بعد الطلاق أصحاب لا أعداء .. ومن الحب ما قتل

تعبيرية
تعبيرية

 

من الحكايات الحقيقية القديمة لدى العرب يحكى أن هناك امرأتان تنازعتا على طفل و كل واحدةً منهن تقول أن الطفل أبنها فحضرتا أمام القاضي وقال القاضي للحاجب أحضر ليّ سكيناً فلما أتى الحاجب بالسكين قال سوف أذبح هذا الطفل و أخلصكن منه فقفزت أحداهن وقالت أرجوك يا قضي دعهُ لها فقال هو أبنك و سجن المرأة الكاذبه ، وهذهِ الأم محل واقعة اليوم والتى أثارت دهشة وأستياء بل سخط الكثير جدا من رواد مواقع التواصل الأجتماعى ، عندما أقدمت سيدة علي قتل أولادها الثلاثة بدم بارد، مدعية أنها فعلت ذلك انتقاما من زوجها.

حيث اعترفت الأم بأنها وضعت حبوب الغلال السامة في طعام وشراب أبنائها الثلاثة، حتي تنتقم من زوجها الذي يهددها بأخذ الأطفال إلي حضانته إذا تم بينهما إنفصال ، وقدأكدت تحقيقات النيابة أن السيدة تقيم دعوة خلع علي زوجها وتطلب حضانة الأولاد، ويرفض الأخير إعطائها إياهم، فسولت لها نفسها أن تقتلهم انتقاما منه.

و قامت المراة بتبليغ الشرطة أن أطفالها تناولوا حبوب الغلال عن طريق الخطأ، وأودي ذلك بحياتهم، وبالتحقيق حول غموض هذه الواقعة، كشفت الجهات المختصة أن الأم هي وراء تلك الجريمة ، وأمرت النيابة العامة بحبسها مدة أربعه أيام علي ذمة التحقيقات.

وليست هى تلك المرة الأولى والتى نجد فيها ضحايا أنتهاء العلاقات الأسرية بشكل مأساوى سواء تشريد أو قتل أو أنتحار أو مغامرة غير محسوبة تؤدى الى الموت مثلما حدث مع سيدة أكتوبر والتى تدلت بحبل بعدما ربطت نفساها من أعلى لترى بنتيها من بلكونة شقتهم فى الدور الخامس لتسقط قتيلة وتصبح ضحية طليق منعدم المشاعر منعها من رؤية بناتها.

كل تلك المشاكل المترتبة على العلاقة الغير سوية بين الطليقين وما يترتب عليها أيضا من تشوهات أجتماعي يطرح من جديد فكرة فتح بابا للنقاش حول تعديل قانون الرؤية وسد الثغرات فيه، بما يسمح بعلاقة صحية بين الابن أو الابنة ووالديها، سواء الحاضن أو غير الحاضن ، كما نحتاج للتركيز على البعد الأخلاقي في حال الانفصال، وهو أمر يتعلق بكل البشر حيث تغيب كثيرا ثقافة الانفصال، وفهم أن الطفل ليس له ذنب في الأمر.

وفى العام قبل الماضى كان الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء قد أعلن عن ارتفاع نسبة الطلاق بنسبة 14.7 بالمئة عام 2021، مقارنة بعام 2020، وهو ما دفع مصر للتحرّك من خلال وزارة التضامن الاجتماعي لإطلاق مشروع مبادرة مودة تحت رعاية التضامن الجتماعى ، وهى مبادرة تسعى الى وحدة الأسرة المصرية ، والحدّ من نسب الطلاق التي ارتفعت بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة ،  تزويد المقبلين على الزواج بالتأهيل النفسي والاجتماعي .

وكثير من الأمهات والآباء الذين رفعوا شعار«بعد الطلاق أصحاب لا أعداء» ، لدعم فكرة الانفصال الصحى من أجل الأطفال ، ولذلك انطلقت مبادرة «مهمتنا لازم تكمل» وهى تهدف ليكون الطلاق بشكل صحى ومحترم وقائم على التفاهم بين الطرفين لضمان صحة نفسية وبدنية أفضل للأبناء.

الدكتور فيليبس ريسنيك أستاذ الطب النفسي في كلية الطب بجامعة كييس ويسترن ريزيرف، أجرى مقابلات مع آباء وأمهات بولاية اوهايو الأميركية اعترفوا بقتل أطفالهم ، ولأول مرة قام ريسنيك  بنشر مراجعات نفسية لجرائم قتلٍ كان مرتكبوها أحد الوالدين ، حيث أقرّ حينها "أنه حتى عقود من الدراسة لسيكولوجية الأهالي القتلة لم ولن تُطلعك على المغزى الحقيقي وراء سلبهم حياة أطفالهم". كما يرى ريسنيك "أن الدوافع لن تتضح وأن الجرائم لن تتوقف عن الحدوث أبداً".

وريسنيك، قام بتصنيف الأهالي القتلة إلى 5 فئات وهم أن أحد الوالدين يعاني من نوبة ذهانية حادة ، وقتل الطفل بسبب الإهمال أو التمادي بالضرب ، أحد الوالدين يرغب بقتل طفل غير مرغوب فيه، خاصةً في حالات الحمل خارج إطار الزواج ، أو أن أحد الوالدين يتصرف بدافع الانتقام من الشريك أو شريكة الحياة السابقين ،  وبالتالى قتل الطفل اعتقاداً أن الموت من مصلحته، وأنه خلاص له من الشر والبلاء.

ترشيحاتنا