كشفت دراسة ألمانية حديثة أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة لفترات طويلة أكثر عرضة للإصابة بسرطان الأمعاء مقارنة بالأشخاص ذوي الوزن الطبيعي.
وأظهرت الدراسة، التي أجراها المركز الألماني لأبحاث السرطان (DKFZ) في هايدلبرج، أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة المستمرة أكثر عرضة للإصابة بسرطان الأمعاء بمرتين ونصف مقارنة بالأشخاص ذوي الحجم الطبيعي.
وأشارت الدراسة إلى أن هذا يعني أن تجنب السمنة يلعب دوراً أكثر أهمية في الوقاية من السرطان مما كان يُعتقد من قبل.
وأظهرت العديد من الدراسات في السابق أن سرطان القولون والمستقيم، بالإضافة إلى أنواع أخرى من السرطانات مثل سرطان الثدي والرحم والكلى، أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة في الوزن مقارنة بأصحاب الوزن الطبيعي.
ومع ذلك، فإن معظم الدراسات فحصت وزن جسم المشاركين مرة واحدة فقط خلال فترة الدراسة، إلا أن باحثي المركز الألماني لأبحاث السرطان افترضوا أن طول المدة التي يعاني فيها الشخص من السمنة له أيضاً دور في خطر الإصابة بسرطان الأمعاء. وأشارت الدراسة الألمانية إلى أن السمنة من العوامل المسببة لسرطان الأمعاء، لأن الأنسجة الدهنية تطلق باستمرار عوامل نمو أو هرمونات أو مواد تعزز الالتهاب.
وأكد مسح أوزان مشاركين في الدراسة - مصابين وغير مصابين بسرطان الأمعاء - والذي أجري في فترات مختلفة من أعمارهم، الفرضية التالية: يزداد خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم كلما زاد عدد السنوات التي يعاني فيها الأفراد من السمنة ووفقاً لدرجة البدانة.
كشفت دراسة حديثة أن البدانة في منتصف العمر تنقص العمر الافتراضي لصاحبها 5 سنوات، وتزيد سنوات معاناتهم من الأمراض 4 سنوات، وتكلف المجتمع البريطاني أكثر من 6 مليارات جنيه سنوياً.
وتتبع العلماء بيانات ما يقرب من 30 ألف شخص على مدى 50 عاماً، ووجدوا أن أصحاب الوزن الصحي ماتوا في سن 82.3 في المتوسط.
بينما بلغ متوسط عمر البدينين 77 عاماً فقط.
لكن بالمقابل، لم يجد العلماء فروقاً تذكر في العمر الافتراضي للأشخاص المصابين بالبدانة في الفئة العمرية بين 25 و29 سنة.
وأوضح الباحثون من جامعة نورثويست في شيكاغو أن البدينين أكثر عرضة للمعاناة من الالتهابات وتراكم الدهون في الجسم، والتي تؤدي إلى الإضرار بالشرايين، وتشكل عبئاً على القلب وأعضاء الجسم الأخرى.
وتعد التقديرات الجديدة أقل حدة من دراسات سابقة قدرت أن العمر الافتراضي للبدينين يقل في المتوسط 10 سنوات عن أقرانهم من ذوي الوزن المعتدل أو المثالي.
وجمع الفريق البحثي في شيكاغو معلومات وبيانات من وثائق التأمين الطبي من 29621 شخصاً فوق 65 سنة في عام 2015.
وكان المشاركون قد تم تجنيدهم بالأصل لدراسة طويلة المدى في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.
ووجد الباحثون أنه بحلول ديسمبر 2015، كان 13 ألفاً من المشاركين قد رحلوا عن الدنيا.
ولكي يحللوا معدلات الوفاة وفقاً لوزن الجسم، تم تقسيم المشاركين إلى مجموعات بناء على مؤشر الجسد أو البدانة.
وأن الأكثر وزناً كانوا أقصر عمراً في المتوسط.
وعاش أصحاب الوزن الثقيل حتى 77.7 سنة في المتوسط، بينما هؤلاء الذين كانوا معتدلين في البدانة عاشوا حتى 80.8 سنة، بينما بلغ عمر الأقل وزناً 82.1 سنة في المتوسط.
وتقدر الإحصاءات أن البدانة والمشاكل المرتبطة بها تكلف الهيئات الصحية البريطانية أكثر من 6 مليارات جنيه استرليني، ومن المتوقع أن تزيد مع زيادة البدانة بين البريطانيين.
ووجد الباحثون أيضاً أن البدينين يقاسون المرض عدداً من السنوات أكثر من نظرائهم أصحاب الوزن المعتدل.
إذ يعيش الأكثر بدانة أكثر من 10 سنوات أو بمعنى أدق 10.32 سنة، بينما يكابد الأقل بدانة المرض لمدة 9.8 سنة في المتوسط.
ويعيش أصحاب الوزن الزائد قليلاً 7.22 سنة يعانون فيها من الأمراض مقابل 6.1 سنة لأصحاب الوزن الصحي.
وقدر الباحثون أيضاً كلفة النفقات الطبية التي تتكبدها الهيئات الصحية الحكومية للأشخاص فوق 65 سنة، فوجدوا أن كلفة الشخص البدين تزيد 23.4 ألف دولار عن صاحب الوزن الصحي.
وقالت مشرفة البحث د. ساديا خان أن تلك النتائج توضح تأثير البدانة على الصحة ومتوسط العمر للأفراد، كما أنها تحسب كلفة البدانة على المجتمع.
ودعت خان إلى مراجعة استراتيجيات الحكومات بصفة عاجلة لمواجهة التحديات الصحية المتزايدة الناجمة عن زيادة الوزن، وتأثيرها على الشيخوخة والعمر الافتراضي لأفراد المجتمع.
وقالت إن أي زيادة في أعداد الأشخاص ثقيلي الوزن تؤدي إلى نفقات هائلة تتكبدها الهيئات الصحية نتيجة تكاليف العلاج والأيام التي ينقطع فيه المرضى عن العمل.
|
|
|
|