القمر يخبّئ كنز مليارات البشر مليارات البشر وتتسابق إليه الدول

القمر
القمر

يحتدم السباق في وقتنا الحالي على اكتشاف الفضاء ووضع موطئ قدم للبشرية خارج كوكب الأرض لتكون نواة لمستعمرات خارجية، لكن السباق الأسرع هو على جارنا الأقرب، القمر، جار الأرض الذي نتأمله كل يوم بعد مغيب الشمس.

القمر الجميل الذي تغزل فيه الكثير من الشعراء، يحتوي على كنز كبير أيضا، لكن هذا الكنز لا يدرك بالنظر أو بعدسات المركبات الفضائية التي نقلت من القمر صورة عاتمة قليلا لكميات كبيرة من الصخور والأتربة التي تنعدم فيها الحياة.

وعلى الرغم من أن القمر يملك غلافا جويا، إلا أنه رقيق جدا ويتكون في الغالب من الهيدروجين والنيون والأرجون، أي أنه ليس نوعا من الخليط الغازي الذي يمكن أن تعيش فيه الثديات والحيوانات أو البشر، والتي تعتمد على الأكسجين بشكل رئيسي.

وقعت وكالة الفضاء الأسترالية ووكالة “ناسا” الأمريكية في أكتوبر ، صفقة لإرسال مركبة روفر أسترالية الصنع إلى القمر في إطار برنامج “أرتميس”.

وبحسب مجلة “sciencealert” العلمية، فإن الهدف من إرسال هذه المركبة هو جمع الصخور القمرية التي “يمكن أن توفر أكسجينا قابلا للتنفس (بالنسبة للبشر) على القمر”.

وأشار المقال إلى أن القمر يحتوي بالفعل على كميات كبيرة جدا من الأوكسجين، لكنه ليس بالشكل الغازي، بل الأوكسجين القمري محتجز ويحتاج للطاقة كما تشير المصادر العلمية.

ونوه المقال الذي كتبه جون غرانت، المحاضر في علوم التربة القمرية، جامعة “ساوثرن كروسإلى” إلى أنه يمكن العثور على الأكسجين في العديد من المعادن الموجودة في أرضنا، والقمر أيضا يحتوي على نفس الصخور التي يمكن أن نجدها على الأرض (على الرغم من وجود كمية أكبر من المواد التي أتت من النيازك).

وتتواجد كميات كبيرة جدا المعادن مثل السيليكا والألمنيوم وأكاسيد الحديد والمغنيسيوم على سطح القمر، داخل الصخور الصلبة والغبار والحصى والأحجار التي تغطي السطح، وتحتوي كل هذه المعادن على الأكسجين، ولكن ليس بالشكل الذي يمكن أن تصل إليه الرئتان.

يتكون ثرى القمر (التربة القمرية) من حوالي 45% من الأكسجين. لكن هذا الأكسجين مرتبط بإحكام بالمعادن المذكورة أعلاه، ومن أجل تفكيك تلك الروابط القوية المتواجدة بين الأوكسجين والمعادن، نحتاج إلى الكثير من الطاقة ومعدات صناعية ضخمة لتحويل المعادن إلى شكلها السائل، وهي عملية معروفة، على سبيل المثال: أثناء تصنيع وإنتاج الألومنيوم هنا على الأرض، يمرر تيار كهربائي (من خلال الأقطاب) عبر شكل سائل من أكسيد الألومنيوم (يسمى عادة الألومينا) لفصل الألمنيوم عن الأكسجين، حيث يعتبر الأكسجين هنا منتج ثانوي، لكن عند تطبيق هذه العملية على القمر سيكون هذا المنتج أثمن ما على الكوكب الجار بالنسبة للبشر.

وأكدت المجلة العلمية أن كل متر مكعب من الثرى القمري (التربة القمرية) يحتوي على 1.4 طن من المعادن في المتوسط​​، بما في ذلك حوالي 630 كيلوجراما من الأكسجين. ويحتاج البشر إلى حوالي 800 جرام من الأكسجين يوميا للبقاء على قيد الحياة، بحسب “ناسا”. لذلك فإن هذه الكمية من الأكسجين تبقي الشخص على قيد الحياة لمدة عامين تقريبا أو أكثر بقليل.

 وافترضت المجلة بناء على البيانات العلمية أن متوسط ​​عمق الثرى القمري يبلغ حوالي 10 أمتار تقريبا، أي أن الإنسان يستطيع استخراج الأوكسجين من هذه الطبقة، وهذا يعني أن هذه الكمية قياسا لمساحة القمر ستوفر ما يكفي من الأكسجين لدعم 8 مليارات شخص على الأرض لحوالي 100 ألف عام.

ترشيحاتنا