نائب مستشار الأمن القومي: تضحيات الشعب العراقي هزمت العصابات الإرهابية لداعش 

جانب من الاجتماع
جانب من الاجتماع

أكد الدكتور عصام السعدي نائب مستشار الامن القومي العراقي ان بلاده تعرضت إلى هجمة إرهابية شرسة استهدفت البنية الاجتماعية له واعتدت على مكوناته الأساسية، وارتكبت جرائم بشعة وعمليات تطهير عرقي على أيدي داعش الإرهابي وان جميع هذه الأفعال والجرائم  جرمها  القانون الدولي وكذلك القانون الوطني.

 

واشار  السعدي في اجتماع للجامعة العربية اليوم الاربعاء تحت عنوان " نحو محاكمة مرتكبي الجرائم الدولية من عناصر تنظيم داعش في العراق مسؤولية القيادة وتحديد القادة ودور المقاتلين الأجانب في التنظيم " بالتعاون مع مندوبية العراق لدى الجامعة و مكتب الامم المتحدة بالقاهرة . الى ان اليوم ننطلق  وبكل جدية في عملية تجريم الجناة وتوصيف الجرائم المرتكبة ورد اعتبار الضحايا وفقاً للمعايير الدولية التي أقرتها معاهدات جنيف الأربـع لعام 1949 وكذلك ما جاء  في المواثيق الدولية، كالإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948 والعهدين الدوليين لعام 1966 وعلى هذا الاساس لابـد مـن تكييـف جـرائم تنظيم داعش باعتبارها جرائم إبادة جماعية أو جرائم ضد الإنسانية وتحديد مسؤولية قادة التنظيم وافراده في ارتكاب الجرائم بإعتبار أن الجرائم المرتكبة من قبل داعش الإرهابي تمثل تطوراً كبيراً  مسار الجرائم الخطيرة، 

 

واستطرد السعدي قائلا:الأمر الذي يستدعي تحليلها ودراستها وبيان التوصيف القانوني لها اذ إن الكثير من الأفعال الإجرامية التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي بحـق المواطنين المدنيين وكذلك العسكريين، والتي يدينها القانون الدولي والوطني، مستطردا ً تشكل جـرائم ممنهجة ومنظمة إذ تم فيها إستخدام الأسلحة والمتفجرات ضد المدنيين العزل، وتم إرتكاب جرائم قتل جماعية؛ لإبادة أكبر عدد منهم، وأدت كل هذه الأفعال إلى تهجير أعداد كبيرة من المدنيين، 

وأشار السعدي إلي  تنوع جرائم تنظيم داعش ما بين القتل العمد، والإبادة، والإغتصاب، والإبعاد القسري للسكان، وغيرها؛ مما يجعل هذه الأفعال تقع تحت مفهوم الجريمة الدولية. مؤكدا ان الدور الأساسي في هزيمة داعش والعصابات الارهابية جاءت بأرادة وتضحيات الشعب العراقي واجهزته الأمنية والعسكرية كافة وقوة وتكاتف مكونات المجتمع العراقي في وجـه هذه العصابات.

 

 وقال السعدي قد بذل العراق جهود كبيرة في مقاومة داعش وفكره المتطرف من خلال جملة من الامور منها بناء قدرات الاجهزة الامنية في عمليـات التحـري والقبض على الارهابيين وتطوير مهاراتهم في التحقيق وفق معايير وقواعد حقوق الانسان ، كما تم وضع استراتيجية وطنية لمكافحة التطرف العنيف، واستراتيجية وطنية لمكافحة الارهاب ومكافحـة تمويلـه وتجفيف منابعه والاستفادة من الخبرات المحلية التي اكتسبها في مواجهة هذه التنظيمات " وتتضمن هذه الاستراتيجية ملامح مهمـة علـى كافة الاصعدة الدبلوماسية والامنيـة

 

وقال السعدي هناك تنسيق عالي المستوي مع أجهزة  الامم المتحدة المعنية بمكافحة الارهاب، منها (يونامي) و (UNODC)و(المديرية التنفيذية لمكافحـة الارهاب) .تنفيذ برامج دوليـة لدعم العراق في اعادة الاستقرار المناطق المحررة مـن الارهاب ، وكذلك ابرام العراق العديد من مذكرات التفاهم بين المؤسسات العراقية ونظيراتها الدول الأخرى في مجال مكافحة الارهاب ، وتابع تنفيذ قرارات مجلس الأمن المعنية بتجميد اصول واموال داعش فى جميع الجهات المعنية

 

وقال  السعدي ان اموال الارهابيين ضمن لجنة جزاءات داعش وكذلك في ملف اهم المطلوبين. موضحا ان فريق التحقيق (يونتاد) ساهم في دعم عمل السلطات الوطنية في العديد من المجالات اهمها أعمال التنقيب عن المقابر الجماعية لضحايا داعش ، وساعد في استعادة وتوثيق الأدلة الرقمية على جرائم داعش التي تحتفظ بها السلطات العراقية ذات الصلة ، كمـا دعـم بنـاء قدرات القضاء العراقي في المجالات المتعلقة بالقانون الجنائي الدولي والقانون الدولي الإنساني وزود القضاة العراقيين بالدعم الفني في تطوير ملفات قضايا الجرائم الدولية المرتكبـة مـن جانب داعش في العراق، بهدف محاسبة أفراد داعش على ارتكابهم جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية.

 

وأوضح السعدي أن المرحلة التي اعقبت دحـر داعش تتطلب جهودا حثيثة وتعاونا دوليا لضمان ملاحقة المتورطين والداعمين والممولين لداعش.اذ إن العراق يتطلع إلى بذل المزيد من الجهود للإسراع بالكشف عن الجناة وإحالتهم إلى العدالة.

 

واشار السعدي الي انه ينبغي على المجتمع الدولي زيادة الجهود وفق آليات قانونية لافشال أي خطط للإرهاب ترمي إلى زعزعة السلم والأمن الدوليين منها تنسيق الجهود الدولية في مراقبة المطارات وتجفيف المنابع المالية للتمويل، ورصد وتبادل المعلومات عن تحركات الإرهابيين وتحديد جنسياتهم وضبط الحدود لضمان وقف تدفق العناصر الإرهابية الأجنبية ومراقبة الأساليب والوسائل والشبكات التي تستخدمها المنظمات الإرهابية والعمل على تفكيكها.

 

وفي نهاية كلمته اكد  السعدي ان العراق ملتزم بالتعاون مع فريق التحقيق الدولي للمساهمة في تسهيل عمل الفريـق وإنجـاز مهمته على أكمل وجه وطي صفحة الماضي بأسرع وقت ممكن، مشيرا إلى أن هذه الصفحة لـن تطوى سوى بالكشف عن مرتكبي الجرائم البشعة وتقديمهم للعدالة .