محمد القصبي يسأل:

وأنا..المواطن البسيط..ألن ينصت لي مؤتمر الحوار الوطني ؟!!

محمد القصبى
محمد القصبى

تلقى رموز المجتمع - ربما بحكم مواقعهم القيادية -  دعوات للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني..
فماذا عني .. أحد بسطاء هذا  الوطن.. أليس من حقي أن أشارك..؟!!
ملايين المواطنين البسطاء قد يكون لديهم من الرؤى والمقترحات مالايقل أهمية - وربما يزيد - عما لدى من يطفون فوق السطح..
"  وربما طفو بعضهم .. قد يكون لأسباب غير كونهم يملكون مايثرون به الجينوم المصري بالصحة والعافية..!!!!! قد تكون ذات الأسباب التي تؤدي إلى طفو  البيض الفاسد..!!!!!!!!! "

تلك لحظة مكاشفة تاريخية..تقتضي من نظام ثورة ٣٠ يونيو أن ينصت جيدا لبسطاء المصريين الذين تدفقوا بعشرات الملايين إلى الشوارع شاهرين "لا" قوية لإخوان البنا / قطب..فربما من بين هؤلاء البسطاء من لديه مايعين الدولة الآن على مواصلة رحلة الألف ميل الشاقة..لبناء مصر الجديدة..مصر الازدهار والاستنارة .. وتلك رؤيتي ... كأحد هؤلاء  البسطاء..هكذاصنفتنا فورين بوليسي!

هل قلت أن الهدف هو بناء مصر الازدهار والاستنارة؟!
 منذ عام ٢٠١٤ تشهد مصر بالفعل  ملحمة بناء هائلة لتحقيق الازدهار..إجراءات ثورية تتخذ  لتحقيق الإصلاح الاقتصادي يلازمها سعي جاد لإعادة بناء البنية التحتية..وانتشال آلاف المصانع من شلل التعثر والتوسع الزراعي حتى في الصحراء القاحلة..
وكما نرى ثمة مشاريع صحية قومية  لتخليص البدن المصري من علله ..وبرامج اجتماعية لمساعدة عشرات الملايين المنسحقين تحت خط الفقر..ليتنفسوا حياة كريمة ..

بل اقتحمت الدولة حقول ألغام تمثل خطرا هائلا على ملايين المصريين -و ماجرأت الأنظمة السابقة على الاقتراب منها -ملف  العشوائيات أعني والمناطق غير الآمنة.. حيث تم الانتهاء من تطوير 312 منطقة ، وجار العمل بالمناطق ال 45  الباقية..

٤ تريليونات جنيه أنفقت منذ عام ٢٠١٤ وحتى عام ٢٠٢٠ لتغيير وجه الحياة في مصر ..
ملحمة بناء تجعلنا نجزم بأن  الأمور الآن مغايرة تماما لما كان عليه الحال قبل ثورة ٣٠ يونيو..
وما كان كل هذا ليتحقق دون تلك المواجهة الناجحة  لكافة التهديدات والمخاطر التي تحيق بالدولة  المصرية في الخارج..حيث تتربص بأمننا القومي قوى أقليمية ودولية.
وفي الداخل ..حيث قوى الإرهاب المدعومة من الخارج والتي تستهدف تقويض الثوابت التاريخية للدولة المصرية..

علل مرضية لو واجهتها الأنظمة السابقة في منشأها..فما كان الأمر يقتضي أكثر من  عمليات جراحية بسيطة لإزالة زائدة دودية..!!
لكن تلك الآفات البسيطة تركت في ظل مافيا الحزب اللاوطني لتستشري وتستفحل..وتصبح أوراما سرطانية بالغة الخطورة ..
لتتحول مصر إلى دولة فاشلة أو كادت..!!
هكذا صنفتها مجلة فورين بوليسي الأمريكية في تقرير نشرته في أغسطس ٢٠١٣ ..

