بقلم اللواء ناصر قطامش

قدر الرئيس ( احياء مشروع جبل التجلى 1) 

ناصر
ناصر

التاريخ شجرة تحكى قصة المكان والزمان، ماضيها جذورها ثابتة فى الأرض، وحاضرها جذعها المنتصب، وفروعها ممتدة إلى السماء تحمل ثمار المستقبل، فالتاريخ يتحدث عن الوقائع التى حدثت فى العصورالسابقة، ويرتبها وفقا للوقائع التى حدثت عبر الزمن، وهو ما يدلنا على أن الزمن لم يكن مجرد طريقة لتنظيم الوقائع بل أصبح موضوع التاريخ نفسه.

وهنا يظهر ما يطلق عليه اسم الحاسة التاريخ التى يتمتع بها المؤرخين، أو ما يطلق عليه اسم العقلية التاريخية التى تتجه أساساً إلى رد الحدث أوالشئ إلى أصلهما، والتى تحرص على تتبع مراحل تطورها منذ بداية نموها حتى آخرنقطة تصل إليها، هذا التتبع تم بصورة زمنية سببية، وبهذا يمكن وصل الماضى بالحاضر، أوتفسيرالحاضرفى صورة الماضى، فمثل هذه القدرة ليست بالبسيطة وتحتاج إلى تمرين مستمر حتى يعتاد المؤرخ على هذا النوع من التفكير لأنه يتطلب بحث وتنقيب عن أصل الشئ وجذوره والرغبة فى الاستطلاع الذى يهدف إلى فحص مصادر المعلومات بنظرة فاحصة، إلى جانب ربط أسباب الحوادث بنتائجها ربطا زمنياً، فضلاً عن الإصغاء للقصة من بدايتها حتى نهايتها، لهذا ظل التاريخ فى نظر الغرب هو المدرسة التى يتعلم فيها النشء معنى كلمة التاريخ.

نقطه البدايه للحديث عن مشروع جبل التجلى مدينة سانت كاترين  التى تعد واحدة من أقدس البقاع على وجه الأرض، بعد مكة المكرمة والقدس الشريف، فهي المكان الوحيد الذى تجلى فيه الله عز وجل لنبي الله موسى، و جاء ذكره فى مختلف كتب الأديان السماوية، فذكر بالوادي المقدس طوى، وجبل التجلي، وجل المناجاة، والشجرة المباركة مما جعل هذا المكان يتمتع بقدسية وخصوصية شديدة.وإيمانا من الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية بهذه المكانة الخاصة، جاءت تكليفاته بالعمل على تطوير مدينة سانت كاترين، ووضعها بمكانتها اللائقة التي تستحقها هذه البقعة الطاهرة المقدسة، وإقامة مدينة سانت كاترين الجديدة، وتعظيم الاستفادة من المقومات السياحية لهذه المدينة، ذات الطابع الأثري والديني والبيئي معا، تماشيا مع اتجاهات التنمية المستدامة.

في السادس من اغسطس عام 1980 وجه السادات رسالة من على أرض الفيروز اشار فيها الى ان: "عالمنا الان وما يدور فيه من أحداث جسام أشد ما يكون الي رمز ما يذكرنا بوحدة المصير الانساني ووحدة الرسالة السماوية، مشهدا يجسد مفهوم الإخاء بين كافة المؤمنين بالأديان الثلاث". كان حلم السادات ان يقام على ارض سيناء، جبل الوادي المقدس، حيث أول حوار بين السماء والأرض، وحيث تسلم الانسان أولى الشرائع والنواميس الإلهية المكتوبة، مجمعا لعباة الله الواحد الاحد، الفرد الصمد، يضم مسجدا وكنيسة ومعبدا.. مجمعا يوجه عباد الرحمن سوية الى رفع الصلوات والتراتيل والابتهالات، والتكبير في خشوع والسجود والركوع، للعزة الالهية.

في ذلك اليوم كان السادات سابقا لعصره وبدا وكأنه من خلال ذلك المجمع يفتح الباب واسعا لحوار انساني وإيماني خلاق يتجاوز التعصب ويقفز علي التمذهب.. كان إيمانه أن الرسالات السماوية واحدة، لان الهدي الرباني فيض مستمر وكل مؤمن يتوجب عليه ان يعتقد بان المؤمنين جميعا إخوة. دعا السادات وهي دعوة يتوجب تجديدها شعوب العالم للتبرع لإقامة هذا الصرح ولم يكن غرضه رحمه الله جمع الاموال بقدر ان تشترك شعوب العالم جماعات وافرادا، في تشييد المجمع، حتى وان كان التبرع باصغر قيمة مالية، فالامر هنا يتصل بالرمز باكثر من القيمة.

ان الرئيس الراحل محمد انور السادات كان يأتي لزيارة سانت كاترين في العشرالأواخرمن شهررمضان للاعتكاف بها ويرتدي جلبابا ويحرص علي تلاوة القرآن الكريم كاملا خلال هذه الأيام ويتعبد ويزور الدير والأماكن المقدسة وكانت رؤيته المستقبلية لمدينة سانت كاترين هي تحويلها الي مركز عالمي للديانات السماوية الثلاث وتنافس القدس المحتلة من حيث اعتراف العالم بالديانات السماوية التي نزلت من عند الله لافتا الي ان الرئيس الراحل كان قد انتهي من اعداد دراسة فكرة انشاء مجمع الأديان وتم الانتهاء من اعداد الرسومات الهندسية لكن اختفت الفكرة واسدل الستار عليها عقب وفاته مباشرة لتظل مجرد فكرة وحلم يري الكثير حاليا انه آن الأوان رب لتنفيذه.

 الرئيس عبد الفتاح السيسى حرص على احياء المشروع مره اخرى مع تطويره وخاصة بعد اعتماد مسارالعائلة المقدسة ليكون مزار سياحى

ترشيحاتنا