الصانيعي الأخير| زياد.. رفض ترك حرفة والده فى عالم «البلور»

منتجات زجاجية مصنوعة يدويا
منتجات زجاجية مصنوعة يدويا

ألوان براقة، أشكال جذابة، أحجار ملونة متباينة الأحجام والأشكال، قطع فنية ذات استخدامات متعددة تجدها فى عالم الزجاج اليدوى، إنه فن ذو طابع خاص، إلا أنه لم يعد الكثير يعمل به، فهو من الأسواق التى دخلتها التكنولوجيا، وفرضت سيطرتها على جانب كبير منها، ففر الكثير بحثا عن لقمة عيش فى مكان آخر.

 

إلا أن «زياد عرفة» الشاب العشريني قد خرج عن هذا الإطار، وأصر على استكمال طريق والده فى صناعة الزجاج، رغم هروب الكثير من سوق الصناعات والحرف اليدوية، وترك الكثير المجال، ورفض الأجيال الجديدة تعلم هذه الصناعات، وبقاء القليل من كبار وشيوخ هذه الحرف عليها.

زياد شاب حاصل على بكالريوس تجارة أعمال، تعلم الحرفة من والده، وبعد أن توفى استلم مكانه ورفض تغيير النشاط وترك الصنعة، واستكمل رحلة والده فى عالم الزجاج، قائلا: "الشغل اليدوى حلو، وله ناسه اللى بتفهم فيه وتقدره، وهذه الصناعات رغم ترك الكثير لها إلا أنه مازال لها ناسها، وأنا لي زبائن والدى حتى فى شرم والغردقة، وزبائن تأتى لنا مخصوص".

 

اقرأ أيضا: صناعة الجلود .. تحارب من أجل البقاء

 

يمتلك زياد مصنعه الخاص فى طريق مصر اسكندرية الصحراوى، يصنع من خلاله ويعرض فى معرضه فى شارع المعز، قائلا: "لدىَ أسواق أستطيع أن أسوق فيها وأقدر أبيع شغلى".

 بدأ زياد فى النزول للعمل مع والده منذ حوالى أربع سنوات، عمل معه لمدة عام، وبعدها توفى والده وورث هو الصنعة، ورغم أن الحال تغير كثيرا عن السابق بسبب تدهور السياحة، إلا أنه لم يفكر يوما فى ترك هذه الصنعة أو التخلى عن هذا المجال.

 

وأشار زياد إلى أن الشغل اليدوى رغم أنه لم يعد أساسى مثل سابقا، إلا أنه مازال له زبائنه، ويبحثون عنه، لافتا إلى أن الكثير كان يعمل فى هذه الصناعات إلا أن الغالبية تركها وأصبح القليل يتمسكون بها.

 

وعن مشاكله فى الصنعة قال: "من مشاكل العمل فى الزجاج أنه مُعرض للكسر بسهولة ويحتاج معاملة خاصة، وخسارته كبيرة، فمثلا فى حال تعرض رف مثل هذا مثلا للوقوع، بما عليه من قطع يكون مصيرها جميعا الدمار".

 

وأكد زياد أنه لابد من الترويج أكثر للصناعات "الهاند ميد"، وأهمية الحرف اليدوية، بإستخدام وسائل حديثه، قائلا: "أنا أتبع طريق والدى وحرفته، ولكن مع إضافة لمسات حديثة، مثل استخدام السوشيال ميديا فى التعامل والترويج، الأمر الذى انعكس بشكل جيد على حركة البيع والشراء".
 

اقرأ أيضا: الصنايعي الأخير| الخيامية.. زمن الصنايعية "جبر"

 

ترشيحاتنا