محمد القصبي يكتب:

بالأرقام ...دماغ المصريين مش بخير!    

القصبى
القصبى

 تآلفنا مع القبح.. واختزلنا الدين في نقاب ولحية  وأدعية وأذكار.. وجعلنا من الدجالين مشايخ..واستبحنا ميراث النساء ..وحولنا وزارة التعليم إلى وزارة تلقين..ونصف الخفير الذي تزوج ٩ وأنجب ١٧ بالتقي الورع !!                                      

    - هل يتبنى مؤتمر الحوار الوطني هذا المشروع؟ إنشاء مجلس أعلى للأمن القومي الثقافي برئاسة رئيس الجمهورية
     مهمة المجلس تبني استراتيجية لإعادة هيكلة الدماغ الجمعي على أسس من الاستنارة والتفكير العلمي ..
- المجلس يضم وزارات التعليم والأوقاف والثقافة والرياضة الشباب..

- من الطفولة المبكرة ينبغي البدء في بناء الضمير والوجدان المرهف للجمال والعقل المؤجج بشهوة المعرفةوغرس صحيح الدين.   
.....
كانت هذه رؤيتي التي شرفت بتقديمها خلال ندوة نادي القصة مساء السبت الماضي والتي أقيمت بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية في مركز طلعت حرب الثقافي بالسيدة نفيسة:                            

  - ثمة ظواهر  اجتماعية تطفح من اختلالات ثقافية خطيرة ..تلك الظواهر تمترس الطريق أمام بناء الجمهورية الجديدة ..
وعلينا.. خلال الحوار الوطني دراستها :الجذور ..الأسباب.. المواجهة..
على عجل قدمت رؤيتي تلك خلال الندوة التي حضرها د.عصام شرف رئيس الوزراء الأسبق وشارك فيها لواء محمود متولي ، الأديب سيد نجم..وأدارها الأديب حسن الجوخ..
لكن ..من بين أصدقاء المنصة من رأى أنها مجرد حالات فردية لاتصل إلى حد  نعتها بالظواهر .
فهل أبالغ حين أراها ظواهر خطيرة تهدد المجتمع ..أم أن جاري  على المنصة هو الذي يستخف بتلك الظواهر ..بل ولايرى أية  بوادر لمخاطرها؟!!!                      مصائب قنا وسوهاج
- في قرية الطويلة بالبحيرة قتل شاب أمه في مارس الماضي لأنها رفضت الرضوخ لضغوطه بأن تكتب ممتلكات الأسرة باسمه..سبب رفضها وجود سبع شقيقات له ينبغي أن يحصلن على حقهن الشرعي في الميراث..
وما كان قتلا عاديا..الابن  فصل رأس أمه العجوز عن جسدها .. وألقى بالجثة في مصرف..!
هل تبدو تلك الجريمة البشعة وغيرها حالات فردية كما قال  زميل المنصة؟
فماذا عن تقرير صدر عن وزارة العدل عام ٢٠١٠ ينوه إلى ارتكاب ٨٠٠٠ جريمة قتل سنويا بسبب الخلافات على الميراث..وأن المحاكم تنظر ١٢١ الف دعوى قضائية كل عام تتعلق بالصراعات على الميراث..؟!
ولو كانت حالات فردية فلماذا عرض الأمر على مجلس النواب في ديسمبر عام ٢٠١٧  ليسرع بتعديل القانون رقم ٧٧ الصادر عام ١٩٤٣ بحيث يتضمن توقيع عقوبات على كل من يتلاعب بالمواريث.. حيث تنص المادة ٤٩ بعد التعديلات  على معاقبة كل من امتنع عن تسليم الوارث نصيبه الشرعي بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر وغرامة قد تصل إلى 100 ألف جنيه، كما يعاقب كل من حجب أو امتنع عن تسليم مستند يثبت ميراثاً بالحبس 3 أشهر وبغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه؟!!
في بحثها عن ظاهرة حرمان المرأة من الميراث في الصعيد نوهت د.سلوى محمد مهدي الأستاذة بجامعة قنا إلى أن الظاهرة   منتشرة في محافظات الصعيد..ويصل معدل النساء  المحرومات من ميراثهن في محافظتي قنا وسوهاج إلى ٩٥،٥%..
