لأن مسالة الأمن الغذائى أصبحت مسألة أمن قومى ولأن من يمتلك غذاءه يمتلك إرادته …اصبحت مصر تسابق الزمن لبناء مراكز إنتاج غذاء عملاقة ومتعددة قادرة على سد الفجوة الغذائية التى تستهلك مليارات الدولارات سنويا لاستيرادها

ويمكن اعتباره الفرع الثانى لمثيله فى محافظة الفيوم ورقم ١٢ فى مجمعات الانتاج الحيوانى و الألبان …المشروع العملاق ليس مجرد مزرعة لتربية الأبقار وإنتاج الألبان… أهمية هذا المشروع تكمن فى معامل الأبحاث العلمية التى تم تنفيذها بداخله لتكون أداة فعالة وقوية لتحسين جودة سلالات الثروة الحيوانية وزيادة إنتاجية الألبان واللحوم واكتشاف الأمراض والفيروسات الحيوانية وإيجاد علاجات بيطرية لها وكذلك مراكز ابحاث لتطوير منتجات الأعلاف وزراعتها.

فى البداية قامنا بجولة بصحبة الإعلاميين للتعرف على مكونات مجمع الإنتاج الحيوانى والألبان المتكامل بمدينة السادات …المجمع ينتج حاليا ١٥٠ طن لبن يوميًا و ١٥ طن لحم حى كل دوره قابلة للزيادة.

ويضم مستشفى بيطريًا و مبنى للولادة و مبنى للتلقيح صناعى بهدف انتاج سلالات قوبة ويتكون المشروع من ٦ مزارع فرعية ٥ منها للأبقار ذات القدرة على إنتاج الحليب «حلاب»  ومزرعة لتسمين الابقار والأهم هو مركز علمى بيطرى للأبحاث والتدريب أقيم على مساحة ألف فدان.

كما يضم المشروع ٥ محالب آلية و (٤٨) نقطة تجميع و ٥ تانكات لحفظ اللبن بطاقة (٠ ٥) طنًا لكل محلب ويضم المشروع العملاق محطة لمعالجة المياه الناتجة من المحلب بطاقة (١٠٠) متر مكب.

و محطة لمعالجة مياه الصرف الصحى الآدمى بطاقة (١٠٠) متر مكعب / يوم ومحرقتين للتخلص الآمن والصحى من المخلفات البيولوجية و ٧ بنر ارتوازى.

مراكز علمية
بعدها التقينا بالدكتور محمد عبد المنعم مدير المجمع العلمى للمشروع وقال نفتخر اليوم أننا نقف داخل أحد المراكز العلمية للأبحاث والتدريب البيطرى وهى الأكبر فى الشرق الأوسط وافريقيا وتم انشاؤها على مساحة ألف متر مربع.

وتضم ٦ معامل تم تأسيسها وفق المواصفات الدولية ونستطيع من خلال المركز اجراء الابحاث العلمية البيطرية لزيادة انتاجية وجودة الثروة الحيوانية المصرية والأهم هو مواجهة عالم الفيروسات والميكروبات التى تصيب قطعان الماشية وتتسبب فى كوارث للثروات الحيوانية.

وأضاف عبد المنعم ان المركز تم تصميمه وتجهيزه لمواكبة التقدم العلمى والتكنولوجى فى مجالات الإنتاج الحيوانى للنهوض بالثروة الحيوانية، وأيضا مجالات الكشف عن الأغذية والمياه لضمان وصول غذاء صحى وآمن وخال من مسببات الأمراض طبقا لمعايير منظمة الصحة العالمية وهيئة سلامة الغذاء.

معامل تخصصية
واشار عبد المنعم انه تم تدعيم المركز بأحدث الأجهزة التكنولوجية المتطورة فى مختلف المجالات العلمية والبحثية حيث يعمل من خلال ٦ معامل تخصصية، مضيفا أن هذا المركز مجهز لعقد المؤتمرات العلمية المحلية والدولية وكذلك استقبال الدارسين والباحثين من مختلف الجامعات المصرية للتدريب على أحدث التقنيات الموجودة بالمركز.

