الفرار من الموت فى الداخل الى الموت بعيدا عن الوطن .. حكاية على الحدود

حكاية على الحدود
حكاية على الحدود

 

 

بدأ الصراع بين الفصيلين العسكريين في العاصمة الخرطوم (  قوات الدعم السريع وجيش السودان ) حيث تقطعت السبل بالسكان والتزموا في منازلهم في ظل القصف والمقاتلين الذين يجوبون الشوارع وامتد الصراع منذ ذلك الحين إلى مناطق أخرى تشمل إقليم دارفور.

والسودان تحدها مصر من الشمال وليبيا من الشمال الغربي وتشاد من الغرب وجمهورية أفريقيا الوسطى من الجنوب الغربي وجنوب السودان من الجنوب وإثيوبيا من الجنوب الشرقي وأريتريا من الشرق والبحر الأحمر من الشمال الشرقي.

وعلى الحدود تنسج العديد من القصص والحكايات المؤلمة لأشخاص وجدوا أنفسهم بين عشية وضحاها فاقدين كل شيئ حتى الأمل فى الحياه ، والكثير منهم يتملكه اليأس والأحباط بعدما القى به القدر الى المجهول حيث لا مسكن ولا مأوى ولا اموال ولا طعام أى انها حياة بلا حياة او ان شئت فهى حياة بطعم الضياع .

وعلى حدود السودان الشقيق المترامية ، نجد رائحة الموت وفى نفس الوقت تولد الحياة من أرحام القلق والتوتر والخوف ، ونجد أيضا العديد من الدول التي تستضيف الوافدين الجدد، ومن بينها تشاد، لديها مشاكلها الخاصة، مثل: نقص الغذاء، والجفاف، وارتفاع الأسعار، وهو ما خلق أزمة إنسانية خارج حدود السودان تحاول الوكالات الدولية جاهدة لاحتوائها.

فنجد الدكتور معاوية سيف الدين يصطحب أبناءه إلى الميناء البري، ليستقل الحافلة متجهاً إلى مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، أقرب الولايات للعاصمة السودانية الخرطوم والتى سبقه اليها أبوه واخوته

وفرح الأب قوم أبنه ليفجأ باتصال من حفيدة يخبرة ان أبوه الدكتور معاوية قد أصيب باطلاق نارعلى فخذه من أحد المتقاتلين خلال محاولته حجز تذاكر الباص، وحاول المصاحبين له فى الميناء نقله الى المستشفى ولكن كل المستشفيات خارج الخدمة بسبب أنقطاع الخدمات ، وظل معاوية ينزف الى أن فارق الحياة

ومن مخيم للاجئين في شرق تشاد النائي، تصاب آمنة مصطفى بتقلصات وألام الولادة، كما تتورمت قدماها بسبب ارتفاع درجات الحرارة وكانت آمنة (28 عامًا) قد فرَّت من قريتها في السودان ضِمن آلاف الأشخاص الذين فروا من بلادهم منذ بدء القتال ، و زوج آمنة يبنى كوخًا من العِصي والحبال لإيواء المولود المنتظر.

وقالت آمنة "لا أعرف ماذا أفعل فسمعت أن هناك قابلات، لكن منذ أن لجأنا إلى هنا، أنجبت العديد من النساء دون مساعدة طبية وأنتظر دوري" وآمنة ليست السيدة الوحيدة فهناك ثماني نساء أخريات وضعن دون مساعدة في المخيم بقرية الكفرون حيث تصل درجات الحرارة إلى 45 درجة مئوية.

وقالت عائلة فارة من السودان إنها من بين آلاف العالقين على الحدود مع مصر، لأن السائقين يطالبون بمبلغ 40 ألف دولار لاستئجار حافلة للسفر عبرها حيث يُسمح فقط للأشخاص الذين يسافرون في حافلات ويحملون تصاريح خاصة بعبور الحدود بينما يُمنع العبور سيرا على الأقدام.

ويقول أحد النازحين السودانيين الذي نجحوا في الوصول إلى القاهرة، إن «الرحلة من الخرطوم إلى معبر (أرقين) تتجاوز الـ12 ساعة بالحافلات، لأن بعض الكباري (الجسور) مغلقة والطرق وعرة... ومن المعبر إلى مدينة أسوان المصرية نحو 3 ساعات».

ومن وادي حلفا في السودان، قال وهو ياسين شاببالغ من العمر 33 عاما، أن أسرته المكونة من أمه وثلاث أخوات بنات قد عبروا الحدود الى أسوان وبقى هو ينتظر حتى تفتح القنصلية أبوابها بعد انتهاء الأجازات ليحصل على تأشيرة دخول لمصر وتحدث عن مرضه ونفاذ الدواء منه حيث أنه مريض بالصرع.

وما بين الهروب من الرضاء الى الجحيم يقبع السودانيون على الحدود منتظرين الفرج من خلال قرارات تعطيهم طوق النجاة والفرار من الموت الى الحياة مرة أخرى.

ترشيحاتنا