أوضح تقرير "جائحة كوفيد -19 في المنطقة العربية: فرصة لإصلاح نُظم الحماية الاجتماعية" الصادر عن الإسكوا أن إجمالي الدعم المالي للدول العربية لمواجهة تداعيات جائحة كورونا بلغ حوالي 94.8 مليار دولار في عام 2021. ومع ذلك، لا يزال معدل إنفاق المنطقة والبالغ نحو 3.9% من الناتج المحلي الإجمالي فيها أقل بكثير من المستوى العالمي والمقدر بنحو 22.6%.
هذا، وقد أشار التقرير أن أعلى مستويات للإنفاق كانت في الدول الأغنى والمتمثلة في مجموعة دول مجلس التعاون الخليجي، حيث أنفقت وحدها نحو 69.9 مليار دولار.
كما أوضح التقرير اختلاف مصادر الإنفاق بين دولة وأخرى، إذ أعادت غالبية الدول العربية ترتيب أولويات إنفاقها الوطني أو أنشأت صناديق تمويل خاصة، في حين اعتمدت البلدان المتأثرة بالنزاعات على المعونة الإنسانية وتمويل المانحين، أما في تونس والمغرب، فلعب القطاع الخاص دورًا أساسيًا في الاستجابة للجائحة، حيث قدم تمويلًا بقيمة 410 ملايين دولار، و104.5 مليون دولار على التوالي.
وتباينت مجالات الإنفاق على الجائحة، والتي تنوعت ما بين مساعدات اجتماعية، وقروض ومزايا ضريبية، وإعفاء العاطلين عن العمل من دفع المساهمات، والدعم المتعلق بالصحة مثل اللقاحات المجانية، ودعم السياسات المالية، ودعم السياسات العامة.
هذا، وقد كشف التقرير عن استجابة قوية للحكومات العربية أثناء جائحة كورونا تجلت في توجيه قدر كبير من الأموال نحو تلبية احتياجات الفئات المعرضة للمخاطر، وفي تعزيز التضامن الاجتماعي من خلال إنشاء صناديق التضامن واستخدامها على نحو مبتكر، وهو ما أدى إلى استقطاب مساعدات من القطاع الخاص وأصحاب المصلحة الآخرين لتغذية برامج الحماية الاجتماعية الحكومية.
