درجات حرارة مرتفعة يشهدها فصل الشتاء هذا العام مقارنة بمعدلات الحرارة في مثل هذا التوقيت من العام، بالإضافة إلى تلاشي فرص سقوط الأمطار على أغلب الأنحاء، الأمر الذي أثار الجدل حول الأمر بين الناس وعلى مواقع التواصل، فهناك من يرى أن هذا يبشر بصيف قادم أشد حرارة، والبعض أعتقد أن هذا الإرتفاع الذي نشهده في درجات الحرارة هذه الأيام يعنى انتهاء فصل الشتاء، تحدثنا إلى أحد خبراء المناخ لمعرفة حقيقة هذا الكلام، وماذا يعنى هذا الارتفاع في درجات الحرارة.
دكتور علي قطب أستاذ المناخ بجامعة الزقازيق أوضح أن العالم كله يشهد شتاء دافئ يختلف عن شتاء الأعوام السابقة وليس مصر فقط، ويعتبر تقريبا أسخن شتاء خلال الـ 30 عام الماضية حتى الآن، لأن الشتاء لم ينتهي بعد، حيث درجات الحرارة أعلى من معدلاتها الطبيعية بالنسبة لهذا الوقت من السنة في أغلب أوقات أيام الشتاء بحوالي من 3 إلى 5 درجات على جمهورية مصر العربية، خاصة أثناء الموجات.
لافتا أن هذا مؤشر على أن التغيرات المناخية تلعب دورا في ارتفاع درجة حرارة الأرض، لما يشهده العالم من تأثير على المناطق القطبية الجليدية، وذوبان بعض المناطق من الجبال الجليدية في المناطق الجنوبية، وهو دليل على ارتفاع درجة حرارة الأرض.
معلقا أن ارتفاع درجة حرارة الأرض يختلف من منطقة إلى أخرى، على سبيل المثال قد يرتفع في مصر عن معدلها ثلاث درجات، وفي منطقة أخرى من العالم يرتفع درجة واحدة، ومنطقة غيرهم تنخفض عن المعدل الطبيعي بها درجة، قائلا "ولكن اجمالي المناخ على مستوى العالم يشير إلى استمرار ارتفاع درجة حرارة الأرض".
ويرجع السبب في ذلك كما أشار أستاذ المناخ إلى استخدام الإنسان للعديد من الطاقات البدائية وهي طاقة الوقود الأحفوري، بالإضافة إلى الحرب الدائرة بين الشرق والغرب في روسيا وأوكرانيا، ودول أوروبا وأمريكا وما ينتج عن كل هذا من احتراق في أسلحة وسحابات دخان تنتج عن دمار هذه الأسلحة، بالإضافة إلى التجارب النووية التى تقوم بها الدول الصناعية الكبرى، كل ذلك يؤدي إلى التوقع بالمزيد من ارتفاع درجة حرارة الأرض.
وأضاف أنه بالفعل يشهد المواطن العادي في مصر أن شتاء هذا العام شتاء دافئ، وكميات الأمطار التى تسقط لم تكن حتى الآن حول المعدل الطبيعي لها في مثل هذا الوقت من العام، والأمطار التى تسقط أحيانا تكون عنيفة، وهذا دليل على تأثير التغيرات المناخية على الظواهر الجوية.
واختتم دكتور علي حديثه قائلا "لا توجد علاقة بحثية حتى الآن تربط بين شتاء دافئ وصيف ساخن، فهذه الفصول مرتبطة بالنشاط البشري للإنسان، بدليل أن عام 2019 كان عاما هادئا نتيجة فيروس كورونا، وانخفاض نسبة النشاط البشري الصناعي المتسبب الأول في احداث التلوث البيئي الذي ينجم عنه ارتفاع درجة حرارة الأرض".
اقرأ أيضا : بعد تراجع الغاز.. الشتاء الدافئ ينقذ أوروبا من أزمة الطاقة