التقرير رصد أحوال ٦٠ دولة تطفح بعوامل الفشل اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا..مصر احتلت المرتبة ٣١ بمجموع نقاط  ٩٠،٤ بما يعني أنها في وضع حرج.. Critical
والتهديد المخيف آنذاك تحول شوارع مصر إلى ميادين حرب أهلية!!! مثلما حدث في العديد من دول الإقليم..!!!!
الآن.. 
ورغم الأزمات التي تداهمنا من ميادين الحرب الروسية الغربية في أوكرانيا أو من مستنقعات كورونا..
مصر تصنف وطبقا لتقارير منظمات دولية  في قائمة الاقتصاديات الناشئة الواعدة..
مأساتنا في الخفير !!
لكن المواطن المصري ليس فقط  معدة تملأ أو قدمين في حاجة إلى طرق حديثة أوبدن يهجع بلا آهات ألم على مخدع في شقة آدمية.. 
المواطن المصري كأي مواطن في العالم..دماغ إن لم يشيد على أسس سليمة فسوف يخرب الطريق الذي شيد على أحدث المواصفات..ويحول  الشارع التي تطل عليه شقته إلى مقلب زبالة..
والفراش الذي يهجع عليه إلى  مستنقع للفيروسات..والدماغ الذي يدير شؤونه إلى غرزة تطفح بالجهل.. فيزوج أطفاله وهم في الخامسة عشرة..ويلقي على أرصفة المجتمع أكثر من مليوني و٥٠٠ الف معدة سنويا في حاجة إلى ثمانية ملايين وجبة طعام يوميا..
معدلات التنمية بلغت ٦،٥% 
.. هي الأعلى في الإقليم والقارة الأفريقية.. معدلات التنمية تلك  تكفي لانتشال الشعب من وحل الفقر والمرض والبطالة خلال بضع سنوات لتودعه في حدائق  الرفاهية!!!
لكن -كما نرى - المعاناة ربما تتزايد..وحتى لو كانت معدلات الفقر تنخفض..إلا 
 أنه  مازال لدينا أكثر من ٢٩ مليون مواطن تحت خط الفقر..وربما يتزايد العدد مع تداعيات الحرب الروسية الغربية في أوكرانيا.. 
بل يقينا سوف تتزايد أعداد الفقراء لأن  الخفير " غ " الذي تزوج حتى الآن ٩ وأنجب حتى الآن ١٧ يجهز طفلته التي لايزيد عمرها عن ١٦ سنة للزواج..هذا يعني ببساطة   أنها حين تصل إلى سن ال٢٥ سيكون لديها ٥ أطفال وربما أكثر.. ولدى ضرتها مثلهم..
فالزواج والطلاق في منظور الخفير غ وأمثاله من ملايين المصريين تذكرة سينما  ..ويجري تحت شعار هيا بنا نلعب..!!
والمأساة أن الخفير " غ " حين توجهت إليه في منزله ل" تنويره" فوجئت به هو الذي يحاول تنويري..بأن هذا هو صحيح الدين!!
وحين شكوته لأحد المشايخ وكان يعرفه صاح في دهشة: هذا شيخ تقي ورع!!!!! 

الأمر الذي دفعني إلى نشر مقال في جريدة الدستور بعنوان "عدو مصر"     !!!!
أليس هذا الشيخ التقي الورع عدو مصر؟!!
لكن بعضا ممن قرأوا المقال أضمروا النقيض لما أقول.. أن " الشيخ غ..ليس عدوا لمصر..بل أنا الذي أعادي الإسلام!!!!".
ذلك أن هذا  الخفير   يجد دعما قويا من الآلاف  من مشايخ السلفية  الأتقياء الورعين..؟!!!!

لقد حذرت وزيرة التخطيط
الدكتورة هالة السعيد مرارا وتكرارا من الانفجار السكانى،مشددة على أن إضافة ٢،٥ مليون فم كل عام   رقم صعب جدا لا تستطيع أى دولة فى العالم تحمله،
فمعدلات الزيادة السكانية في مصر تصل إلى ٢،٦% بينما المعدل العالمي ١،٢%
وبالطبع هذا التناسل المخيف ليس حال كل المصريين ..بل شريحة بعينها.. تمثل ثقافتها خطرا هائلا على الدولة المصرية..

" قبل وفاته بعدة شهور التقيت بالصديق محمد الحديدي ..وكان يعمل مترجما في الأمم المتحدة..وكان الحوار حول كارثة الانفجار السكاني في مصر ..فإذا به يحدثني عن جيرانه في العمارة التي يقطن بها في منطقة روكسي  : كل أسرة في العمارة  لايزيد عددها عن ثلاثة أو أربع أفراد.. الأب والأم وطفل أو طفلين إلا أسرة واحدة يصل عدد أفرادها ١١ فردا ؟!
تطلعت إليه باستغراب وسألت : أسرة مين المتخلف ده ؟
قال في سخرية تنز بالألم : البواب !!!!!!