جاري على المنصة يرى أن هذه حالات فردية ..ويسوق مثلا بزوجته.. ابنة قنا التي حصلت على ميراثها بشكل طبيعي..
وأرى أن حالة زوجته تلك تندرج ضمن ٤،٥% من حالات نساء المحافظتين اللائي يحصلن على   ميراثهن الشرعي  بشكل طبيعي..وليس من ضمن ال ٩٥،٥% اللائي يحرمن من ميراثهن ويلجأ بعضهن إلى القضاء..
فإن كان حرمان النساء من الميراث حالات فردية وليست ظاهرة..فلماذا تلجأ صحيفة قومية بثقل الأهرام إلى نشر تقرير في ٢٨ يوليو ٢٠١٤ عنوانه " الحرمان من الميراث ..وجع في قلب نساء مصر"؟! 
هذا التقرير  يحتشد بأراء علماء دين وباحثين وفقهاء..يؤكدون انتشار تلك الظاهرة، ويستنكرونها لمخالفتها الصريحة لتعاليم الدين..
الرئيس عبد الفتاح السيسي 
خلال أحد المؤتمرات تطرق إلى الحديث عن تلك الظاهرة الخطيرة..حين قال : لا بد من تغيير هذه الموروثات، ويجب أن يكون هناك برنامج متكامل لإعادة رسم الصورة الحقيقية للمرأة لكي تحصل على مكانتها".
       عدو مصر !
-وماذا عن الخفير غ..؟!
تزوج ٩  وأنجب حتى الآن ١٧..وأقول  حتى الآن لأنه مازال في مطلع الخمسينيات.. ويرى أن الدين يبارك فعلته.. ويجد دعما من بعض مشايخنا..فحين توجهت إلى أحد هؤلاء المشايخ وحدثته عن حكاية هذا الخفير ..تطلع إلى في دهشة  وقال: غ هذا تقي ورع!!
الأمر الذي دفعني إلى نشر مقال في جريدة الدستور عنوانه "عدو مصر "..!!
 فهل يمكن تبنيد هذا الخفير  في خانة " حالة فردية" ..؟!
أتذكر ماقاله اللواء أبو بكر الجندي خلال رئاسته للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء..أننا حتى نستطيع الحفاظ على أوضاعنا  الحالية ينبغي أن يصل معدل التنمية إلى ثلاثة أضعاف معدل الزيادة السكانية ..
كان ذلك خلال ندوة شرفت بادارتها وتنظيمها في قاعة مصطفى أمين بدار أخبار اليوم  منذ ٦ سنوات حول الانفجار السكاني..
ولاأظن أن معاجم اللغة يمكن أن تختزن مصطلحا أكثر دقة  لوصف الزيادة السكانية التي تشهدها مصر إلا بكونها انفجارا سكانيا!!.. 
وإلا بماذا نسمي انزلاق
"١٤ طفلا من أرحام نساء مصر  كل ثانية " ؟!!
 خلال لقائها بلجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب في  يناير الماضي قالت د.هالة السعيد: 
- مصر تشهد انفجارا سكانيا بشكل مبالغ جدا، كل عام تستقبل  2.5 مليون مولود،  هذا رقم صعب جدا لا تستطيع أي دولة فى العالم أن تتحمله، نسبة مواليد تعد دولة من المواليد  داخل الدولة..!!!
وماأكثر الدول التي روعها الانفجار السكاني..لكنها بالعلم نجحت في الحد من منه..
 من تلك الدول أندونيسيا التي نجحت في خفض معدلات الزيادة السكانية من 5.6% إلى 2.3%، بنجلاديش من 6.9% إلى 2.1%، تايلاند من 6.1% إلى 1.5%، ماليزيا من 6.4% إلى 2% إيران من 6.5% إلى 2.1%من 
وكما نرى ..من بين هذه الدول دولا إسلامية..لكن على مايبدو أنه لايوجد لديهم مشايخ يرون في الخفير غ شيخا تقيا ورعا ..وأنه ينهج صحيح الدين..!!!! 
     البالوعة المبروكة!!
- يوم ١٠ يونيو الحالي نشرت صحيفة المصري اليوم مقطع فيديو للعديد من أهالي قرية في أدكو وهم يملأون بعض الأواني من مياه بئر مجاري ويغتسلون بها!  ..لماذا؟ لأنها البالوعة المبروكة..
