يحتفل العالم اليوم باليوم العالم للغة برايل، والذي أختير لتزامنه مع تاريخ ميلاد "لويس برايل" مخترع هذه اللغة الذي ولد فى 4 يناير 1809، وبدأ الإحتفال العالمي بهذا اليوم في العام 2019 بعد أن تم الإعلان عنه فى نوفمبر من العام 2018 بعد موافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة رسميا على الحدث.
ولد لويس في مدينة كوبفراي شرق العاصمة الفرنسية باريس، وكان قد فقد بصره وهو فى الثالثة من عمره إثر حادث، إلا أن ذكاءه لم يجعله يستسلم لحياة الظلام، واستخدم عصا صممها له والده لتعلم السير والحركة فى شوارع مدينته، واستمر في دراسته كمستمع فقط حتى سن العاشرة، وأرسله والده إلى المعهد الوطني للشباب المكفوفين في باريس، حيث اخترع طريقة برايل وهو في سن الـ 15، وقدمها لأول مرة لأصدقائه في المعهد في 1824.
وأحدثت لغة برايل ثورة كبير فى عالم التواصل في حياة المكفوفين وضعاف السمع، وهى كما أقرتها هيئة الأمم المتحدة، طريقة يستخدمها المكفوفون وضعاف البصر للقراءة، تعتمد على فكرة النقاط الست البارزة، وتمكن الكفيف وضعيف البصر من القراءة والكتابة عن طريق اللمس.
وتقوم "كتابة برايل" على استخدام ست نقاط أساسية، ثلاثة على اليمين وثلاثة على اليسار، ومن هذه النقاط الست تتشكل جميع الأحرف والاختصارات والرموز، ومع تنامي استخدام أجهزة الكمبيوتر في عصرنا الحال، تم تطوير نظام كتابة ثماني نقاط يعمل على أجهزة الكمبيوتر، ليوفر بذلك مجالاً لاستيعاب أكبر عدد ممكن من الإشارات والرموز، ولكن هذا النظام ظل مقتصراً على الكمبيوتر فقط، وقد استفاد المختصون بطريقة "كتابة برايل" باللغة العربية من الأبحاث التي أجرتها الدول العربية في هذا المجال من حيث جعل الكتابة بهذه الطريقة أكثر سهولة لمستخدميها في العالم العربي.
وتختلف الآلة الكاتبة بطريقة برايل عن الآلة الكاتبة النموذجية، وتحتوي أجهزة برايل على 6 مفاتيح مرتبطة بكل نقطة من النقاط الست في خلية برايل، إضافة إلى مفتاح مسافة وزر إدخال ومسافة للخلف.
وأحرف البرايل هي أحرف مستطيلة صغيرة تسمى بالخلايا التي تحتوي على المطبات الواضحة الصغيرة والتي تسمى بـالنقاط المثارة، وتختلف الحروف الهجائية في لغة برايل من لغة إلى لغة بإختلاف أنظمة الكتابة المطبوعة ورموزها، بالاضافة إلى ذلك فإنها تأتي في اللغة الإنجليزية بثلاثة مستويات من الترميز، وفي السنوات الأخيرة، أصبح المزيد من الألعاب متاحًا بطريقة برايل بما في ذلك مكعب روبيك ولعبة الورق الشهير.
ورغم أن الغالبية العظمى من الناس تعتبر برايل لغة قائمة بحد ذاتها، إلا أنها ليست لغة بالمعنى الحرفي، فهى عبارة عن نظام ترميز نافر يساعد على القراءة في العديد من اللغات مثل الإنجليزية والإسبانية والعربية والصينية، وعشرات اللغات الأخرى، حيث تستخدم هذه الطريقة للقراءة من قبل الآلاف من الأشخاص المكفوفين وضعاف البصر في أنحاء العالم في لغاتهم الأصلية.
اقرأ أيضا : لنشر الوعي بحقوق المكفوفين .. جامعة بني سويف تنظيم احتفالية «العصا البيضاء» / أكتوبر المقبل