 - شيماء طفلة سوهاجية معاقة ذهنيا.. قتلها عمها سائق التوكتوك  في سبتمبر الماضي بإيعاز من مشعوذ لتقديم جسدها قربانا للجن حتى يساعدوه في إيجاد كنز من  الآثار في أحد المقابر .
هذا المشعوذ الدجال نهدر على مباخره كل عام عشرات المليارات من الجنيهات..
هذا المشعوذ الدجال يقنع مصريات بأنهن مسكونات بالجن..وأن لا سبيل لإخراجه إلا بمضاجعتهن..
وماأكثر الفواحش التي يرتكبها هذا الدجال ويتم التستر عليها خشية الفضيحة..
هذا المشعوذ الدجال نطلق عليه أجل وأسمى وأرفع ألقابنا الدينية ..الشيخ!!!!

- في الزاوية الصغيرة غير البعيدة عن منزلي  وعقب الانتهاء من صلاة العصر فاجأنا أحد المصلين: - - -سمعتوا عن الحادثة اللي مات فيها تلات اخوات ؟!
- ايوه .. اللي عربيتهم انقلبت بهم في ترعة عند الإسماعيلية..
- دي عين واصابتهم..٣ اخوات أطباء.. أكيد اتحسدوا..!!
حاولت إقناعه أن السبب سائق تريلا " محشش " ضيق عليهم الطريق..أو السرعة الجنونية التي يقودون بها السيارة ..
دون جدوى..
  - تريلا ايه..وسرعة ايه..دي عين!!!!
هذا هو تفسيرنا لأحد أهم كوارثنا ..حوادث الطرق..لاشيء عن حماقات الشباب الذين يقودون تلك السيارات بسرعات جنونية ولا عن السائقين الذين يتعاطون المخدرات..ولا عن الأطفال الذين يقودون التكاتك والتروسيكلات والموتوسيكلات بشكل مأساوي ..
كل هذا يتوارى أمام السبب الرئيسي والذي لاسبب سواه  العين اللي فلقت الحجر!!!!!
الذي ردد هذا في المسجد ..مواطن مؤمن..
خريج إحدي كليات التي نزعم أنها كليات القمة..!!!

في عام ٢٠٢٠ سالت دماء أكثر من ٦٤ ألف  مواطن مصري مابين مصاب وقتيل على طرق مصر بسبب حماقات السائقين وتعاطي بعضهم المخدرات.. ثلث هؤلاء الضحايا من  أطفالنا..وبدلا من البحث عن الأسباب لمواجهتها نلقي اللوم على العين اللي بتفلق الحجر..!
وكافر من يقول غير ذلك..
ألم يذكر الحسد في القرآن؟!..
نعم ..ذكر الحسد في القرآن..والمعني أن اتمنى  زوال النعمة عن آخر.. لكن هل أملك  تلك القوى الخفية التي تدمر الآخر  لتتحول أمنيتي إلى حقيقة؟! 
     الميراث فقط للشنبات!!
- في مارس الماضي..وفي قرية الطويلة بمحافظة البحيرة  مارس شاب  كافة الضغوط على أمه..لنقل ممتلكات الأسرة من أرض زراعية ومنزل باسمه..
ودوما ترفض الأم..ودوما يكون ردها  أن هناك ٧ شقيقات لهن الحق مثله في الميراث..وأنها لن تخالف شرع الله في ذلك..
في مارس الماضي قتل الإبن أمه..وفصل رأسها عن جسدها!!!
هي الثقافة الذكورية التي تستشري وتستفحل إلى حد حرمان ملايين النساء من حقهن الشرعي في الميراث..
وتصل  النسبة  ٩٥،٥% في محافظتي قناوسوهاج..طبقا لما جاء في دراسة  للدكتورة سلوى محمد المهدى، مدرس علم الاجتماع بجامعة قنا..
  الباحثة خلال إجراء دراستها   تحدثت مع إحدى السيدات، وحثتها على رفع قضية للحصول على ميراثها،  السيدة فاجأتها بأن شقيقها الذي نهب ميراثها  قاضٍ؟!!
وممن التقت بهن الباحثة  سيدة حرمها شقيقها منحها  نصيبها من الميراث!!!
شقيقها هذا.. رجل دين!!!!