في مياهها شفاء من أمراضهم..!! هكذا ذاع وانتشر الأمر في القرية والقرى المجاورة..
أهي حالات فردية..؟!
٣٢٥ خرافة تستبد بعقول الملايين من المصريين..
عين القط الأسود..الخرزة الملونة..العين اللي فلقت الحجر..!!!!
وبمناسبة العين اللي فلقت الحجر..
عقب صلاة الفجر..كان ذلك منذ عدة أسابيع ..فوجئت بأحد المصلين يصيح : -سمعتوا عن ال٣ اخوات أطباء اللي وقعت عربيتهم في ترعة بالاسماعيلية؟!..
- ايوه ..الله يرحمهم ويصبر ابوهم وامهم..
- عارفين ايه السبب؟ ..اتحسدوا..!!!
٣ اخوات دكاترة..أكيد اخدوا عين ..!!!
حاولت الرد :
-ياباشمهندس...اصل الحكاية ...
- حكاية ايه..العين ياأستاذ محمد فلقت الحجر..!!
هكذا "نورني " جاري ..أن ال
 ٦٤ الف مواطن الذين  يسقطون سنويا مابين قتيل وجريح.. ضحايا حوادث الطرق .. ليس بسبب حماقة السائقين وقيادتهم الجنونية أو تعاطي بعضهم المخدرات..أو سوء الطرق أو التكاتك والموتوسيكلات التي يقودها أطفال دون الثانية عشر ..كل هذه أمور تافهه..أمام السبب المحوري..بل لاسبب سواه:
- العين اللي فلقت الحجر..
!!                                        الدجالون مشايخ!!
وبالطبع ..ودماغ هذا حاله يصبح صيدا سهلا لمولانا الشيخ أبو سفيان المغربي..ومولاتنا الشيخة خديجة اللى بكلمة منها ترجع الحبيب وتقرب البعيد..!!
-أبو سريع ..سائق التوكتوك..أصبح خلال سنوات قليلة..ثريا لديه أكثر من فيلا والعديد من السيارات الفارهة..حين عرف الطريق الصحيح..!!
مبخرة وكم  آية قرانية..وعبارات غير مفهومة..
أدواته تلك جذبت الموجوعين بدنيا أو نفسيا أو اجتماعيا..
ليودعوا بين يديه ملايين الجنيهات على أمل أنه يرجع الحبيب ويقرب البعيد..!!
ويكاد يكون تشخيصه واحدا..خاصة مع النساء..
- جني لابسك..
- والحل..؟
 -حاجات هعملهالك تشربيها..
وبعد استنزاف آلاف الجنيهات منها..دون جدوى..يفاجؤها:
- الجني رافض يطلع ومفيش أمامنا إلا طريقة واحدة
- ايه هي يامولانا؟!
- الجني لابد في الرحم ومش هيطلع إلا بمضاجعتك..!!
- بأيه !!! طيب ..ما انا جوزي..
- جوزك ماينفعش..
- أمال مين؟
- أنا..ومتقلقيش.. هي مرة واحدة وهخلصك من الجني نهائي..
إحداهن ..بعد أن استنزف كل ماتملك ..ثم قدم لها الروشتة الحاسمة " المضاجعة"..هرعت إلى قسم الشرطة وأبلغت عنه..
لكن ماذا عن آلاف النساء اللائي يقعن في الشرك ..ويكتمن السر خوفا من الفضيحة!!
ومن المفارقات أننا نطلق على كل دجال أثيم ..أجل ألقابنا الدينية  : الشيخ..
والبعض يزيد : مولانا الشيخ!!                         تآلفنا مع الزبالة                                                              
وماأكثر الظواهر السلبية ..بل الكارثية التي تطفح من اختلالات في ثقافتنا الجمعية ..
ويقينا تمترس الطريق أمام بناء الجمهورية الجديدة ..الغش في الامتحانات.. وانتشار  القبح في الشوارع إلى الحد الذي- وكما قال أحد أساتذة الفنون الجميلة خلال إحدى ندوات الأخبار المسائي - تآلفنا معها.. ولم نعد نرى في مقالب الزبالة حولنا  مشكلة.. و الفساد في الجهاز الإداري وخارجه " احتلت مصر المركز   ١١٧ من بين ١٨٠ دولة طبقا لتقرير منظمة الشفافية العالمية في برلين  لعام ٢٠٢١ " !!
