حول اتحاد الكتاب ..

تخاريف عجوز في دقائقه الأخيرة

محمد القصبى
محمد القصبى

أتابع مايجري في اتحاد كتاب مصر ..وإن كان في العمر بقية ..سأتوجه إلى هناك صباح  الجمعة ٣١ ديسمبر  لأدلي بصوتي في انتخابات التجديد النصفي لمجلس إدارة الاتحاد.

الأمر يعنيني تماما..ليس فقط كعضو في الاتحاد..بل كمواطن مصري بسيط..يرى أن اتحاد الكتاب هذا أحد  معالم مصر المهمة ..ويمكن أن يكون أحد أهم ركائز نهضتها ..ولاأدنى مبالغة فيما أقول..

ألهذا تبدو متابعة  قرون استشعاري  لمايجري في ١١ حسن صبري ..مغايرة لمتابعات غيري ؟!
وربما يبندون ماأقول في خانة تخاريف عجوز في دقائقه الخمس الأخيرة..وماأحلامه لإنقاذ اتحاد كتاب مصر ليست سوى أضغاث أحلام !

 على أية حال هذا لن يمنعني من أن أثرثر بما يمور به داخلي ..فما من قوة على الأرض بقادرة على منع عجوز في دقائقه الأخيرة  من أن... يخرف!!

البعض ..بل كُثر..بل الأغلبية  اختزلوا ١١ حسن صبري في قوقعة صغيرة منزوية بجوار عشبة لاترى   في أعماق محيط مصر  الهادر بالهموم والأحلام..
وربما من هؤلاء من اختزلوا الاتحاد إلى ماهو أصغر من القوقعة..جينة الأنا التي تقمع كل الجينات ..
نعم ..كلً بدا وكأنه أصيب بعشى ليلي ونهاري فلايرى  سوى أسفل قدميه .. لا يرى في الاتحاد سوى كرسي بقاعة مجلس الإدارة..جائزة.. لجنة يترأسها..كتاب ينشر..اعتلاء منصة قاعة الندوات.

ولا مانع أن يخوض حربا لاقتناص أي من هذه الغنائم  فتكون ديكورا ..  دبوسا ذهبيا في رابطة العنق..!!
 وللأسف ..هذا حال مصر خلال العقود الأخيرة..  الكلمة العليا... في المدرسة والحي والمجلس القروي والمحافظة والإعلام وكل الجهاز الإداري  لهؤلاء الذين  يخوضون نضالا شرسا وشعارهم المعلن: مصر أولا وتحيا مصر ومصر هي أمي وياحبيبتي يامصر.. بينما  شعارهم المخفي فهو  " لا فيها لا اخفيها..!"..والهدف اقتناص الدبوس الذهبي ليزين به الكرافتة!! تورم جينة الأنا امتد إلى ١١ حسن صبري ..وأصاب مثقفينا..أخشى في مقتل..
وأحلامي الآن..و التي قد تكون أضغاث أحلام ..تطفح كما نوهت من خرف الشيخوخة .. أحلامي أن تضم قائمة المرشحين في انتخابات حسن صبري من هم على وعي بالمرحلة بالغة الحساسية التي تجتازها البلد الغلبانة..وتوجيه الاتحاد ليقوم بدوره في هذه المرحلة بالغة الأهمية..بالغة الصعوبة؟!

فماهو دورالاتحاد  تحديدا ؟ كما نرى...ثمة ملحمة بناء هائلة تشهدها كل ربوع مصر  وربما غير مسبوقة.."قد تنضح الملحمة  بأخطاء..وهذا أمر طبيعي مع حجم ماينجز..وسبق أن  تطرقت إلى تلك الأخطاء في أكثر من  مقال"..
 
لكن مايعنينا الآن أن  تلك الملحمة مهددة بالفشل من قبل   الخفير "غ " الذي تزوج - حتى الآن- تسعا وأنجب - حتى الآن- ١٧ .. وأقول حتى الآن..لأنه مازال في أواخر الاربعينيات!!

وحين توجهت إليه ناصحا بأن يكف ! .. أمطرني هو وإحدى زوجاته بأمطار حمضية..كلها تتمحور حول مايراه وزوجته اليقين.. أن هذا هو الإسلام.. وحين شكوته إلى اثنين من شيوخ المساجد بالمنطقة ليصيحا  من فوق المنابر أن مايفعله هذا المزواج المنجاب لاعلاقة له بالدين.. فوجئت بأحدهما يصمت..والآخر لايروقه ماأقول ..بل  وصف هذا المزواج المنجاب بالشيخ التقي الورع..!