- خلال امتحانات نهاية العام بالثانوية التجارية.. حدث ذلك منذ عدة سنوات في إحدى لجان الامتحانات بمركز بلقاس ..انفجر طالب   غضبا لصعوبة الأسئلة..ووصل به الأمر إلى تحطيم زجاج النافذة..
وبخته المراقبة ..فلامتها زميلتها المراقبة الأخرى صائحة: واحنا مالنا..هي مدرستنا ..دي مدرسة الحكومة!!!!
     دماغنا ليس بخير !
 استشراء تلك الظواهر الخطيرة وغيرها من انتشار القبح في الشوارع والوجدان..وتفشي الغش في الامتحانات..والفساد في الجهاز الإداري للدولة..؟ لايحول دون أن نردد أننا شعب بطبيعته متدين !!
الأن ملايين النساء منقبات ومحجبات؟ الأننا دوما نقرأ المعوذتين والملايين حريصون على القيام والتهدج والصلاة على النبي ألف مرة كل يوم..
وهذا مايلح عليه مشايخنا أن نبسمل قبل أن نأتي بأي سلوك ولاشيء عما إن كان هذا السلوك..حلال أم حرام..

فإن كان هذا حال الخطاب الديني الذي يقذفنا به  من فوق المنابر وعبر الميديا مشايخنا  فمن الطبيعي أن يبسمل الطالب قبل أن يحول اللجنة إلى معجنة غش..والحرامي يبسمل قبل كسر الخزنة..فإن وجد بها مالا وذهبا أودعها حقيبته وقبل أن يغادر ربما  يصلي ركعتي شكر لله..!
الدماغ الجمعي ببساطة  ليس بخير..
وطالما هذا حالنا فلن نكون أمناء على أية إنجازات تتحقق..
خلل في الأواني المستطرقة

فأين مكمن الخلل؟
 الإجابة.. في  نظرية الأواني المستطرقة..
فما يبنى من مصانع ومايشيد من مدن وطرق وكباري..لايواكبه جهد لانتشال العقل الجمعي من التخلف والجهل والفهم الخاطيء لجوهر الدين..دين الله وليس دين سلفية البترودولار التي هبت علينا أعاصيرها من شرق البحر الأحمر عقب هزيمة يونيو ١٩٦٧..كبديل للفكر القومي العروبي المهزوم..تلك السلفية البترودولارية سطحت الخطاب الديني في لحية ونقاب وجلباب قصير وهل صليت على النبي آلاف المرات..وحتى تحقق أهداف مطلقوها رفعت شعار : سمعا وطاعة..!!
وماكان هدف مموليها مع  انتشار النقاب والحجاب واللحية سوى أن يقولوا للعالم :  احنا مسيطرين!!!
 سلفية البترودولار هذه انتهزت فرصة تردي النظام التعليمي وتحول وزارة التعليم إلى وزارة التلقين..ومع  تفشي القيم الانتهازية التي شاعت مع هيمنة مافيا الحزب اللاوطني انهار الدماغ الجمعي المصري..!
وهذا ماكان ينبغي أن ينتبه له نظام ثورة ٣٠ يونيو..
بناء الحجر شهد إنجازات ملموسة بينما بناء الإنسان.. دماغ الإنسان.. محلك سر..!!
فكما نرى .. بلازما التنمية تتدفق في كل شرايين الدولة المصرية إلا شرايين الدماغ..!!!
      اعادة هيكلة الدماغ
إذا ..ماينقص مصر ..وهذا ماألححت عليه عبر العديد من المقالات خلال السنوات الماضية مشروع قومي لإعادة هيكلة دماغ المصريين لنتمكن من حماية تلك الانجازات الهائلة التي تتحقق..
نعم ..ثمة تعديلات في القوانين كما حدث مع قوانين المواريث..وزواج الأطفال للحد من مثل هذه الظواهر الخطيرة..لكن هذا وحده لايكفي..أن نهرع إلى المحكمة يعني تكاليف باهظة تفوق إمكانيات ملايين المصريين..وقد تمضي السنوات..وربما العقود دون أن تصدر المحكمة حكمها..
بل ونتيجة الضغوط على المحاكم ..يفاجأ القاضي بأن أجندته اليومية تضم ٤٠٠ قضية عليه أن يفصل فيها وبالعدل خلال ٥ أو ٦ ساعات..
ثمة عوامل جعلت التقاضي مهمة شاقة تتجاوز طاقة المتقاضي المظلوم ووكيل النيابة والقاضي ورجال الشرطة..بل أن ملايين النساء المهضومات حقوقهن في الميراث لايلذن بالمحاكم خوفا من بطش خصومهن ..الأخ ..العم..
الخال..!!
وهل سيعجز  الخفير غ  عن ايجاد وسيلة ليتحايل على القانون ويزوج ابنته حتى دون الخامسة عشرة!!
بل سيجد من المشايخ من يبارك مايفعل هامسا في أذنه : دعك من قوانين الكفرة هؤلاء ..السيدة عائشة تزوجت في التاسعة!!..توكل على الله..!!