وثمة قوانين تصدر وجهد فائق يبذل من قبل الرقابة الإدارية ووزارة الداخلية..
لكن القوانين والملاحقات القانونية لايمكن أن يكون لها الكلمة العليا ..
بل الضمير..الانتماء..التمسك بصحيح الدين ..دين الله الذي يشدد على قيم العدل والأمانة والتكافل والتآخي والنظافة والجمال والسلام..
وليس دين مشايخ سلفية البتردولار التي هبت علينا أعاصيره منذ السبعينيات وزنزنت الإسلام في لحية ونقاب وأدعية وأذكار ..وهل  صليت على النبي ..أما الاقتداء بأخلاقياته ..لاشيء.. أما التمسك بحديثه الشريف من غشنا فليس منا ..
لاشيء..
أما قوله الشريف:  والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها ..
لاشيء..
أما التمعن في حديثه الشريف : إنما بعثت لاتمم مكارم الأخلاق.
لاشيء..!!                            نظرة سوداوية!!                   هل تتشح رؤيتي تلك بالسواد؟!!                          هذا مانبهتني  إليه د.غادة المسلمي رئيسة مركز طلعت حرب الثقافي خلال حوار جانبي عقب انتهاء الندوة..وربما هي محقة..لكن ..أليس هذا هو حالنا ؟!  أليس هذا ماتقوله الأرقام ؟  لكن هذا السواد..ليس مدعاة لليأس..خاصة وأنه  يمكن أن ينقشع أمام نور الاستنارة التي ينبغي أن نسعى كي تغمر المجتمع..
ولاأبالغ ان قلت أن ٨٠% من كوارث تفشي تلك الظواهر .. الغش والفساد والدجل والشعوذة. وحرمان النساء من ميراثهن ..والقبح في الشوارع ..سوف تختفي..
مع إعادة هيكلة الإنسان المصري على أسس من الانتماء ..الاستنارة..التفكير العلمي ..
وستبقى قلة شاذة.. بمقدور القانون والقائمين على تنفيذه  التعامل معها بصرامة ..
      إلغاء وزارة التلقين!
فكيف نعيد هيكلة الدماغ الجمعي اتكاء على مرتكزات دينية ووطنية صحيحة؟
ثمة خطوط إنتاج يمكن أن تلعب دورها في هذا الاتجاه..
وزارة التعليم التي ينبغي أن تتحول من وزارة تلقين إلى وزارة معارف.. بحيث تصبح المنظومة التعليمية مفرخة للإنسان المعرفي المؤجج بشهوة المعرفة فيمضي حياته منقبا عن المعلومة ليربطها بغيرها من معلومات ..فيستخلص الرؤى..وفي ظل هذه المنظومة تتحول فصول الدراسة ومن كي جي ون إلى معامل للتفكير والتحليل والاستنباط ..وواحة للارتقاء بملكة التذوق ..فنحسن اختيار مايطربنا من أغاني وأشعار ..ونحرص على جمال شوارعنا ومنازلنا ونرتقي بأناقتنا ..ونحتفي بروح المودة والتعاون في البيت والشارع والعمل ..ولايكون الهدف من وراء امتحان آخر العام ..قياس مدى قوة ومتانة الذاكرة ..بل قياس مدى قدرة الدماغ على أن يرى ويعي ويحلل ويستنبط ..ومدى استشعار ملكة التذوق في الوجدان لجماليات الحياة ..
لو نجحت خطوط الانتاج بوزارة التعليم في  صناعة مثل هذا المواطن..فسوف تبور تجارة مشايخ الجهل ..ولن يكون  من السهل وقوع شبابنا  في شرك شعارهم  : سمعا وطاعة!! 
وثمة خطوة أخرى موازية ..تنطلق من قبل المؤسسة الدينية الرسمية ..الأزهر والأوقاف .. فديننا يحتشد بالكثير من ركائز ثقافة الاستنارة الإيجابية التي ننشدها لإعادة هيكلة الدولة المصرية ..المحبة ..السلام ..التعايش مع الآخر ..وإعلاء قيمة العقل ..