وأظن أن مثقفينا يتابعون كوارث آلاف الدجالين شبه اليومية .. أحدثهم- دجال -  هذا الذي أقنع إمرأة أن الجن يسكن في رحمها..ولإخراجه لابد من مضاجعتها!!..وحملت المرأة..ومنعا للفضيحة تم زواج الدجال من المرأة عرفيا لمدة ٣ أشهر..!!

وطبقا للسائد المكرس في ١١ حسن صبري أن دور  اتحاد الكتاب تنظيم  ندوات عن رولان بارت  وجوائز و معاشات ورعاية صحية..ولاشيء آخر..و..لذا ...  قد يتساءل البعض..الكثير: وماعلاقة اتحاد الكتاب بما أقوله عن الخفير المزواج المنجاب و الدجال ؟!!
 أراها علاقة عضوية.. مجلس إدارة اتحاد الكتاب هو برلمان للمثقفين  مواز لبرلمان الشعب..
برلمان المثقفين هذا  يفترض أن مهمته الانشغال بمدى أداء أعضائه لرسالتهم تجاه المجتمع..
وإلا ماجدوى الثرثرة من فوق المنصات أن المثقف ضمير أمته ورأس حكمتها..؟!!
لذا.... في بلد  يتردد 63% من أبنائه على الدجالين لرد الحبيب  ويهدرون  أكثر من 30 مليار جنيه سنويا على مباخرهم ..
في بلد  يعجز عن التعامل الراقي مع 55 ألف طن من الزبالة يوميا ..بل تآلف أبناؤه مع قبح الشوارع.. وكلٍ يلقي بمخلفاته حتى حول المساجد والكنائس لنتحول إلى أحد أكبر مقالب الزبالة في العالم ..
في بلد  تتعرض أدمغة مواطنيه إلى 233 شائعة يومياً عبر السوشيال ميديا وغيرها ..هدف معظمها  تقويض ثوابت الدولة.

في بلد يختزل المشايخ الدين العظيم في هل صليت على النبي 3 آلاف مرة!!..ولاأحد يتفوه بكلمة واحدة عن تحول لجان امتحانات الثانوية العامة والجامعات إلى معجنة غش..ولا عن حرمان ملايين النساء من ميراثهن الشرعي ..ولا عن اقتناص البعض ماليس حقهم بالرشاوي ..
في بلد مازال للفكر المتطرف والجاهلية الدينية حضورها الخطير.. في بلد ..لايعرف أكثر من 25 مليون من أبنائه فك الخط ..
في بلد هذا حاله ..يصبح انزواء المثقف في قوقعة طموحاته الخاصة.. اقتناص " مصاصة " من هنا أو هناك.. خيانة!!
وأمامنا الكثير الذي ينبغي أن يفعله اتحاد الكتاب..لتجييش مثقفي مصر في مواجهة  هذه التحديات وغيرها.. حيث يمكن تحويل الاتحاد إلى مركز للفكر المستنير يغمر دماغ المرأة التعيسة التي سقطت في شرك الدجال  بنورانية معرفية تنعكس على سلوكياتها الحياتية..فلا تلجأ لهؤلاء المشعوذين  ليحلوا مشاكلها.. وحتى يقوم اتحاد الكتاب بدوره التنويري الشامل هذ أقترح:  تشكيل لجنة من الإعلاميين والأكاديميين من أعضاء الاتحاد..  

 مهمتها التصدي لأعاصير الشائعات التي تستهدف تقويض الدولة ..على أن يكون ميدانها الأساسي السوشيال ميديا ..حيث تتولى اللجنة دراسة الشائعة والرد عليها على الفيس بوك..على أن يقوم آلاف المثقفين بالتشيير والتعليق الإيجابي..وأن تتواصل اللجنة مع الجهات المسئولة لمدها بالمعلومات الصحيحة..

على الاتحاد أن يسعى لمد جسور التعاون مع وزارة الشباب والرياضة لتنظيم لقاءات جماهيرية في مراكز الشباب والأندية الرياضية وأيضاً مع الجامعات والمدارس في إطار مواجهة العديد من التهديدات التي تواجه الدولة مثل تفشي ظاهرة الدجل والشعوذة  والتطرف وتسطيح الخطاب الديني والانفجار السكاني وانتشار القبح والشائعات..وغيرها ..

تنظيم قوافل للتوعية حول أهمية النظافة بمشاركة حقيقية من رئيس و أعضاء مجلس إدارة الاتحاد والجمعية العمومية ...ليس فقط بالكلام والوعظ ..إنما الأهم بالسلوك ..كل يمسك مقشته وننزل إلى الشوارع ..إلى النجوع ...ونجاح التجربة قد يحفز الآلاف من النخبويين ..أعضاء البرلمان .. أساتذة الجامعات ..رؤساء الأندية ..قيادات الأحزاب ..قيادات المحليات للانضمام إلى هذه القوافل.

