الزرنيخ هو من العناصر الطبيعية المكونة لقشرة الأرض وتنتشر انتشارًا واسعًا في البيئة في الهواء والماء والأرض. وهي شديدة السمية في شكلها غير العضوي.
ويتعرض الناس لمستويات مرتفعة من الزرنيخ غير العضوي من خلال شرب المياه الملوثة، واستخدام المياه الملوثة في إعداد الطعام وري المحاصيل الغذائية، والعمليات الصناعية، وتناول الطعام الملوث وتدخين التبغ.
ويمكن أن يؤدي التعرض للزرنيخ غير العضوي لفترة طويلة، بشكل رئيسي من خلال مياه الشرب والغذاء، إلى التسمم المزمن بالزرنيخ. ومن أكثر الأضرار التي ترتبط بمادة الزرنيخ الآفات الجلدية وسرطان الجلد.
توُعَدُّ مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية أحد الأسباب الرئيسية للوفاة والاستشفاء بجميع أنحاء العالم، وفي الوقت الذي تتمثل فيه الدوافع الرئيسية لمقاومة المضادات الحيوية في إساءة استخدامها أو الإفراط فيه، فإن العناصر الطبيعية مثل المعادن الثقيلة كالزرنيخ يمكن أن تعزز أيضًا من مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية مثل البكتيريا الإشريكية القولونية المقاوِمة للمضادات الحيوية والناتجة عن استحدام ماء شرب به زرنيخ
وتعيش البكتيريا الإشريكية القولونية بصورة طبيعية في أمعاء البشر الأصحاء والحيوانات، ومعظم أنواع الإشريكية القولونية غير ضارة، ولكن توجد بضع سلالات خطيرة منها مثل الإشريكية القولونية O157: H7 التي يمكن أن تتسبب في تقلصات شديدة في المعدة وإسهال وقيء، وقد تنجم الإصابة بالإشريكية القولونية من الماء أو الطعام الملوثين بالبكتيريا، خاصةً الخضراوات النيئة، واللحم المفروم غير كامل الطهي.
كما أن الارتباط الإيجابي المكتشف بين التعرض للزرنيخ ومقاومة المضادات الحيوية بين الأطفال في المناطق المتأثرة بالزرنيخ هو مصدر مهم للقلق بشأن الصحة العامة ويستدعي مضاعفة الجهود لتقليل التعرض للزرنيخ.
و سر هذا الارتباط هو أن "المعادن الثقيلة مثل الزرنيخ أكثر استقرارًا من المضادات الحيوية في البيئة، وتستمر في ممارسة ضغط انتقائي على البكتيريا على مدى فترة أطول، ما يؤدي إلى تطور مقاومة مضادات الميكروبات في المجتمع وتوسعها، لذا من المهم احتواء هذا المحرك البيئي لمقاومة مضادات الميكروبات إلى جانب الاستخدام المسؤول لمضادات الميكروبات في الطب والزراعة.