 فإن تم بناء الإنسان المصري على أسس من يقظة الضمير والفكر المستنير وجوهر الدين الصحيح فسوف تنخفض معدلات الجرائم وبالتالي  التقاضي إلى أكثر من ٧٠ أو ٨٠%..
مجلس أعلى آخر للثقافة!!

وكيف يكون بناء الإنسان المصري على أسس من 
من الضمير الحي والفكر المستنير ؟
 من خلال إطلاق  مشروع قومي  يجري إسناد تنفيذه إلى مجلس أعلى للثقافة ..ليس المجلس الهزيل الحالي الذي لايتجاوز عدد المنتفعين به  بضعة مئات من أعضاء اللجان.. ومن يحصلون على جوائزه ويشاركون في مؤتمراته التي تلقى توصياتها وأبحاثها في أدراج النسيان .. بل مجلس آخر..يترأسه رئيس الجمهورية.. و تحت رئاسته تنضوي وزارات التعليم والإعلام والثقافة والرياضة والشباب والأوقاف ..
مجلس  يرسم لتلك الوزارات سياساتها ..ويشارك في وضع خططها السنوية.. والتي تصب في استراتيجية تشكيل دماغ المصريين على أسس من الفكر المستنير والقيم الإيجابية .. مثل تقديس العمل والتفكير العلمي والانتاج والنظافة والجمال والمحبة والسلام والتكافل والعدل والأمانة والتآخي بين أفراد المجتمع ..بغض النظر عن اختلافاتهم العقائدية وغير العقائدية.. على أن يكون لدى المجلس من الخبراء مايمكنه من المتابعة الدقيقة لتنفيذ كل وزارة لخططها ..ليرفع  المجلس إلى الرئيس تقاريره السنوية  ..
مع  تركيز قرون استشعار هذا المجلس على أطفالنا.. بل وينبغي أن يكون محور اهتمام المنظومة التعليمية في المرحلة الابتدائية  بناء الضمير ..التفكير العلمي ..حتى لو جاء ذلك على حساب الفيزياء والكيمياء واللغات..هذه أمور يمكن تعلمها  بعد ذلك..
لكن طفلا تم إرضاعه شعارات سمعا وطاعة..والعين تفلق الحجر..وأن الدين لحية ونقاب وغزو وغنائم.. ..وليس عدلا وأمانة وسلاما وتكافل ونظافة وجمال.. طفل مثل هذا من الصعب تعديل دماغه مستقبلا..
الارهابيون الذين قضت عليهم قواتنا المسلحة خلال عملياتها الأخيرة في سيناء..منهم شباب دون ال٢٥ ..
هؤلاء كانت أعمارهم حين أطاحت ثورة ٣٠ يونيو باخوان البنا / قطب ١٦ سنة..
هذا يعني ببساطة أن خطوط إنتاج  الأدمغة المتطرفة لم تكف عن عملها..وتلك الخطوط وفي دهاليز الظلام يجري تجميع المواد الخام لها من الأطفال ..
 القانون وحده لا يكفي لإغلاق  خطوط الانتاج تلك ولا حتى المطاردات الأمنية..بل من الحتمي اطلاق إستراتيجية  بتحصين العقول توازي خطط الدولة الأمنية لتحصين الشوارع..
في قريتي يتحدث البعض عن اخواني كان يلقن طفله كراهية الدولة والنظام ورئيس الجمهورية..
يهتف الأب: السيسي ..
ليكمل الطفل صارخا: قاتل..!!
....
لقد سعدنا للغاية بثلاثية الاختيار..مسلسل يراه الكثيرون مشعا للوعي..لكن المسلسل من منظوري عانى من عوار كبير..