 "شخصيا  لو تم تشكيل قوافل النظافة هذه سانضم لها بمقشتي حتى لو كان المطلوب تنظيف شوارع حلايب وشلاتين..وقد فعلتها مؤخرا في منطقة جاردينيا بالتجمع الخامس ..حيث رافقنا حملة نظافة أنا والشاعرغريب الشعراوي.. وكنا كتفا بكتف مع العمال وبالمقشات في تنظيف شوارع الحي"..
  وحين يرى المواطن العادي في حي شعبي ..في نجع.. رموز مصر وكبارها..يمسكون المقشات وينظفون الشوارع ..أظنه لن يلقي بعد ذلك بورقة..بعقب سيجارة أينما كان. 

 التنسيق بين اتحاد الكتاب ووزارة التربية والتعليم لتخصيص مدارس في كل أنحاء مصر خلال الفترة المسائية لمحو الأمية ونشر الوعي ..على أن يشارك في هذا النشاط متطوعون من أعضاء الاتحاد ..ومجلس إدارته..

وأود القول إن محو أمية مواطن من قبل مثقف ..أو توعيته بعدم إلقاء مخلفاته في الشارع هو إنجاز أهم من إصداره مئة كتاب في مجتمع ..معدل القراءة به 6 دقائق لكل مواطن في السنة طبقا لتقارير اليونسكو .. 
ومشاركة أي كاتب في مشروع تنويري مثل هذا لن يختصم من وقته أكثر من بضعة ساعات أسبوعيا. 

 بالتأكيد سطوري تلك إن   اهتم بقراءتها  البعض ..فلن أصاب بالدهشة  اذا اتهمني 90% منهم بالخبل ..لكن اقتناع 10% بجدواه ..وحماس 5% منهم للمشاركة ..لأن يمسكوا المقشات ..لأن يخصصوا عدة ساعات أسبوعيا لتعليم مواطن أمي.. لأن يخصص كل منهم نصف ساعة يوميا لمحاربة الشائعات والدجل والشعوذة ومشايخ التسطيح الديني عبر السوشيال ميديا ..فتلك خطوة أولى ناجحة في رحلة الألف ميل الشاقة لكي يتعلم   المثقف المصري كيف يكون..... مثقفا ؟!!

أما من يرفض من هؤلاء " المثقفين" أن يتعلم ..فيقينا لن يفكر أبداً في ترشيح نفسه في انتخابات مجلس الإدارة ..حين يعلم أن ماينتظره خلف أبواب حسن صبري مقشة وليس مصاصة!!

لكن مشروعي هذا لاينبغي أن يأتي على حساب دور الاتحاد كنقابة تجاه أعضائه من علاج ونشر واهتمام بكل هموم العضو كمبدع وانسان..
حيث ينبغي تشكيل لجان لأداء رسالة الاتحاد في هذا الصدد..على شاكلة : لجنة لبحث شكاوى الأعضاء تجاه  الصحافة الثقافية..و عدم التزام القائمين عليها  بمعايير الجودة في نشر النصوص..ويمكن للجنة ان رأت ظلما تعرض  له كاتب في هذا الشأن من قبل إحدى الصحف أو المجلات..حين يتم تجاهل نص جيد له ..في الوقت الذي تنشر الصحيفة نصوصا متواضعة المستوى..على لجنة الاتحاد في هذه الحالة  مخاطبة رئيس قسم الثقافة في المطبوعة..وتنبيهه.. فإن واصل تجاهله لنصوص الكاتب يصدر مجلس إدارة الاتحاد قرارا بمقاطعة المطبوعة..
بل ومعاقبة أي عضو  تنشر له في تلك المطبوعة اية نصوص.

لجنة نقد....قد تطال مهمتها إعادة قراءة تلك الإصدارات التي تحصل على جوائز وتقييم استحقاقيتها..وفي هذا الشأن على الاتحاد أن يسعى  نحو  حضور نافذ ورسمي له في كافة لجان التحكيم بمسابقات الجوائز بمصر..على أن تضم كل لجنة عضو أو عضويين يتم اختيارهما من قبل الاتحاد..
 لجنة فحص من ٣ أعضاء مهمتها قراءة نصوص الكتاب الجدد الراغبين في الانضمام للاتحاد..وليس مجرد فاحص واحد كما يحدث حاليا  حيث تجري الموافقة على تقريره بشكل صوري ..دون قراءة أي من أعضاء لجنة القيد النصوص..
المهم اتخاذ إجراءات صارمة للحيلولة دون انضمام أرباع الموهوبين للاتحاد..
فهذا الذي ينضم للاتحاد بربع موهبة ..طموحاته لاتختزل في مجرد اكتساب عضوية اتحاد كتاب مصر..بل يسعى بعد ذلك إلى اقتناص كرسي في قاعة مجلس الإدارة..وربما كرسي رئيس الاتحاد..ويصبح ممثلا لمصر الثقافة..في المحافل العربية والدولية! 

