ابن ماجه والحجاج ابن يوسف الثقفى .. توفيا 13 رمضان وكلاهما خدم الأسلام على طريقته

ابن ماجه
ابن ماجه

 

ابن ماجة محدِّث ومفسر ومؤرخ مسلم، وأحد الأئمة في علم الحديث ومدحه الكثير من العلماء لأسهاماته وخدمته بعلمه فى حياة المسلمين وتوفى فى مثل هذا اليوم الثالث عشر من رمضان ، والحجاج بن يوسف الثقفى واحدا من أهم الحكام المسلمين شراسة ودموية وكرما وجودا وقد جمع بين متناقضات كثيرة أختلف عليها العلماء مابين مع أو ضد وتوفى فى مثل هذا اليوم الثالث عشر من رمضان أيضا ،  وكلاهما ابن ماجة والثقفى خدما الأسلام كل على طريقته وجمع بينهما أيضا يوم الوفاة.

ابن ماجه

أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه الربعي القزويني المولود عام (209 هـ - 824م) هو محدِّث ومفسر ومؤرخ مسلم، وأحد الأئمة في علم الحديث من أهل قزوين، مولده ووفاته فيها ، وصنف كتابه (سنن ابن ماجه) كأحد الكتب الستة المعتمدة عند أهل السنة والجماعة وله (تفسير القرآن) وكتاب في (تاريخ قزوين).

توجه الإمام ابن ماجه إلى مجالس العلم في سن مبكرة، حتى أحس بضرورة الرحيل لتحصيل العلم، فهاجر إلى العديد من البلاد كالشام والكوفة، ودمشق، والمدينة المنورة ومكة، ومصر وغيرها من الأمصار متعرفًا ومتطلعًا على العديد من مدارس الحديث النبوي الشريف، فأتاحت له الفرصة أن يلتقي بعدد من الشيوخ في كل قطر وفي كل بلاد ارتحل إليها.

تتلمذ على يده: ابن سيبوية ومحمد بن عيسى الصفار واسحاق بن محمد وعلي بن إبراهيم بن سلمة القطان وأحمد بن إبراهيم وسليمان بن يزيد القزويني وأحمد بن روح البغدادي وغيرهم من مشاهير الرواة أقوال العلماء فيه:

قال الحافظ شمس الدين الذهبي :

«قد كان ابن ماجه حافظا ناقدًا صادقًا، واسع العلم، وإنما غض من رتبة سننه ما في الكتاب من المناكير»

قال الحافظ ابن كثير:

« محمد بن يزيد بن ماجَهْ، صاحب كتاب السنن المشهورة، وهي دالةٌ على عمله وعلمه، وتبحره واطلاعه، واتباعه للسنة النبوية في الأصول والفروع، ويشتمل على اثنين وثلاثين كتابًا، وألفٍ وخمسمائة بابٍ، ويحتوي على أربعة آلاف حديثٍ، كلها جِيادٌ، سوى اليسير»

الحجاج بن يوسف الثقفى

ولد الحجاج بن يوسف الثقفي في سنة (41 هـ = 661م) فى الطائف ، ونشأ بين أسرة كريمة من بيوت ثقيف، وكان أبوه رجلا تقيًّا ، يعلم أبناءها القرآن الكريم دون أن يأخذ عليه أجرا.

وحفظ الحجاج القرآن على يد أبيه ثم تردد على حلقات أئمة العلم من الصحابة والتابعين، مثل: عبد الله بن عباس، وأنس بن مالك، وسعيد بن المسيب، وغيرهم، ثم اشتغل وهو في بداية حياته بتعليم الصبيان، شأنه في ذلك شأن أبيه.

لفت الحجاج بن يوسف الثقفي أنظار الخليفة عبد الملك بن مروان، ورأى فيه شدة وحزما وقدرة وكفاءة، وكان في حاجة إليه؛ حتى ينهي الصراع الدائر بينه وبين مروان بن الحكم بالخلافة، فنجح في استعادة مصر من قبضة ابن الزبير، ثم توفي تاركا لابنه عبد الملك استكمال المهمة، فانتزع العراق، ولم يبق في يد عبد الله بن الزبير سوى الحجاز؛ فجهز عبد الملك حملة بقيادة الحجاج؛ للقضاء على دولته تماما.

حاصر الحجاج مكة المشرفة، وضيّق الخناق على ابن الزبير المحتمي بالبيت، ولم تستطع الدفاع عن المدينة المقدسة التي يضربها الحجاج بالمنجنيق دون مراعاة لحرمتها وقداستها؛ حتى تهدمت بعض أجزاء من الكعبة، وانتهى القتال باستشهاد ابن الزبير والقضاء على دولته، وكان من أثر هذا الظفر أن أسند الخليفة إلى الحجاج ولاية الحجاز مكافأة له على نجاحه، وكانت تضم مكة والمدينة والطائف، ثم أضاف إليه اليمن واليمامة فكان عند حسن ظن الخليفة وأظهر حزما وعزما في إدارته؛ حتى تحسنت أحوال الحجاز، فأعاد بناء الكعبة، وبنى مسجد ابن سلمة بالمدينة المنورة، وحفر الآبار، وشيد السدود.

ثم صار الحجاج واليا على العراق وفي الفترة التي قضاها في ولايته على العراق قام بجهود إصلاحية عظيمة، ومن أعظم الأعمال التي تنسب إلى الحجاج اهتمامه بنقط حروف المصحف وإعجامه بوضع علامات الإعراب على كلماته، وذلك بعد أن انتشر التصحيف؛ فقام “نصر بن عاصم” بهذه المهمة العظيمة، ونُسب إليه تجزئة القرآن، ووضع إشارات تدل على نصف القرآن وثلثه وربعه وخمسه، ورغّب في أن يعتمد الناس على قراءة واحدة، وأخذ الناس بقراءة عثمان بن عفان، وترك غيرها من القراءات، وكتب مصاحف عديدة موحدة وبعث بها إلى الأمصار.

ويعتبر الحجاج شخصية خلافية، فمنهم من يلعنه ومنهم من يمتنع عن ذلك بحجة أن الرجل قضى على الانشقاق في الدولة الإسلامية ومنع ازدواجية الخلافة.

ويروى أن عبد الملك بن مروان قال للحجاج في ساعة صفاء: صف لي نفسك، فرد عليه قائلا "أنا حقود حسود ولا أعرف رجلا أشد مني إقداما على الدم..".

وقال ابن كثير في مقدمة المؤرخين القدماء الذين حاولوا إنصاف الحجاج؛ فيقول: “إن أعظم ما نُقِم على الحجاج وصح من أفعاله سفك الدماء، وكفى به عقوبة عند الله، وقد كان حريصا على الجهاد وفتح البلاد، وكانت فيه سماحة إعطاء المال لأهل القرآن؛ فكان يعطي على القرآن كثيرا، ولما مات لم يترك فيما قيل إلا 300 درهم”.

ذكر أهل التاريخ من المؤرخين أنّ الحجاج قد قتل بالفعل عدداً من الصالحين، فقتل من التابعين سعيد بن جبير، وعبد الله بن صفوان، ومحمد بن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنهم ومن الصحابة فقد قتل عبد الله بن الزبير بن العوام -رضي الله عنهم

و بقي الحجاج مريضاً لمدة خمسة عشر يوماً بمرض غريب ونادر قالو عنه العلماء وقتها انه مرض ( الأكلة)، وتوفي سنة 95هـ

ترشيحاتنا