فليت المؤسسة الدينية تخضع مشايخها لدورات تدريبية ..لتعليمهم صحيح الدين..دين العدل والتكافل والتسامح ..دين التفكير العلمي..دين الله..ومالا يقل أهمية كيفية توصيل تلك القيم العظيمة إلى الشارع..عبر المساجد والمدارس والجامعات والإعلام والسوشيال ميديا.. ومؤسسات ومنتديات وزارة الثقافة..
وبالطبع لايمكن تجاهل دور وزارة الثقافة وأيضا وزارة الشباب والرياضة كوسيطين بالغي الأهمية لنقل منتج الفكر المستنير إلى كافة المصريين في المدن والقرى والنجوع..                        
           مجلس أعلى 
و....خطيئة كبرى أن تقع تلك الوزارات وغيرها في شرك الجزر المنعزلة!!
أليس لدينا مجموعة اقتصادية تضم الوزارات المعنية بأمر الاقتصاد  ؟
أليس لدينا مجلس  للدفاع الوطني يضم كافة الجهات  المعنية بحماية  الجغرافية المصرية والمواطن المصري ؟ 
فلماذا لايتشكل مجلس أعلى للأمن القومي  الثقافي برئاسة رئيس الجمهورية ..مجلس يضم في عضويته وزراء التعليم..التعليم العالي الأوقاف ..الثقافة ..الشباب والرياضة..؟
مهمة هذا المجلس وضع استراتيجية لإعادة هيكلة الدماغ الجمعي  على أسس من قيم الانتماء والعدل والأمانة والجمال والنظافة والتفكير العلمي السليم..
على أن تتقدم كل وزارة بخططها في هذا الشأن لتدرس من جانب خبراء وباحثي المجلس..
ويرفع تقرير سنوي إلى رئيس المجلس - رئيس الجمهورية- بالإنجازات وأيضا المعوقات للسعي إلى إزالتها.
..ومن يتقاعس عن تنفيذ دوره في تلك الاستراتيجية الطموحة لايُكتفَى بإقصائه بل وأيضاً.. محاكمته !
لو كان هذا  مصير كل مسئول فاشل ..لاختزل كثيراً طابور المتطلعين إلى المناصب..هؤلاء الذين يعانون من أنيميا في الانتماء والمرجعية المعرفية والرؤى ..ومع ذلك يُسَخِركل منهم سلندراته..كل سلندراته.. لاقتناص المنصب ..دبوساً ذهبياً يلمع في رابطة عنقه..وغالباً ما ينجح!
" ذلك خلل آخر في كافة منظوماتنا..خلل يهدد كل ما يتحقق من إنجازات..الاختيار غير السليم..لمن يجلسون على الكراسي!!!"                          هل نوهت إلى أهمية أن يبدأ تنفيذ تلك الاستراتيجية     من كي جي ون ؟         نعم ..  وماأصدقه من قول هذا الذي توارثناه "وللأسف لانعمل به" :   التعليم في الصغر كالنقش على الحجر"!                      لكن اليابانيين يعملون به..السنوات الأولى من رحلة التعليم " المرحلة الابتدائية " تكرس لبناء الضمير ..وهذا مانوه إليه الأديب سيد نجم خلال عرض مشروعه الثقافي.. منح أهمية كبرى لتنشئة أطفالنا..حتى أنه يطالب بإنشاء مجلس قومي للطفولة..وساق تجربة ماليزيا نموذجا..حيث تم في عهد مهاتير محمد  صانع النهضة الماليزية الحديثة تخصيص ٢١،٥% من ميزانية التعليم للانفاق على التعليم الابتدائي..                            .......
هل يجد اقتراحي هذا... تشكيل مجلس أعلى للأمن القومي الثقافي.. مكانا في أجندة مؤتمر الحوار الوطني..؟!!
 وليست أفكاري وحدي..
ثمة أفكار ومقترحات كثيرة "ومن مغمورين" يفترض  -لجديتها وجدواها-  أن تشق طريقها إلى جدول أعمال المؤتمر..وقد تسهم في نجاحه..                               .....
المهم..بل من الحتمي ..حتى يتحقق هذا النجاح ..أن تعلو  أبواب قاعة المؤتمر لافتة : ممنوع دخول اخوان البنا / قطب..اخوان الشاذلي / عز ..          و.....المطبلاتية !!!

ترشيحاتنا