- ثمة أفكار ومقترحات جيدة قرأتها في منشورات العديد من  المرشحين  تتعلق بصحة أعضاء الاتحاد.. ومايتعرض له بعضهم من أزمات ..للأسف ..لانجد أمامنا سبيلا لعلاجها إلا بالتسول وطرق أبواب كل من هب ودب..
وهذا  ماأنشده..أن تدرس هذه المقترحات من قبل مجلس الإدارة الجديد..سواء نجح طارحوها أم لم ينجحوا في الانتخابات..
.......
هل تنفيذ مشروع مثل هذا يعتبر  مهمة شاقة أمام مجلس إدارة  اتحاد كتاب مصر؟..

نعم.. يقينا ..في ظل ظروف معوقة كثيرة..تتعلق في معظمها بالثقافة السائدة بين المثقفين أنفسهم حول دور المثقف.. دور بيت المثقف في ١١ حسن صبري.. 

لكنها  ليست أكثر مشقة من مهمة  مجلس الأمن القومي الأمريكي..المكلف بحماية الأمن القومي للولايات المتحدة..الذي يراه الأمريكيون أبعد مدى من الجغرافية الكندية شمالا والمكسيك جنوبا والمحيطين الأطلسي والهادي شرقا وغربا..
بل  يتجاوز قارات الكوكب الست إلى الفضاء..!!
ومع ذلك يدير هذه المهمة باقتدار..١١ عضو..هم كل أعضاء مجلس الأمن القومي ..وليس ٣٠ عضوا كما هو حال اتحاد كتاب مصر   !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
فهل لمجلس الإدارة وفي أقرب جمعية عمومية طرح هذا الخيار الثوري للتصويت ..اختزال عدد أعضاء مجلس "الأمن القومي" في ١١ حسن صبري إلى ١٥ عضوا..بدلا من ٣٠ لاأدري ماذا يفعلون!!!!!!!!!!!!!!
.......
 وكما نرى ..وكالعادة..يلقي بعض الكتاب بمسئولية مشاكل الاتحاد على كاهل الدولة..ومع كل مصيبة تحل ب١١ حسن صبري نصرخ : فين الدولة !!!!!!

وأقول لهؤلاء ..ان احتل الاتحاد مكانة مركزية في مواجهة التحديات المحيقة بالوطن..سوف يصبح رقما محوريا في حسابات الدولة..
ولنتذكر ماقاله في ثلاثينيات القرن الماضي جوزيف جوبلز وزيرالدعاية الألماني: كلما سمعت كلمة مثقف تحسست مسدسي..!

بالطبع نظام ثورة ٣٠ يونيو ليس في ارتياب من أمر المثقف المصري ليخافه..خاصة وأن الدافع وراء عبارة جوبلز إدراكه أن المثقف  بوعيه العميق كان حائط صد قوي أمام الشائعات التي ينشرها ويعتمد عليها النظام النازي في تحقيق أهدافه!..لهذا كره  جوبلز المثقفين..
على النقيض من ذلك..
فلأن نظام ثورة ٣٠ يونيو يدرك  أهمية المثقف ووعيه ..فهو في حاجة إلى انتفاضته  والخروج من قوقعة عزلته ليكون حائط صد في مواجهة أعاصير الإشاعات وغيرها من التهديدات التي تحيق بالوطن..

فإن قام المثقف برسالته المقدسة هذه ..من الطبيعي أن يتحول إلى رقم محوري في حسابات صانع القرار..
 والخطوة الأولى في رحلة الألف ميل الشاقة لأداء تلك الرسالة اكتظاظ ١١ حسن صبري بأبنائه صباح الجمعة .. 
فإن كان عدد أعضاء الاتحاد  نحو ٣٠٠٠ عضو..فوجود ألفين أو حتى ألف منهم في ١١ حسن صبري يوم الجمعة   بداية مبشرة ..أما دون ذلك..
٤٠٠ أو ٥٠٠..أي ١٥% من أعضاء الاتحاد..كما هو العادة..فأخشى أن يفسر الأمر..حتى من قبل الدولة ..أن مايجري في حسن صبري مجرد صراعات شلل ..تحت شعار: لا فيها. لااخفيها..!!

ترشيحاتنا