تدوير النفايات فن وحرفة .. مستحضرات تجميل من "تفل القهوة"

مستحضرات تجميل من "تفل القهوة"
مستحضرات تجميل من "تفل القهوة"

تتزايد المبادرات الهادفة إلى تصنيع قطع قيمة باستخدام النفايات في المملكة المتحدة، ومن بين هذه المنتجات مستحضرات تجميل مصنوعة من ”تفل“ القهوة المطحونة، وملابس استُخدمت في تصنيعها بقايا عبوات بلاستيكية

شاب يجول يوميا بدراجته الهوائية على 25 مقهى يقدم الشاي والقهوة في أنحاء لندن ويجمع لشركة مستحضرات تجميل نحو مئة كيلوجرام من تفل القهوة الذي كان أصلا سيُرمى واسس الشاب وشقيقته الشركا سويا

وتصنّع الشركة مستحضرات تجميل باستخدام تفل القهوة وشاي البابونج، ومسحوق نواة الزيتون، وغير ذلك من ”نفايات“ المشروبات.

وقالت الفتاة ”خطرت فكرة انشاء شركة لمستحضرات التجميل لأخي عندما سأل بدافع الفضول المقهى الذي كان يرتاده يوميا ماذا يفعل بتفل القهوة. ودُهش عندما علم أنّ هذه البقايا تُرسل إلى مطامر النفايات، وأن المقهى يدفع أيضا مقابل ذلك“.

ومنذ ذلك الحين، ذاع صيت الفتاه وأخيها على أنّهما ”الشقيقان المجنونان اللذان يجولان في لندن ليجمعا تفل القهوة“.

وتقول”بدأ الناس يتّصلون بنا في شأن أنواع المخلفات كلّها“ و“نستخدم في الوقت الراهن (في تصنيع منتجاتنا) 15 مكونا“ من بينها المياه الناجمة عن تصنيع مركزات عصير الفاكهة، وباقات ذابلة من الورود يرميها الباعة، وبقايا غلي التوابل والأعشاب.

ويدفع الشقيقان لقاء الحصول على بعض المكونات، ولكن ليس مقابل تفل القهوة مثلاً، إلا أن عملية جمعها معقدة ومكلفة.

وتروي أنّا أنّها طلبت وشقيقها نصيحة من خبراء مخضرمين في مجال تصنيع مستحضرات التجميل، فكان جوابهم أنّ الجمال لا يتناغم مع النفايات وترى صاحبة المشروع ضرورة أن يدرك الجميع أنّ ”هذه المكوّنات ليست مقرفة ولا قذرة“.

وتعتبر عالمة كيمياء المسؤولة عن تركيب منتجات شركة التجميل أنّ تفل القهوة أفضل لتصنيع مستحضرات التجميل من القهوة المطحونة الخام ”لأنّها تعرّضت للتسخين، وهي رطبة، وتحتوي على قدر أكبر من مضادات الأكسدة“.

وفي مواجهة استنفاد موارد الكوكب، يبتكر رواد الأعمال والمصممون في العالم طرقا جديدة لتصنيع مواد ذات قيمة بواسطة مختلف أنواع النفايات.

وسلط معرض ”ويست أيدج“ (”عصر النفايات“) الذي أقيم أخيرا في متحف لندن للتصميم، الضوء بشكل خاص على إعادة استخدام ألياف الأغاف لتصميم طاولات أو مقاعد أو أراجيح من شبك ينفّذها المصمم فرناندو لابوس الذي تدرّب في معهد ”سنترل سانت مارتينز“ المرموق للفنون.

ويستخدم كذلك أكواز الذرة المتعددة الألوان من موطنه المكسيك لتصميم طلاء الورنيش، من بين ابتكارات أخرى تغذي الاقتصاد الدائري عبر توفير وظائف محلية ويعاد في بريطانيا تدوير 15% من النفايات، فيما تُحرق الكمية المتبقية أو تُرمى في مكبات.

ومن الابتكارات كذلك كراسٍ مصنوعة من ثلاجات قديمة، وأحذية رياضية مزيّنة بشباك صيد انتشلت من البحر، وأثاث أو قطع صُنّعت بأكواب من الورق كانت تُستخدم للمشروبات الساخنة، وتصاميم تستخدم الزجاجات البلاستيكية المعاد تدويرها.

ترشيحاتنا