أخر الأخبار

يوميات حمدى وحميدة فى قطار الشرق.. «حمدى مغمى عليه»

تعبيرية
تعبيرية

 

حمدى وحميدة زوجين غير سعداء اطلاقا عايشين مع بعض يوميات صعبة جدا من أجل السعى على لقمة العيش ولكنهم يحولون شقاؤهم الى سعادة بأقل الأشياء ، فهما يعملان فى بيع الخضار، حيث يحملان الكثير من "صررأوبؤج" الجرجير والشبت والبقدونس والفجل والكرات والكرفس والكسبرة والبصل الأخضر، نعم هم يتاجرون فى تلك الأصناف فقط لأنها منتجات قريتهم ويعرفون كيف يحافظون عليها طازجة ونضرة من خلال لفها فى شكاير الخيش المبلل بالماء ويحملون معم زجاجات المياه ويرشون منها على الخيش من وقت الى آخر للأبقاء على خضرواتهم دون تلف ، وبملابس الشقا وهى مخصصة للسفر والعمل اليومى وأهل الريف يسمونها "الخلعة" ، يحملون بضاعتهم الى محطة قطار المدينة التابع لها قريتهم بالشرقية والتى تشتهر بزراعة تلك الخضروات لينقلوها الى سكان القاهرة عبر قطار الشرق فى رحلة تبدأ من بعد الفجر مباشرة وتنتهى بإنتهاء كل ما لديهم من بضاعة أو على الأقل أغلب ما لديهم  ، وعند عودتهم وقبل التوجه الى منزلهم تذهب حميدة برفقة زوجها حمدى ليدفعوا جزء من الحساب ويحجزوا بضاعتهم لليوم التالى ، وبرغم صغر سنهم إلا أن لديهم من الأطفال خمسة أى بمعدل طفل كل سنة وهى عدد سنوات زواجهم ، وحميدة شابة تبعد عن الجمال مسافة مابين المشرق والمغرب وصاحبة جسم نحيل جدا ولكنها فتاة قوية وحنونة وجدعة وتتمتع بكثير من الذكاء الأجتماعى، أما زوجها حمدى ليس له علاقة بالبشر فى كل شيئ وهوصاحب جسم ضخم ورأس منتفخ وأصداغ متدلية ، وتصرفاته بحجم جسده حادة وعنيفة ويتمتع بقسط وافر من الحماقة ، وكثيرا ما يقع فى مشاكل وتنقذه منها حميدة بطيبتها ورجاحة عقلها ، وحمدى كثيرا ما كان يمارس غباؤه وعنفه على حميدة نفسها حيث انه وحيد أبويه وفشل فى التعليم وفشل أيضا فى أن يكون معاونا لأبيه صاحب جرار لحرث الأراضى ، وحميدة لا ترى من الحياة ولا فى الحياة رجلا غيرحمدى ودائما ما تقول عنه برضا وفخر "راجلى وأبو عيالى وسندى فى دنيتى المايلة" وربما مادفع بحميدة الى كل هذا الرضا عن حمدى لأنها يتيمة وليست لها أخوة رجال حيث أن أسرتها مكونة من أم كفيفة مقعدة وثلاث أخوات بنات هى أكبرهن وجميعهن يعشن مع جدهن للأم ، ورغم ظروفها المادية الصعبة جدا التى عاشتها قبل الزواج ومستمرة معها بعد الزواج الا انها تعيش الحياة بحب ، فهى صاحبة صوت وأداء غنائى جيد وكثيرا ماكانت تدندن فى القطارفتشيع جو من المرح والبهجة فى رحلة قطار يومية صباحية تمتلئ بالموظفين والباحثين عن لقمة العيش مبكرا ، وحميدة وحمدى يومياتهم مليئة بالكثير من المواقف.

حمدى مغمى عليه

صرخت حميدة مستغيثة بالواقفين على الرصيف منتظرين قدوم قطار الخامسة صباحا ليتوجهوا الى عملهم، و ألتفوا جميعهم حول حمدى المغمى عليه والممد وسط خيش الخضار محاولين افاقته دون معرفة سبب اغمائه، وبعد محاولات ورش المياه على وجه حمدى من زجاجات المياه المخصصة للخضار وفرك حميدة لبصلة فى أنفه .. فاق حمدى أخيرا .

بمساعدة الركاب والتى تعتبرهم حميدة أسرتها حيث تمضى بصحبتهم وقتا طويلا من خلال رحلتها اليومية معهم فى نفس القطار، قامت حميدة بلملمة بضاعتها و كان القطار على وشك دخول الرصيف ، أنتظر سائق القطارالمعجب بكفاح حميدة وحمدى قليلا حتى تستطيع حميدة وبمساعدة محبيها من الركاب بحشر كل البضاعة وحشر حمدى أيضا حيث أن قواه لا تساعده هذه المرة بالقفز كالمعتاد داخل القطار حاملا معه الكثير من البضاعة ، وصفر ناظر المحطة ليأذن للقطار بالأنطلاق وسط دعوات الركاب لحمدى بالشفاء وتبدأ حميدة برفقة حمدى رحلتهم اليومية لبيع خضرواتهم.

 

 

ترشيحاتنا