياً حتى منتصف يوم 22 يوليو بإقامة الحفل أو إلغائه، ولكن هناك بالتأكيد آثار سلبية لإلغاء الحفل، أولها أنها دعاية ليست جيدة للسياحة في مصر، إضافة إلى خسارة الملايين من الجنيهات بسبب رد التذاكر وما يترتب على إعادة قيمتها لأصحابها من جديد، وهو ما قد يدخل ضمن دعاوى قضائية في المستقبل.

إلا أن البعض يرون في إلغائه انتصاراً ضد مروجي عبادة الشيطان، إن صدقت الاتهامات فعلاً.

 

 

ترشيحاتنا