«تاج».. أفسد خلطة تامر السحرية لدخول عالم الخوارق

تامر حسني
تامر حسني

 

 

 

بنى تامر حسني دعايته لأحدث أفلامه "تاج" الذي يعرض تجاريا في موسم عيد الأضحى السينمائي على أنه يعيد تقديم البطل الخارق بصورة أكثر إبهارا عما سبق تقديمه سينمائيا من قبل، وأنه يقدم أول بطل عربي خارق في السينما مما رفع سقف التوقعات لفيلم أكشن توفرت له ميزانية ضخمة، حسبما صرح صانعوه خصصت في أغلبها لأعمال الجرافيك، إلا أن جمهور الفيلم تعامل معه على أنه أحد أفلام الكوميديا، حيث ضجت القاعات بالضحك في مشاهد كثيرة ابتعدت عن تيمات وإفيهات مكررة.

 

ويحسب للفيلم الذي كتبه ووزع موسيقاه وقام ببطولته تامر حسني أنه لايت كوميدي اجتماعي بعيدا عن تصنيفه كأكشن أو بطل عربي، وهو النوع الأكثر جاذبية للمشاهد عن تلك التي تعتمد على شكل بطله وبنيانه الجسماني التي صاحبت موجات الكوميديا على مدار سنوات، كالبطل ثقيل الوزن أو طويل وقصير القامة إلى جانب الإعاقة بأشكالها المتنوعة سواءا الحركة أو النطق أو العقل وجسدها علاء ولي الدين، محمد هنيدي ، هاني رمزي، ومحمد سعد.

 

وهو الجيل الذي قاد موجة الكوميديا في العقدين السابقين، فيما تمثلت عند أجيال سابقة في الحول والكرش والضحكة الرقيعة والاستظراف والفم الكبير وجسدها عبد الفتاح القصري وحسن فايق وإسماعي ياسين وسمير غانم، كما كانت الكوميديا في السينما المصرية والعالمية تعتمد على الألفاظ في الكثير من الأحيان كما هو حال النكت المتوارثة لأجيال.

حاول تامر حسني أن يكون بطله "تاج" قريب الشبه لمجتمع يعاصره في ملبسه ومنزله وطريقة كلامه، بعيدا عن سينما الكومباوندات التي تمثل خيال علمي لتلك الفئة من الجمهور، إلا أن المباشرة الفجة في الحوار أفسدت الكثير من خلطة تامر السحرية، فقد اعتمد في حواره مع ذاته ومع الآخرين على تكرار جملا كانت واضحة جدا من خلال الصورة، خاصة في حواره مع عمرو عبد الجليل "الذي يمثل الجانب الأمني".

فكانت الكلمات أضعف مافي المشاهد التي جمعتهما حتى تصل رسالة الوطنية للمشاهدين، أيضا مشاهده مع مدير دار الأيتام "محمد أبو داود" ، ومشاهده مع زميله المدرس في أول اجتماع عمل له في المدرسة، ربما أبرز المشاهد التي خرجت عن المباشرة كانت مع دينا الشربيني "زميلته في المدرسة وحبيبته بعد ذلك" التي جاء وجودها لطيفا جدا في الأحداث، نفس الأمر حدث مع هالة فاخر التي يعاملها كأمه التي حرم منها.

 

جمع الفيلم بين مشاهد بائسة تنبع من انتمائه لدار أيتام بما يتبعها من استهزاء البعض منه وحرمانه من والديه، وأخرى تبرز تفوقه ونبوغه الذي يخلق عداوات لا مبرر لها، ثم الخيال العلمي التدريجي الذي يبدأ باكتشافه قدراته الخارقة مرورا بالسفينة الفضائية التي يتم حبسه بها، ثم صراعاته مع توأمه الخارق "هارون" الذي يجسد قوى الشر في الأحداث، يتخللها دور السوشيال ميديا في صناعة البطولات والأبطال ملتحمة بقصة رومانسية تشع بهجة طوال الأحداث.

 

الفيلم خفيف ومناسب لأجواء العيد ومن المنتظر أن تكون له أجزاء تم الإعلان عنها خلال عرض الفيلم على لسان بطله تامر حسني في مشهدين مختلفين، وهو ما سبق أن فعله تامر حسني في فيلم "عمر وسلمى" ليدخل في رهان جديد بأعمال قام بكتابتها ، خاصة وأن الفيلم عرض في موسم كوميدي صريح يتنافس فيه مع فيلم بيت الروبي مع كريم عبد العزيز وكريم محمود عبد العزيز ونور، وفيلم البعبع مع أمير كرارة وياسمين صبري، وفيلم مستر إكس مع أحمد فهمي.

 

يشارك في بطولة فيلم تاج دينا الشربيني، هالة فاخر، عمرو عبد الجليل ، أحمد بدير، محمد أبو داود، قصة وسيناريو وحوار وموسيقى تامر حسني، وإخراج سارة وفيق، وآخر أعمال تامر السينمائية كان فيلم "بحبك" من تمثيله وتأليفه وإخراجه، وشارك في بطولته هنا الزاهد وحمدى الميرغني ومدحت تيخة وهدى المفتي، أحمد عزمي، وتميم عبده.

 

ترشيحاتنا