إضافة «جبانة الشاطبي» للخريطة السياحية بالإسكندرية

صورة موضوعية
صورة موضوعية

يفتتح د. مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للإثار في الخامسة من مساء اليوم الإثنين  ٨ مايو الجاري جبانة الشاطبي بمنطقة آثار الشاطبي وذلك بعد انتهاء جمعية الآثار بالإسكندرية من مشروع ترميمها وحمايتها وتطويرها، وذلك بتمويل من مؤسسة لفنتيس A. G. Leventis القبرصية وذلك تحت إشراف المجلس الأعلى للآثار.
 
يحضر الافتتاح اللواء محمد طاهر الشريف محافظ الإسكندرية وعدد من السفراء ود. أيمن عشماوي رئيس قطاع الآثار المصرية ود. قطب فوزي رئيس الإدارة المركزية لآثار وجه بحري وسيناء ود. خالد أبوالحمد مدير عام آثار الإسكندرية ود. مني حجاج أستاذ الآثار بجامعة الإسكندرية ورئيس جمعية الآثار بالإسكندرية فضلا عن عدد من المسئولين البارزين بدولة قبرص ومسئولي جمعية الآثار بالإسكندرية.
 
وكان د. مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار قد أوضح أن المشروع استهدف إنقاذ الجبانة الأثرية من ارتفاع منسوب المياه الجوفية بها وعوامل التعرية الناتجة بمرور الزمن مؤكدا على أهمية هذا المشروع، خاصة وأنه سيضيف موقعا أثريا هاما للخريطة السياحية بمحافظة الإسكندرية، بما يمثل نقطة جذب جديدة ومتميزة.
 
ومن جانبها قالت د. مني حجاج أستاذ الآثار بجامعة الإسكندرية ورئيس جمعية الآثار بالإسكندرية ومدير مشروع تطوير جبانة الشاطبي، أن المشروع بدأ في عام 2020، حيث شمل أعمال ترميم الجبانة والتي تضمنت التحكم فى منسوب المياه الجوفية واستكمال الأجزاء المتهالكة من الجبانة بمونة طبيعية من نفس طبيعة الأثر ودعم الصخرة الأم، بالإضافة إلى أعمال تطوير ورفع كفاءة الموقع بشكل عام والتي شملت إعداد الموقع للزيارة من حيث رفع كفاءة الخدمات المقدمة به وتزويده بلافتات إرشادية ومعلوماتية لتعريف الزائرين بالموقع وتاريخه. 
 
كما تم إنشاء مركز للزوار مزودا بوسائط إلكترونية تحتوي على مادة علمية عن تاريخ الإسكندرية عامة وجبانة الشاطبي خاصة، كما تم إعداد سيناريو عرض لمتحف أثرى مفتوح في سطح الموقع ومدرجات مكشوفة لعروض تثقيفية وترفيهية، وكافيتريا، كما تم تطوير دورات المياه، وإتاحة الموقع للسياحة الميسرة لذوى الهمم بما يضمن توفير كافة سبل تعتبر من أقدم المواقع الأثرية المكتشفةالإتاحة، فضلا عن تطوير مكاتب الأثريين وغرف التحكم والأمن والتذاكر وبيت الهدايا.
 
أقدم المواقع الأثرية بالإسكندرية
 
يذكر أن جبانة الشاطبي الأثرية تعتبر من أقدم المواقع الأثرية المكتشفة بالإسكندرية، يرجع تاريخها إلى أواخر القرن الرابع وبداية القرن الثالث قبل الميلاد. 
 
تضم الجبانة مقابر الرعيل الأول من المقدونيين والاغريق الذين وفدوا إلى مصر مع الإسكندر الأكبر وبطلميوس الأول، حيث تولوا مهام تأسيس الإسكندرية لتصبح عاصمة لمصر فى ظل حكم البطالمة ومن بعدهم الرومان. 
 
وتظهر فى جبانة الشاطبي أقدم الابتكارات الفنية والمعمارية للإسكندرية التى تعبر عن نشأتها كمدينة كوزموبوليتانية امتد عطاؤها العلمى والفنى لجميع دول وحضارات حوض البحر المتوسط.
 
تتضمن جبانة الشاطبي أقدم مقابر أثرية بالاسكندرية حيث يبدو أنها شيدت بعد تأسيس المدينة مباشرة عام 332 ق.م. ويمكن للزائر أن يلمح تطور معمار المقابر في تلك الجبانة بداية من آبار الدفن مرورًا بممرات الدفن وحتى ما يعرف "بالهيبوجيوم" وهي عبارة عن مجموعة من الحجرات الواقعة تحت الأرض والمنحوتة في باطن الصخر تفتح على مساحة مفتوحة والتي كان يقام فيها الطقوس الجنائزية. وكان البعض من تلك الحجرات تضم توابيت ضخمة على شكل أسرّة تسمى "كليني" وهي كلمة يونانية تعني سرير، ولكن أغلب الدفنات كانت تتضمن "لوكولي" وهي عبارة عن فجوات مستطيلة منحوتة في الجدران. وكانت أغلب الدفنات تتضمن تلك الكوة التي تحتوي على جرار تضم رفات الموتى بعد حرقها وهي العادة التي جاءت إلى مصر من اليونان.
 
ويمكن لزوار المنطقة أن يروا بقايا الهيبوجيوم الذي يرجع لحوالي عام 280 ق.م، والذي يبدو أنه كان يخص عائلة واحدة كبيرة والذي توسع لتتوارثه عدة أجيال. وعلى الرغم من أن مناظر الجدران ليست في حالة جيدة من الحفظ، إلا أن ما تبقى منها يعطينا فكرة على ما كانت عليه المناظر من روعة في السابق، حيث كانت أغلب الجدران منحوتة تضم أفاريز وأعمدة ونوافذ وهمية مسمطة. أما المناظر فكانت تعلق بين أعمدة الساحة وتمثل طيور محلقة في السماء الزرقاء في محاكاة للطبيعة المفتوحة.  
 
أما الكليني الخاص بالهيبوجيوم فكان منحوتًا في الصخر على شكل سرير منفذًا بدقة عالية تظهر كل أجزاء السرير بما في ذلك المراتب والوسائد، والتي تعكس صورة رمزية للموت كنوم طويل. كما استخدمت تلك الأسرة المنحوتة في مناسبات المآدب كي يتمتع المتوفى بمتع الحياة بعد موته مما يحول المقبرة إلى منزل الأبدية.
 
 

ترشيحاتنا