كان التركيز على ماذا يتم ..خطط الإرهابيين للقتل والتدمير وخطط الجيش والشرطة والمخابرات للقضاء على هؤلاء الإرهابيين.. 
لكن ماافتقر إليه المسلسل كيف يتم صناعة الارهابي؟
تلك الصناعة تبدأ أحيانا مبكرا..مبكرا للغاية..في سن الطفولة..
مع استغلال عوامل اجتماعية كالفقر والتصدع الأسري والجهل..
في حديث جمعني مع بعض الأصدقاء مؤخرا حول هذا الأمر ألقى أحدهم بالمسؤولية على الأب ..عليه أن يحمي أبناءه.. فماذا لو كان الأب جاهلا..؟! أو ذات ميول متطرفة؟!
   مجلس أعلى للثقافة  يراسه رئيس الجمهورية هو سبيلنا.. ومن خلال استراتيجيات دائمة يمكن أن يقوم بالمهمة على خير وجه..تحصين العقول من المنشأ..
ووزارة التعليم خط إنتاج محوري في هذا الشأن
حيث ينبغي أن تتحول من وزارة التلقين إلى وزارة المعارف..وزارة لاتختزل طفلي وطفلك إلى مجرد ذاكرة تحشر بالمعلومات ..وعلى طريقة سمعا وطاعة ..بل منظومة تعليمية تتعامل مع دماغ الطفل كمعمل تحليل ..يفحص ويحلل ويستنتج ويطرح الأسئلة ..ويمضي منقبا عن إجابات لها ..شاب هكذا يجري تنشئته لن يهز رأسه على طريقة سمعا وطاعة لكل مايقال له..!!
 وفي ظل تلك الاستراتيجية..إستراتيجية بناء دماغ جمعي مستنير
على وزارة الأوقاف أن تتبنى خطابا دينيا يركز على جوهر الدين: السلام..العدل..الأمانة..
التكافل..فعل الخير..عدم إلحاق الأذى بالآخرين..
"هل يعقل.. يتفشى الغش في مدارسنا منذ سنوات ..ولم نسمع عن شيخ يصيح من فوق منبره بحديث نبينا الكريم: من غشنا فليس منا!!!! ".
وبالطبع ثمة مهام محورية لوزارات الثقافة والشباب والرياضة والإعلام  في نشر وتكريس هذا الخطاب الوطني التنويري ليصل إلى الخفير غ..وخريج كلية القمة الذي أرجع  كوارث الطرق  للعين اللي فلقت الحجر..وملايين المصريين الذين يهدرون عشرات المليارات من الجنيهات سنويا على مباخر الدجالين. 
لكن خطأ جسيما أن يجري كل هذا في جزر منعزله.. بل من خلال إستراتيجية يقودها مجلس أعلى للثقافة يرأسه رئيس الجمهورية..
على ألا يتجاهل الشركاء في هذا المجلس كافة وسائل السوشيال الميديا لنشر الفكر المستنير..
" وكما نرى.. تستخدم داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية تلك الوسائل باقتدار في تجنيد الشباب والأطفال!".
.....
هو مقترح مواطن بسيط يعاني يوميا في مواجهاته مع من يلوثون الطرق بمخلفاتهم..ومن يزنزنون الدين في نقاب ولحية وهل صليت على النبي ألف مرة..ومن يحاولون اصطياد الأطفال والقذف بهم في مصانع  انتاج الإرهاب.. 
.....
 ليت اقتراحي هذا  واقتراحات غيري من البسطاء  تجد من ينصت لها بين   منظمي الحوار الوطني..هؤلاء المؤرقون بهموم  البلد - وماأكثرهم -
وليس  أشباه "البيض الفاسد" الذين  يرون في المؤتمر مجرد فرح عمدة ..للتطبيل!!!!

ترشيحاتنا