وخلال جولتنا بالمعامل التقينا بالدكتور محمود سعيد مسئول جناح ابحاث الميكروبات المصنفة بالمشروع والذى أكد ان المعمل لديه قدرات على أخذ عينات من مختلف المناطق الحدودية للرصد الوبائى.

ونمتلك مهبطا للطائرات قادرًا على جلب تلك العينات سريعًا لمواجهتها قبل الانتشار كما يعمل المركز على مراجعة الأدوية البيطرية ومطابقتها للمواصفات الدولية وتدريب الكوادر الفنية.

وأضاف نمتلك جناحًا لحيوانات التجارب 
والجراحة واجراء البحوث وكذلك جناح الميكروبات المصنفة لموجة شديدة الخطورة منها كما يضم المركز جناح البحوث الكيمائية والدوائية لتحليل الاعلاف و المياه التى تستهلكها الثروة الحيوانية وقد نجحنا فى اعتماد المواصفات الدولية لهذا المشروع العملاق.

المزارع النموذجية
بعدها قمنا بجولة داخل مجمع المزارع النموذجية للإنتاج الحيوانى بالمشروع وهو عبارة عن 3 مزارع تم إقامتها على مساحة 210 آلاف متر مربع بطاقة استيعابية اجمالية 18 ألف رأس، ويهدف المجمع إلى تربية رؤوس الماشية لإنتاج الألبان و اللحوم لتوفيرها فى الأسواق المحلية.

ويتم استقبال رؤوس الماشية وزن 250 كيلو جراما وتربيتها لمدة 6 أشهر وفق أحدث النظم الغذائية ويتم تطبيق جميع المعاملات الوقائية لتسويقها بأعلى جودة، توافر فى كل مرزعة في المجمع عدة آليات للتشغيل والشحن والتفريغ ومبيت للعاملين، وتم استغلال المساحات البينية بين المزارع بمساحة 200 فدان لزراعة اشجار المانجو واليوسيفى والأعلاف الخضراء.

مشاركة رجال الأعمال
داخل المجمع العملاق التقينا بالدكتور محمود الشافعى احد المستثمرين المصريين الذين يشاركون فى المشروع قائلا الفرص اصبحت متاحة لجميع المستثمرين للمشاركة فى تنمية وتطوير الثروة الحيوانية من خلال تمويل كافة مشروعات الإنتاج الحيواني.

وأشار الى أن توفير المراكز البحثية المعتمدة دوليا و المعامل العلمية يساعد المستثمرين على النجاح مشيرا إلى ان الفرصة سانحة للمشاركة فى تمويل والاستثمار

مشروعات الإنتاج الحيوانى والألبان وتحقيق الأرباح فالدولة جادة فى الشراكة مع القطاع الخاص سواء للشركات الكبرى أو الأفراد من خلال تشجيع المربين والمستثمرين على تربية سلالات الأبقار المحسنة وراثياً.

والتى تمتاز بارتفاع إنتاجيتها من اللحوم والألبان واشاد بجهود الدولة لتحقيق الاكتفاء الذاتى من منتجات الألبان واللحوم الحمراء لتقليل الفجوة بين الإنتاج المحلى وما يتم استيراده من الخارج.

وتوفير فرص العمل، مشيرا إلى انه يستهدف من الاستثمار فى المجمع انتاج.٥٠ ألف طن لبن وألف طن لحوم حية باستثمارات تصل الى ٦٠٠ مليون جنيه واضاف انه يسعى لزيادة الانتاج من خلال جلب سلالات جيدة تنتج من ٤٠ الى ٤٥ كيلو لبن يوميا بدلا من ١٠ فقط فى مثيلاتها المصرية فضلا عن زيادة انتاج اللحوم.

أقرأ أيضاً: بعد انتشارها في العراق| تعرف على أعراض حمى النزفية