يا نجوم العوالي يا بعيدة يا أنس الليالي .. دوزي للغوالي تنهيدة توصفلهم حالي.. كانت هذه كلمات الأغنية التي كان من المقرر أن يقدمها المطرب والملحن الليبي العالمي ناصر المزداوي، وبطريقة درامية ذهبت لـ عمرو دياب ليصل بها للعالمية، ولكن كيف تحولت من ناصر لـ عمرو، ولماذا أصبحت أغنية مصرية بعدما كانت بكلمات ليبية.

الجميع يستمع لصوت عمرو دياب، في أغانيه عادة ويقول "الله يا هضبة"، "عالمي يا عمرو"، ولكن لا يوجد من يذكر من يقف وراء نجوميته، أو مين يصنع أعماله التي تصل به للعالمية، بالتأكيد صوته وحضوره يصنعان الفارق دائما لأي عمل، لكن في نفس الوقت لم تصل كل أعماله للعالمية .. إذًا هناك من كان لهم دور كبير في نجوميته.

ناصر المزداوي

لعل أولى خطوات عمرو دياب للخارج، والأغنية التي استمع لها العالم كله بصوت الهضبة كانت نور العين .. وتناقلها الجميع واستمع لها الشباب ورقصوا على ألحانها دون أن يسأل أحد منهم: من هو ملحن هذه الأغنية؟، أو أي سؤال آخر عن صناعها، وكان الجميع يكتفي بنسبها للهضبة.. واليوم وبعد 25 عامًا من طرحها، نتحدث عن ملحنها وأين ذهب الآن؟، ولما لا يخرج في الإعلام ويتحدث عن أعماله؟، ولماذا اختفى وغاب بعدها الملحن والمطرب ناصر المزداوي عن مصر؟.

بدأ القدر يسوق الأغنية ويحرك مصيرها وكيانها ويغير هويتها عندما قرر عمرو دياب إنتاج ألبوم بعنوان "الغربة 2" لصديقه المطرب الليبي ناصر المزداوي، والذي كان قد اشتهر وقتها بطرحه ألبوم "الغربة" عام 1975، باعتباره مثله الأعلى وأنه من جمهوره، وبدأ فعليا ناصر في اختيار كلمات الألبوم.

وفي إحدى زيارات عماد دياب -شقيق عمرو دياب- لـ ناصر، سأله عن الأغاني التي سيضمها لألبومه، وأخبره وقتها أن لديه أغنيتين هما: يا نجوم العوالي ويا نجوم الليل إضويلي، وكانت تسيطر فكرة الغربة على كلمات أعمال المزداوي، وقتها طلب عماد دياب منه تغيير كلمات يا نجوم العوالي، وجاء له بعد يومين فقط ليستمع لها ولكن بكلمات جديدة، كانت تقول : حبيبي يا نور العين يا مخلي مكانك .. لا عارف ديارك وين ولا عارف عنوانك، وهي تتناول فكرة السفر والترحال والغربة، وفرح بها شقيق الهضبة وقتها.

وكان ينتظر ناصر وقتها البدء الفعلي في تنفيذ الألبوم، ولكن حدث ما لم يتوقعه ناصر، وهو أن عمرو دياب استمع بالصدفة للأغنية من شقيقه عندما كان يدندن بها، وعندما سأله عن هذه الأغنية أخبره أنها لـ المزداوي، وعلى الفور اتصل الهضبة به وطلب منه الأغنية، ورغم أنه كان قد انتهى من تسجيل أغاني ألبومه بالكامل قرر فتح الاستديو خصيصا لها، وكتب أحمد شتا كلماتها، وجاءت معبرة وبسيطة، ورغم ذلك صعد بها اللحن للعالمية، وفتحت الطريق للهضبة لنيل الجوائز الكبيرة ووضعته على طريق العالمية أيضًا.

والمعروف أن أغنية نور العين صدرت عام 1996، وحصلت على عدة جوائز عالمية وعربية، أبرزها جائزة أوسكار الحلم العربي، وجائزة ورلد ميوزيك أوورد، ونال عنها دياب أيضا جائزة أفضل مطرب، ونالت جائزة أفضل أغنية في مهرجان أبوظبي الأول للموسيقى العربية بالإمارات عام 1997، كما نال الهضبة جائزة الأسطوانة البلاتينية للمره الخامسة في مشواره عن ألبوم "نور العين" عام 1998، كما تم تقديم لحنها بعدة لغات في عدد كبير من الدول.