شواهد

البهتيمي.. يقدمه الصيفي!!

محمود الخولى
محمود الخولى

 

تلميذ الشيخ محمد الصيفي، تبني موهبته حني اشتد عوده فاصطحبه مؤمنا بصوتهفي حفلاته الخارجية، منذ بواكير شهرته بين اهل قريته الي ان عرفته القاهرة واهلها من عشاق التلاوة.
بدأ الصبي محمد زكي يوسف الشهير بـ كامل يوسف البهتيمي والمولود بحي بهتيم ناحية شبرا الخيمة قليوبية سنة 1922، مقلدا الشيخين محمد رفعت ومحمد سلامة، ليثبت لمن يصادف  اذنه موهبته وحلاوة صوته، فحظي بالاستحسان والثتاء.
لم يلتحق شيخنا  الذي حفظ القرآن بكتاب البلدة قبل بلوغه العاشرة من العمر، بأي من معاهد القراءات التي عرف عنها تأهيل حفظة القرآن للتلاوة، بل لم بلتحق بأي من  المدارس الحكومية، اكتفاء بمتابعة من سبقوه من عظماء التلاوة، رفعت وسلامة وحزين والصيفي، ومحاكاة اصواتهم وطريقتهم في التلاوة، بما وضعه علي بداية الطريق الصحيح، حيث اكتملت له كل عناصر النجاح والشهرة كمقرئ  بمسجد البلدة، الي ان اصبح مقرئ القصر الجمهورى.
كان القارئ كامل يوسف البهتيمي، عصبيا، او كما نقول" مودي"، متقلب المزاج، وقد أكد نجله الاستاذ عصام البهتيمي لكاتب السطور، في لقاء جمعني به بمنزل عائلته بضاحية كوبري القبة، في تسعينيات القرن الماضي، تلك الحقيقة، بما جلب له مشاكل عديدة في الأوساط الاعلامية والسياسية، خاصة بعد رحيل الرئيس عبد الناصر الذي كان يخصه باحياء السهرات الدينية بالقصر الجمهوري اعجابا بصوته علي حد قول نجله.
ولأن البهتيمي لم يتلق تعليما الزاميا حكوميا، فقد لازمته ولفترات طويلة، عقدة الاعتماد بالاذاعة المصرية،  والتقدم لاختبارات القبول بها، خشية الوقوع في الحرج امام لجنة الاعتماد، لعدم إلمامه  بعلوم التجويد والقراءات ‘ غيران الشيخين الصيفي وعلي حزين، أقنعاه بان موهبته تفوق موهبة الكثيرين ممن درسوا وتعلموا بتلك المعاهد، وأن عليه عدم التردد، وهو ماشجعه علي قهر تلك "العقدة"، وبالفعل صدقت نبوءات من سبقوه، وتمت اجازته بالاذاعة المصرية في الاول من نوفمبر عام 1935، تقرر بعدها تعيينه قارئا للسورة " الجمعة"، بمسجد عمر   مكرم – ميدان التحرير- بالقاهرة مستمرا حتي وفاته.
سجل  البهتيمي القرآن مجودا للاذاعة المصرية، وكان قد عقد النية لتسجيله مرتلا، غير ان المنية وافته، في السادس من فبراير سنة 1969 .
رحم الله القارئ كامل يوسف البهتيمي الذي حلت ذكراه في مثل هذه الأيام.
[email protected]

ترشيحاتنا